Saturday 12th july,2003 11244العدد السبت 12 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

اجتماع «اسكوا» حول «العراق والمنطقة ما بعد الحرب» يتابع أعماله في بيروت اجتماع «اسكوا» حول «العراق والمنطقة ما بعد الحرب» يتابع أعماله في بيروت

* بيروت «الدائرة الإعلامية في اسكوا»:
تابع الاجتماع الذي تنظمه لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا «اسكوا» باالتعاون مع البنك الدولي وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية «UNDP» والمركز اللبناني للدراسات حول «العراق والمنطقة ما بعد الحرب» أعماله أمس في بيت الأمم المتحدة، ساحة رياض الصلح، بيروت.
وقد تكلم في الجلسة الصباحية كل من السيد عدنان ياسين مصطفى، رئيس قسم الدراسات الاجتماعية في بيت الحكمة في بغداد «العراق»، الذي تناول موضوع «العراق بدون دولة والسلامة الاجتماعية» والسيد فالح عبد الجبار، كاتب ومحلل سياسي «المملكة المتحدة»، الذي تناول موضوع «قضايا اجتماعية والمجتمع المدني» والسيد كامل مهدي، موضوع «النفط والغذاء والتنمية- أولويات اجتماعية واقتصادية».
في كلمته قال مصطفى :«خلال الفترة بين 1970 و1980 شهد المجتمع العراقي تطورات تنموية مهمة غير ان ثمار هذه الجود أصبحت حطباً لنار الحرب العراقية الإيرانية.
أما السنوات العشرة الأخيرة فأحدثت شللاً مؤسسياً تاماً هدد مصادر الحياة، وجعل المجتمع في حالة حرمان من مصادر إشباع حاجاته الأساسية، واليوم، وفي عراق ما بعد الحرب يتكرر السؤال الخطير حول مستقبل هذا المجتمع.
فالتنمية الاجتماعية لم تحقق ما يتناسب مع ما انفق عليها ذلك لأن المطلوب ليس مجرد الانفاق، وأي تصور مستقبلي للتنمية الاجتماعية لابد ان ينطلق من تشخيص مصادر وعوامل الاخفاقات السابقة طوال أكثر من عقدين».
وأكد مصطفى على أهمية قيام عقد اجتماعي جديد بين النظام السياسي والمواطن وبين السوق.. فعلى صعيد شبكات الأمان الاجتماعي، اعتبر ان المعالجات تقتضي تحديد مفهوم وطني للفقر ورسم سياسة واضحة ودقيقة لتحديد فاعلية أداء شبكات الأمان الاجتماعي وتوفير الموارد الكافية لإقامتها.
واستعرض عبدالجبار في كلمته تاريخ الطبقات الوسطى في المدن العراقية التي توسعت خلال فترة النظام الملكي وأدت إلى حركة سياسية فاعلة.
وأضاف أن من فترة 1968 إلى 1988 نمت الطبقة الوسطى وطبقة رجال الأعمال بشكل ملحوظ رغم أن دورها الاجتماعي والسياسي تهمش.
أما الآن فالطبقة الوسطى شبه منهارة ومحبطة ورثة ويجتاح المجتمع العراقي حالياً عصبيات دينية وقبلية، والآن بعد قرن من التطور الاجتماعي تعود القبلية الى المجتمع العراقي بسبب عدم وجود دولة مركزية، وختم عبدالجبار بالقول إن الدولة أخفيت ويجب استرجاعها.
وفي كلمته، قيم مهدي برنامج النفط مقابل الغذاء، واعتبر أن من سلبيات البرنامج امتثاله بالبيروقراطية وخضوعه لتأثير السياسة.
وأضاف أن حجم البرنامج لم يكن كبيراً ولا يعطي صورة حقيقية عن واقع تأثيره.
كما اعتبر ان البرنامج كان قصير الأجل أي مدته ستة أشهر وبالتالي يمنع أي تخطيط بعيد الأمد لإعادة تأهيل القطاعات الاقتصادية العراقية.
واعتبر انه من سلبيات برنامج النفط مقابل الغذاء إهماله لدور القطاع الخاص وعدم سماحه باقتناء السلع الزراعية من داخل العراق التي كانت تقتني من الخارج بأسعار مرتفعة وتصبح منافسة للناتج المحلي العراقي.أما عن ايجابيات البرنامج، فقال مهدي انها كانت تتسم بالتنسيق بين قطاعات الدولة مما نتج عنه تخطيط أشمل وبالشفافية التي فرضها البرنامج في ظل نظام فاسد، وأكد مهدي أهمية الاستمرار بتطبيق برنامج النفط مقابل الغذاء لأن أي نية لإلغاء الحصة التموينية للمواطن العراقي تأخذ منه حقه المكتسب باسم الإصلاح.
وكان قد تكلم في جلسة بعد ظهر الاربعاء الماضي كل من السيد جورج قرم، وزير المالية اللبناني السابق، الذي تناول موضوع «الوضع الاقتصادي والمالي في العراق: تدابير مؤسساتية، واجبات مالية، قضايا إعادة الإعمار» والسيد انطوان حداد، خبير استشاري لدى دار التنمية، الذي تناول موضوع «الأوضاع الإنسانية والاجتماعية في العراق ما بعد الحرب: التحديات- الأولويات- الضرورات».وفي كلمته، اعتبر قرم أن العراق قبل حروبه مع ايران والكويت كان من أغنى الدول النامية وان السياسات الاقتصادية والمالية الحالية يجب ان توقف هدر الثروات العراقية.
أما حداد، فشدد في كلمته على ضرورة العمل لتحقيق الامن والنظام وسلامة الأفراد وحقوق الإنسان، وتكلم في جلسةالأربعاء ايضاً السيد هاني فارس، أستاذ العلوم السياسية في جامعة كولومبيا في فانكوفر كندا، الذي تمحورت كلمته حول «اثار الحرب الاجتماعية- الاقتصادية- والسياسية على المنطقة العربية».
تجدر الاشارة إلى ان اجتماع «اسكوا» حول «العراق والمنطقة ما بعد الحرب» يهدف إلى دراسة دور حكومات وشعوب المنطقة ومثقفيها والمنظمات غير الحكومية في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإنسانية في جهود إعادة اعمار وتنمية عراق ما بعد الحرب.
ويركز الاجتماع، الذي يختتم اعماله ظهرأمس الجمعة، على تأثير الحرب على العراق والمنطقة وعلى إعادة اعمار العراق وتنميته وتأهيله بما في ذلك قضايا السلامة الاجتماعية في غياب الدعم الحكومي ودور المجتمع المدني.
كما يركز الاجتماع على قضايا حقوق الإنسان والديمقراطية ومساهمة المجموعة الدولية والأمم المتحدة في إعادة اعمار العراق، ويناقش المشاركون تجارب اعادة اعمار بلدان اخرى كلبنان والبوسنة والهرسك وكوسوفو وكيفية الاستفادة منها، ومن المتوقع أن يقترح المشاركون عدد من الخطوات العملية باتجاه إعادة اعمار العراق.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved