Saturday 12th july,2003 11244العدد السبت 12 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

حوار لا تنقصه الصراحة مع رجل الأعمال العصامي المغفور له إن شاء الله الشيخ فهد بن عبدالله العويضة: حوار لا تنقصه الصراحة مع رجل الأعمال العصامي المغفور له إن شاء الله الشيخ فهد بن عبدالله العويضة:
لقاءات خادم الحرمين الشريفين بشباب الجامعات خير تجسيد للتلاحم الأبوي بين القائد وأبنائه
اهتمام المليك بتشجيع الكوادر الوطنية.. يجعلنا كرجال أعمال أمام مسئولية كبرى
أعترف بأن الأمانة والإخلاص هما سر نجاحي.. وعلى كل إنسان أن يضع ذلك نصب عينيه

  حوار: محمد الوعيل تصوير: فتحي كالي
بطاقة شخصية:
- الاسم : فهد بن عبدالله بن محمد العويضة.
- تاريخ الميلاد: 1353هـ.
- مكان الميلاد: (شيحة) مزرعة شرقي مدينة بريدة.
- الحالة الاجتماعية: متزوج وله أولاد.
- العمل : رجل أعمال.
في الخامس عشر من شهر رمضان من العام 1404هـ الموافق للخامس عشر من حزيران «يونيو» من العام 1984م نشرت «الجزيرة» حديثاً مطولاً ضمن ضيوفها مع الشيخ فهد العويضة أجراه الزميل محمد الوعيل حين كان يعمل سكرتيراً لتحرير صحيفة الجزيرة آنذاك.
نعيد نشر الحديث لتذكير قراء الجزيرة بالرجل الذي فقده الوطن وخسره محبوه الكثر وذلك بدءاً من الحلقة الأولى اليوم لنواصل غداً الحلقة الثانية ويوم الاثنين «بعد غد» الحلقة الثالثة، سائلين الله المغفرة والعفو والجنة للفقيد الغالي، ولأسرته الصبر والسلوان.
الحلقة الأولى
تقديم
لم يكن ليتصور بأنه سيكون في يوم من الأيام من أصحاب الملايين لكن...
بذكائه تبوأ مقعده التجاري الوثير.. رغم انه بدأ تعليمه في الكتابة على الأرض الرملية.. ورغم انه لم ينه دراسته الثانوية.. إلا أنه أحسن التعامل مع الأرقام حتى صارت صديقته.. يحفظها عن ظهر قلب..
يقلب دفاتره القديمة منذ السبعينيات ويعيد الذكريات أيام كان هو الموزع والمحاسب والمحصل.
وذكرياته كتبها بخطه.. وكم شعر بالغبطة ونحن معه وهو يقلب تلك الصفحات.. شعور بالفخر ينتابه لأنه حقق كل ما تصبو إليه نفسه.
ثروته ليست وليدة الصدفة.. فقد عمل وكد وكافح.. وسافر وتنقل من أجل ان يصنع نفسه.. رافضا الاعتماد والاتكال على غير الله مفضلا ان يبدأ مسيرة الحياة خطوة.. خطوة حتى وصل..
فعلى «البعارين» كانت أول سفرة له للكويت من أجل تحقيق ذاته.. وما يختلج في نفسه - رغم كونه غير محتاج - ويحقق بعضا من طموحاته.. الى ان صار اليوم من أصحاب الطائرات الخاصة.. تلك المقارنات والموازنارت لا ينساها بل ترتسم في تصرفاته ومساهماته..
يرى ان نجاحه تجاريا يكمن في تلك الثقة التي تمتع بها والأمانة التي افترش تجارته في احضانها.. والصدق الذي جعله أساسا لتعامله.
ويرى أيضا أن المال الحلال لا يضيع أبداً.. والزكاة فوق رأس المال.. وهي تزيده.
والملايين عنده لا تساوي لحظة شعر فيها بأنه قدم ما يمليه عليه ضميره من عمل خير ترضاه نفسه.. لا يهمه المكسب كما يقول.. والخسارة مهما كانت لا تزعزع ثقته وايمانه في ان الحلال هو الباقي.. من هنا يرفض ان يكون في عداد أصحاب الملايين..
أشياء وأشياء يرويها لنا ولأول مرة.
فماذا يقول عن بداياته التجارية.. وذكرياته مع الارقام أيام كان تاجرا صغيرا؟!.. وكيف صار من صاحب «بسطة صغيرة» بأسواق الكويتية بالرياض الى صاحب أكبر الشركات والملايين..
ما هو السر وراء ذلك؟
السر يكشفه لنا «ضيف الجزيرة» فهد بن عبدالله العويضة من بين طيات الارقام التي يحتفظ بها حتى الآن.. ويزيح الستار عن أوراق تجارية خاصة جدا من خلال حوارنا الطويل معه في «الحلقة الأولى».
أقرأ وأكتب
* أبا محمد.. تقرأ وتكتب؟
- نعم.
رحلة الكتابة
* من علمك فك الحرف؟
- أذكر أنني عندما دخلت المدرسة. كانت وقتها الدراسة «مطاوعة» أي كتاتيب.. وكنت لدي الهواية والرغبة في التعلم.. من هنا أحببت مادة الحساب.. وبعدها قمت بتدريس الرياضيات رغم أنني كنت لا أجيد الكتابة تماما.
الوهيبي أستاذي
* من أستاذك الأول؟
- مطوع يقال له «الوهيبي» موجود للآن.
* ومن كان من زملائك؟
- كثيرون..
وأذكر انه بعد دراستي عند الوهيبي بدأنا نقرأ القرآن.. لكي نحفظه.
* وبعد ؟
- ذهبت مع اخواني للبر مع البعارين.. وبدأت أتعلم الكتابة.
هكذا أكتب
* كيف؟
- كنت أكتب على الرمل..
* ومتى رجعت للمدينة؟
- بعد سنة.
* اعتمدت على نفسك في تعلم الكتابة؟
- نعم.
* وبعد؟
- دخلت مدرسة ابن رزقان «مطوع» وواصلت الدراسة طوال شهري رجب وشعبان وفي رمضان أنهيت القرآن الكريم وحفظته ثم صرت اعلم التلاميذ حين يغيب المدرس.
أنا وكيل المدرس
* عملت وكيل مدرس؟
- لم يكن هناك مدرسة بهذا المعنى المفهوم في ذلك الوقت.. فكان بالمدرسة مجموعة مكونة من 40 شخصا تقريبا ومن ثم جعلوني رئيسا على التلاميذ.
في مدرسة ابن رزقان
* ما اسم هذه المدرسة؟
- مدرسة ابن رزقان.
* وبعد ؟
-تركتها حين فتحت الحكومة مدرسة للتعليم حينئذ ذهبت لأدرس بها.
* بالمستوى الأول؟
- لا .. بالرابع.
ثم الخامس.. وبعدها أخذت الدولة الطلاب لتعلمهم في دار التوحيد.
هؤلاء أذكرهم
* من تذكر منهم؟
- الشيخ عبدالعزيز المسند.. وعبدالعزيز التويجري.. والشيخ العدل.
* وأنت ؟
- ذهبت للبرّ مع اخواني.. ثم ذهبنا للكويت على البعارين.
مجرد سفرة
* هاجرت للكويت؟
- لا.. كانت مجرد سفرة.. ثم رجعت.. في ذلك الوقت تجلى حرص الحكومة أكثر على دفع العملية التعليمية.
* وأين ذهبت؟
- رجعت للمدرسة مرة أخرى.
* بالابتدائية؟
- نعم.
لم آخذ شهادة
* وبعد ؟
- درست بالمتوسط ولكنني لم آخذ شهادة وكنا نسير على نظام 3 سنوات في 3 أشهر.. لكنني فوجئت أثناء الدراسة برفض زملائي الدراسة معي بحجة استحوازي على انتباه المدرس أكثر منهم.
* لماذا ؟
- لانني كنت بارزاً في الدراسة.
مدرسة الحياة
* وتركت المدرسة؟
- تركتها لألتحق بمدرسة «الحياة» ورغم انتهاء دراستي.. الا انني كنت شغوفا جدا لكي أتعلم..
* كيف كانت ظروف الأهل حينئذ؟
- كان والدي يعمل بالزراعة والتجارة.. وقد ركز جهده في مزرعة «شيحة».
قبيلة عنزة
* إلى أي قبيلة تنتمون؟
- إلى قبيلة «عنزة» من فخذ الدهامشة، وجدي يدعى (محمد) وكان أميراً لجماعته وقد اتصف بالشجاعة والكرم وله مواقف كثيرة.
في منتصف الطريق
* وبعد تركك للمدرسة؟
- صاحبت أكبر اخواني «إبراهيم» وكان يعمل بالتجارة.. أذكر في ذلك الوقت انهم كانوا يسمون الرجل الذي يعمل بتجارة البعارين «عقيلي» وهؤلاء يذهبون لبلاد الشام أما الذين يذهبون للاحساء وجبيل والكويت.. فيقال لهم «رحيليه».وكان أخي هذا مهتما بجلب الاطعمة والاقمشة للبلاد ولكنني لا أنسى ان أنوه بتلك الحياة الصعبة وقتها بالنسبة للتجارة.
* كم مكثت مع اخوانك؟
- سنة.
إلى الكويت
* وبعد ؟
سافرت الى الكويت لابن خالي أحمد الزيد الطيار.. وهو رجل ذو شأن عال وكان وكيلا لأمير من أسرة الصباح ولديه مقاولات.
.. وكيلاً لأعماله
* اشتغلت معه؟
- نعم كوكيل لأعماله وحساباته..
* كم كان راتبك؟
- كنت أتقاضى 50% من راتب الموظفين كبداية في أول شهر ثم أصبحت مثلهم في الشهر الثاني وفي الشهر الثالث أخذت زيادة 50%.
* كم جلست هناك؟
- 6 أشهر تقريباً.
* لكن. لماذا سافرت للكويت؟
- سافرت بعد خلاف بيني وبين أخي الأكبر.
إلى الرياض
* وبعد ؟
- جاء أخي بعد 6 أشهر وأرضاني.. وهنا سلمته الفلوس التي حصلتها.. وسافرت معه للرياض وهنا كانت بداية أعمالي التجارية الخاصة.
لم أكن محتاجاً
* معنى ذلك أنك ولدت وفي فمك ملعقة من ذهب؟
- أعتقد انني لم أكن محتاجاً.. رغم انني كنت أصغر أولاد أهلي.. وكنت مدللا بعض الشيء لأنني أصغرهم.. إلا أنني سرعان ما اعتمدت على نفسي.
تجارتي الخاصة
* هل تعتقد ان نجاحك التجاري امتداد لتجارة الوالد؟
- أنا بدأت في تجارتي الخاصة دون مساعدة من أحد فحبذت الاعتماد على نفسي.
حكاية وراء تسمية
* «عويضة» ما سبب هذه التسمية؟
- يقال انهم كانوا سبعة اخوان وفي ظروف قاهرة قتلوا «السبعة» ولما وضعت والدتهم سمت عوض أو عويضة.. تصغيرا لعوض.. ومن وقتها أصبحنا نسمى «العويضة».
* تسمي الآن أولادك بهذا الاسم؟
- نعم، وأحد أبنائي اسمه عويضة.
الاعتماد على النفس
* أبا محمد أهل القصيم اشتهروا بالتجارة وكذلك بالتعليم.. فيم يكمن السبب؟
- أعتقد ان السبب يكمن في الاعتماد على الله أولا ثم على النفس وأذكر في ذلك الوقت ان معظم اهل القصيم ما كانوا يرغبون في التوظف.. وكان من العيب جداً ان يصير أحدهم موظفا في ذلك الوقت.
وجهة نظر
* ما السبب؟
- كانت هذه وجهة نظرهم.. حيث كانوا يعتقدون ان من توظف صار غير طموح فلابد من الكد والكفاح والاجتهاد والاعتماد على النفس بعد الله.. كما اننا كنا نحل مشاكلنا بيننا.. وكان من العيب ان يشتكي احد للمركز أو خلافه.. فكل المشاكل تحل بالطرق العرفية وبالتفاهم.
تلاحم أبوي
* أبا محمد.. حوار الملك فهد مع الطلاب؟
- تلاحم أبوي بين القائد وأبنائه.. ودلالة قوية على ما يبديه من اهتمام بالشباب السعودي.
لإثراء التنمية
* ودعم المليك لرجل الاعمال السعودي؟
- من أجل اثراء التنمية.. والبحث عن منافذ أخرى لإنعاش المجتمع.. ودعمه لجميع رجل الاعمال السعوديين لا يمكن ان يحدث في أي دولة في العالم.
خلق كوادر وطنية
* وتوجيهات المليك لبناء إنسان سعودي ناجح؟
- نابعة من حرصه على بناء كوادر سعودية وطنية قادرة على العطاء وباخلاص.
هذا آخر علمي
* أبا محمد.. في زحمة الارقام المادية هل تنسى عدد أولادك؟
- طبعا غير معقول أن أنسى عدد أولادي.. فأنا لا أفكر إلا في المكان الذي أتواجد فيه فبمجرد انتهائي من عملي وأرجع للبيت.. أنسى كل شيء يتعلق بالعمل.
أعتبر نفسي زميلاً لهم
* تنسى العمل؟
- نهائيا.. فلا أفكر فيه اطلاقا مهما حدث.. وإذا جلست مع أطفالي الصغار فأنا معهم كواحد منهم.. أمزح وألعب مثلهم.. ومع الكبار أيضا أمزح معهم واعتبر نفسي زميلا لهم كل بقدره.
* ما هي حدود علاقتك مع أبنائك الكبار؟
- أعاملهم على أساس اننا أصدقاء وزملاء.
البحث عن الأحسن
* بم تفيدهم الآن؟
- أغرس فيهم الاعتماد على النفس بعد الله.. والتمسك بأمور دينهم.. واتباع التصرفات الحسنة.. ونفر التصرفات غير المحببة للنفس والبحث دائما عن الاصلح والاحسن.
مع أخي الأكبر
* أبا محمد.. اختلفت مع أخيك الأكبر.. ورغم ذلك تعترف بأنه هو صاحب القرار الأول والأخير كيف؟
- نعم عودنا والدنا على هذا فالأخ الكبير بمثابة والد.
الاحترام واجب
* هل تقبل أن يكون هذا أساساً لأسلوب تعاملك مع أبنائك؟
- نعم..
وأعلمهم على هذا.. فالكبير لابد وان يعطف على الصغير ويحترم الصغير الكبير.. وأنا في حضرة أخي الاكبر سليمان الآن أقبل رأسه واحترمه لأنه أكبر مني سنا.
* تنصح أبناء الآخرين بذلك؟
- نعم..
* فيم يكمن النجاح؟
- في الاخلاص.
من يخلص لدراسته ينجح.. ومن يخلص في علاقته مع زوجته ينجح.. ومن يخلص في تجارته ينجح.
وكانت البداية
* كيف بدأت مشوارك مع التجارة؟
- البداية كانت عندما ذهبت للكويت لابن خالي اشتغلت عنده وحصلت على فلوس كثيرة.. ربما هذا لحظي الحسن أو لنصيبي في أن أكون هكذا.. لكنني أعتقد أن هذا توفيق من الله.
* كم حصلت من الفلوس؟
- 1000 روبية.
خطى بطيئة
* ماذا تقول عن التجارة في الرياض آنذاك؟
- كانت لا تزال تخطو خطى بطيئة.
أقدم سوق
* واستمررت في التجارة مع أخيك؟
- هو رجع للكويت لإحضار بضاعة واعطاني 20 ريالا.. في ذلك الوقت بدأت بالبيع والشراء.. وكانت توجد «برحة» الكويت وبدأناها كسوق تجاري.
أنا المؤسس
* من أسس برحة الكويت؟
- أنا أول من وضع بها بضاعة.
سبب التسمية
* ولماذا سميت بهذا الاسم؟
- لأن السيارات كانت تأتي من الكويت محملة بالبضائع في الليل، ويبيتون بها وفي الصباح يدخلون الديرة من هنا جاءت التسمية «برحة الكويت».
* وبعد ؟
- بدأت أبيع واشتري ودخلت مضمار التجارة من أوسع أبوابه.
* كم كنت تحصل في اليوم؟
- 50 ريالاً.
ومن الـ50 ريالا انطلقت في البيع والشراء وفي خلال ستة أشهر حصلت على أكثر من 2000 ريال غير التي كنت أرسلها لأهلي.
حلم كبير
* ماذا كنت تبيع؟
- الملابس.. والبشوت والاحذية وخلافها فكنت اشتريها من أصحاب السيارات القادمين من الكويت وأدخل بها للسوق الداخلي بالبلد غرب القصر وأبيعها، وعند المغرب ارجع بالفلوس أعطي البائع حقه واستمررت على هذا المنوال لمدة 6 أشهر بعدها ذهبت لأهلي في القصيم وكان معي أكثر من 2000 ريال، وكان هذا المبلع بالنسبة لي حلماً كبيراً.
بدايتي التجارية
* معنى ذلك انك بدأت برأس مال قدره 20 ريالا؟
- نعم كانت البداية التجارية الخاصة بي 20 ريالا.
* وبعد ؟
- سافرت للكويت «لأتعوض» كما يقولون وكان معي مبلغ لا يتجاوز ألف ريال.
مبلغ كبير
* كيف ؟
- لاشتري بضاعة من هناك.. والتي كانت تتمثل في البشوت والمقاطع والاحذية والاقمشة وكنت أسافر للكويت في الشهر 3 مرات وهذا شيء نادر جدا.
وفي خلال فترة بسيطة أصبح لدي 5000 ريال وكان هذا المبلغ كبيرا جدا في ذلك الوقت..
ثم وصلت إلى 12 ألفا ثم 50 ألفا ثم 150 ألفا ثم 500 ألف ثم مليون ومليونين وهكذا.
عرفت الملايين
* متى عرفت الملايين؟
- من قديم.
* قبل 20 سنة؟
- أكثر.
* أقصد متى تعاملت مع أرقام الملايين؟
- عندما ترأست 7 شركات للأراضي عام 74/75هـ.
أساس برحة الكويت
* وبعد ؟
- اشتغلت في عدة مجالات وفي عام 70هـ كثرت أعمالي
وأذكر من عام 68هـ بدأت اتعوض من الكويت، وبعدها انتقلت ووضعت «بسطة» وهي التي تعتبر الآن أساس برحة الكويت.
* من كان معك؟
- كتجار.
* نعم ؟
- لا أذكرهم.. فليسوا من التجار المعروفين.
دكاكين من الخشب
وبعد البسطة التي وضعتها؟
- أقمنا دكاكين من الخشب وقامت الاسواق التجارية في عهد جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله.
من وقتها وأنا أعتبر نفسي من كبار الموزعين على المحلات التجارية.
الموزع الوحيد
* أي أنواع التجارة؟
- كنت أوزع الساعات على الحقباني وحمدان الجديعي والعبداللطيف ومعظم تجار الساعات.
والأقمشة ايضا كنت أوزعها على أغلب المحلات التجارية.. وكذلك المفروشات والأواني المنزلية ومن ضمنهم الملوحي ومحل عبدالله الراجحي وهؤلاء الآن من كبار التجار.. ودفاتر الحسابات عندي حتى الآن.
من الأوائل
* لماذا تأتي بالبضاعة من الكويت بالذات؟
- لأنه في ذلك الوقت لم نكن نعرف الاستيراد أو البنوك فأنا من الأوائل الذين استوردوا من اليابان وأمريكا وبريطانيا ما عدا منطقة الحجاز.. فهم أقدم منا في هذا المضمار، وعلى هذا فأنا من أوائل الذين تعاملوا بالاستيراد في نجد.
لم أصنع أحداً
* هل هناك تجار صنعتهم؟
- لم أصنع أحداً.. ولكنني تعاملت معهم.
* من هم؟
- لا أستطيع التحديد لانهم كثيرون وفي مجالات عدة.
* تاجرت بالمواد الغذائية؟
- نعم.
* من الكويت؟
- الكويت وسوريا.
لكنني في عام 74 - 75 اشتهرت ببيع القماش بالجملة كذلك أدوات السيارات والاحذية والمفروشات والساعات إضافة الى العقار في عام 71هـ.
أنا المحاسب والموزع والمورد
* من كان يدير كل هذه الأعمال؟
- فهد العويضة.
فأنا المحاسب وأنا الموزع والمورد والمحصل ورغم أنه كان لدي «صبيان» وكتّاب إلا أنني كنت أعمل 16 ساعة يومياً.
ناجحون
* تتذكر أحد هؤلاء الصبيان؟
- كثيرون.. وأغلبهم ناجحون.. منهم من هو في وظائف كبيرة.. ومنهم من لا يزال يعمل بالتجارة وناجحا في تجارته.
* هل كانت هناك ضمانات بنكية؟
- أبداً.
كان التعامل يتم بالثقة المطلقة.
أول رئيس لشركات الأراضي
* أبا محمد.. ذكرت انك ترأست 7 شركات للأراضي.. ما هي قصة هذه الشركات؟
- أذكر في عام 73 كانت هناك مساحات شرق البطحاء في حلة القصمان.
وأذكر وقتها أيضا ان توسعت الامور في تجارة الأراضي.. من هنا برزت فكرة بيع وشراء الاراضي.. فاختارني جماعتي وزملائي في التجارة ومن لديهم مبالغ لأكون رئيسا لشركة الأراضي.. فكنت أشرف على البيع والشراء وأقوم كذلك بالتخطيط والتحصيل والكتابة.
وكانت المشاكل القائمة تكمن في عدم وجود كاتب عدل.. وعدم وجود صكوك وخلافه.
* كان هناك سجل تجاري؟
- أبداً.
* متى بدأت في مساهمات الأراضي؟
- عام 74 - 75.
وفي عام 75 حدثت مشكلة كبيرة مع بائعي الاراضي وليست معي وتدخلت الدولة.
استفحلت المشكلة
* فيم تكمن المشكلة؟
- استفحلت المشكلة عندما بدأ الناس يبيعون ويشترون في الاراضي بدون فلوس من هنا كثرت المشاكل.. وبدأوا يشتكون.. وهنا تدخلت الدولة لحل المشكلة ولا أذكر من يوم توليت مهام شركات الاراضي ان حدثت مشكلة واحدة معي، لأنني حريص على دراسة الشراء قبل ان أقدم عليه.
طفرة غريبة
* تعتقد ان مشكلة الاراضي بدأت في الظهور على الساحة الآن؟
- أنا أعتقد انه من عام 75 - 88 فترات تجارة الأراضي.. وفي عام 88 عاودت تجارة الاراضي نشاطها.
لا.. لأسلوب المماطلة
* وبم تطالب أصحاب الاراضي؟
- أنا لا أحب أسلوب المماطلة في مساهمات الاراضي.. ولا أقره بل أمقته.
متابعة الدولة
بم تنصح من أجل حل المشكلة؟
- أنصح بأن تضع الدولة نظاما لمساهمات الاراضي وتراقب تنفيذها.
لب المشكلة
* وكيف تتدخل الدولة؟
- تدخلها يكمن في وجود مندوب من وزارة التجارة لدى شركات الاراضي.. حيث يطلع على ما يحدث وخاصة الامور المالية.. وان يتم وضع الفلوس بالبنك لكي توزع من البنك على أصحابها بواسطة مندوب وزارة التجارة.
والذي أفهمه الآن ان أصحاب المساهمات يأخذون المبالغ ويبيعون جزءا من الارض ويتذرعون بحجج واهية ومختلفة، من هنا تحدث المشاكل وبناء عليه أنصح بأن تتدخل وزارة التجارة في المساهمات.. وطريقة دفع القيمة وكل ما يتعلق بالامور المالية.. لأنها لب المشكلة.
تعاملوا بشرف
* هل ترى ان هناك أصحاب رأس مال جيد خرجوا من تجارة الاراضي بنجاح؟
- كثيرون.
وهم الذين تعاملوا بشرف وامتازوا بمعاملتهم الجيدة والنظيفة..
* ونجحوا؟
- نعم.
سر النجاح
* فيم يكمن سر نجاح صاحب مساهمات الأراضي؟
- في اخلاصه وصدقة وأمانته.
هؤلاء برزوا
* منْ مِن هؤلاء؟
- عبدالعزيز بن موسى.. والسعيدان والعبيدان، والخرجي، وسعيد السيد وغيرهم من أهل الاراضي الذين حققوا نجاحا كبيرا.
لم أصنع نفسي
* أبا محمد.. هل صنعك أحد.. أم صنعت نفسك؟
- أنا أحب الاعتماد على النفس واشتغل ببركة الله. ونشأت عصاميا ولا أنكر جهود المخلصين.. وبناء عليه فأنا لم أصنع نفسي.. ولا صنعت أحدا فكله توفيق من الله.
* لا تدين بالفضل لأحد؟
-أدين بالفضل لله سبحانه وتعالى ثم والدي ثم لكل ناصح صادق أمين.
التمسك بالأخلاق
* هل وجهك الوالد لتسلك مجال التجارة؟
- الوالد كان يحضنا على التمسك بالدين والاخلاق والشرف والسمعة الطيبة ويترك لنا حرية التصرف والاختيار. والحمد لله فما طرقت بابا من أبواب العمل إلا وصار مفتوحا.
في الزكاة
* فيم يكمن سر نجاح التجارة؟
- في زكاتها.
والحمد لله عندي مكتب خاص للاعمال الخيرية والزكاة وبه ثلاثة مشايخ من خيار الناس يتولون هذه الامور.. ولديهم تفويض مصرفي مباشرهم يحملون شهادات عليا بالدراسات الاسلامية والاقتصاد الإسلامي.
صلتي بها مستمرة
* أبا محمد.. ما الذي يربطك ببريدة الآن؟
- هي بلدي ومسقط رأسي وبها جماعتي وأقربائي..
* تعرف شوارعها وازقتها؟
- نعم.
* تتلمس مشاكل أهلها؟
- لي هناك مكتب والعاملون به أعمدهم لمتابعة هذه الامور وهم على مستوى من الثقة والامانة.
* ومسقط رأسك؟
- صلتي به مستمرة.
* تلتقي بعائلة العويضة؟
- نعم..
* متى؟
- ليس هناك تحديد أو مواعيد.. فأنا أزورهم وهم يزورونني باستمرار.
* تزور بعضا ممن تعرفهم من الناس البسطاء؟
- نعم. واعتني بهم واهتم بهم.
أكره الظلم
* ما الذي تكرهه في الناس؟
- الكبر.. والظلم..
* ألم تظلم أحدا قط؟
- قد لا يخلو الامر من ذلك وبدون قصد.. ولكنني عندما أعلم سرعان ما أشعر بالأسف وأحاول ازالة المظلمة حتى ولو كانت على حساب نفسي.
* تتذكر قصة قرار اتخذته وندمت عليه؟
- لم يحدث.
* حتى في حياتك الخاصة؟
- أبداً..
* أبا محمد.. تتذكر كم عدد موظفي مجموعة العويضة؟
- لا يحضرني ذلك؟
أشجع العمالة السعودية
* والسعوديون؟
- أنا أشجع العمالة السعودية.. وعندي ما يقرب من 500 سعودي يصل عدد الجامعيين منهم الى حوالي 60 جامعيا منهم من حصل على الماجستير وخبرات تزيد على عشرين عاما.
* ما هي وظائفهم؟
- في الادارة - الحسابات - الامور المالية ومراقبون وفي المواقع القيادية وجميع ما يتعلق بالامور المالية كالمشتريات والمستودعات وأمناء الصناديق.
خبرة طويلة
* لماذا ؟
- لقد اكتسبت الكثير والكثير من خلال خبرتي الطويلة في السابق.. ان السعودي يربطه بالعمل وطنه، وأنا أحترم المتعاقد والخبرات النادرة وأبحث عن الرجل النادر في أي مكان.
التدريب أولاً
* هل تعتقد انه من الاصلح تشغيل أبناء العويضة في مؤسسة والدهم؟
- بالنسبة لأولادي أترك لهم حرية الاختيار.. ولكن كل ما يهمني هو ان يتدربوا ويكونوا على دراية بكافة الاعمال.. وكما تعلم فعندي 14 شركة ومؤسسة تابعة للعويضة.. أملك منها ما أملك.. والباقي أضع في كل شركة ثلاثة أو أربعة من أبنائي أنصب منهم رئيسا لمجلس الإدارة والباقي أعضاء لكي يستوعبوا العمل.. ولتكون الرؤية أمامهم واضحة جلية.
أفضل التجارة
* معنى ذلك انك توجه أبناءك للتجارة؟
- أفضل التجارة.. لانها في نظري افضل شيء اليوم.. ولكنني لا أمانع في ان يسلكوا أي مسلك آخر في طريق العلم كالطب والهندسة والادارة فأنا أحب العلم وأشجع المتعلمين.
ليس من أجل المادة
*أبا محمد.. هل تتيح للمرأة في بيت العويضة الفرصة في العمل بالتجارة؟
- أنا أوجدت السوق التجارية للنساء.. وبناتي متشجعات للمشاركة في هذا العمل.
فأنا لا أمانع إذا عملت احدى بناتي في أي مشروع تجاري ضمن حدود الشريعة الاسلامية بل على العكس أشجعها على ذلك في نطاق الاطار المرسوم فمنهن من تدرس العلوم الإدارية والتجارية والاقتصاد الإسلامي.
نعم ناجحة
* تعتقد ان المرأة السعودية ناجحة في مجال التجارة؟
- نعم ناجحة.. فهناك من يعتقد انها لم تنجح ولكنني أرى انه لو أتيحت لها الفرصة لحققت نجاحا باهراً مثلما حققته في الثقافة والعلم والانخراط أكثر في المجتمع النسائي وأم المؤمنين خديجة بنت خويلد القدوة العظيمة والمثل الرائع في التجارة.
صيغة للتكريم
* أبا محمد.. قدمت لسمو الأمير سلمان مذكرة حول كيفية ترشيح رجل الاعمال المثالي.. على ماذا تشتمل هذه المذكرة؟
- كما تعرف.. فأنا عضو في مجلس إدارة الغرفة التجارية وقد كلف سمو الأمير سلمان الغرف التجارية بالبحث عن صيغة للترشيح والتكريم لرجل الاعمال فقدمت مذكرة عن تصوراتي لترشيح رجل الاعمال المثالي حيث لخصتها في 10 بنود.. وكل بند به 10 نقاط.
رجل الأعمال المثالي
* فيم تتلخص المذكرة؟
- في أن رجل الاعمال المثالي لابد من ان يتصف بالصدق والاخلاص والامانة والسمعة الحسنة.
* هل تعطي لنفسك المثالية؟
- لا أقوّم نفسي بنفسي.
الحكم للآخرين
* كم تعطي لنفسك من نسبة المثالية التي رسمتها بقلمك؟
- لا أستطيع.. فالحكم للآخرين.
الدراسة أولا
* لو قدر لك أن ترشح رجل الاعمال المثالي.. من ترشح؟
- لا أرشح أحداً إلا بعد دراسة كافية.
* أبا محمد.. كثير من الناس يكتبون في جوازاتهم رجل أعمال هل تعتقد ان هذا أسلوب صحيح؟
- غير صحيح بالطبع؟
هذا حقه
* ما هي مواصفات رجل الأعمال؟
- هي ان يكون عضوا فعالا في القيام بأعمال جليلة لخدمة وتنمية وطنه.
منعاً للتفرقة
* الا تضع صفات معينة لرجل الاعمال؟
- لا أستطيع منعا للتفرقة أو التمييز.
«رويتر» لأول مرة
* يقال ان العويضة.. أول من أدخل «رويتر» هل هذا صحيح؟
- أنا من الأوائل الذين أدخلوا هذا النظام.
* من هم الأوائل؟
- لا أذكرهم.
لمتابعة المشاريع
* لماذا فكرت في ادخال هذا النظام؟
- لأنني أحب أي شيء حديث متقدم.
* فيم تكمن أوجه الاستفادة منه؟
- في متابعة المشاريع واستقاء المعلومات أولا بأول.
* أبو محمد.. ما معنى البخل؟
- منع الفضل عن مستحقه.
* والثري؟
- من لديه امكانيات انعم الله عليه بها.. ويتصرف في ضوئها بأعمال الخير وفي سبيل الله.
كل شيء فان
* فيم تكمن واجبات الثري تجاه وطنه؟
- واجباته كثيرة.. فالثراء قبل كل شيء للوطن وليس لصاحبه.. فكل شيء فانٍ ولا يبقى إلا وجه الله سبحانه وتعالى.
لم أنسها
* يقولون.. ان العويضة تناسى الأعمال العقارية لماذا؟
- في الواقع لم أنسها.. فهي تمثل 75% من عملي.. ولكنني وضعتها في قالب متين من الاسس والانظمة ونصبت عليها رجالا لديهم المقدرة والوعي والادراك والآن انا مطمئن كامل الاطمئنان بالنسبة لها.
أشجع الاستثمارات الداخلية
* أبا محمد.. تقول ان نسبة كبيرة من نشاطاتك استثمارات داخلية.. ماذا تعني تلك العبارة؟
- أي استثمارات بالمصانع الموجودة بالمملكة والشركات الزراعية.
* مثل ؟
- الشركة الزراعية بالقصيم.. وشركة أسمنت الجنوب، وشركة انماء الزراعية وشركة سيبوركس للمباني الخفيفة وشركة نادك وخلافها من الشركات.
لا أومن بذلك
* تؤمن بالاستثمار الخارجي؟
- أنا لا أشجع ولا أومن بالاستثمار الخارجي على الاطلاق لانه كما يقول المثل الشعبي المال الذي ليس في بلادك لا لك ولا لأولادك» فهو ليس لوطنه ومواطنيك.
لا أستثمر أموالي بالخارج
* معنى ذلك انه لا توجد لديك أي استثمارات بالخارج؟
- نعم.. لا توجد لدي أي استثمارات خارجية سوى دار المال الاسلامي، وأنا اعتبر ان ذلك يعود بالنفع على المسلمين عامة، وأيضا الشركة الاسلامية للاستثمار بالسودان وبنك فيصل الاسلامي، وأنا أهدف من وراء ذلك منفعة وصالح المسلمين عامة ورفعة الاقتصادي الاسلامي.
ليس صحيحاً
* يقولون ان العويضة يستثمر بعضا من أمواله بالسودان، ويعلل البعض ذلك انه بتوجيه من مستشاريه السودانيين، هل هذا صحيح؟
- أنا لا استثمر في السودان في الوقت الحاضر والمستشارون عندي ليسوا من السودانيين بل أغلبهم سعوديون، واعتمد دائما على الاراء الصالحة والنافعة من قبل المستشارين الاخرين وارجع للمستشارين الشرعيين ومع هذا فأنا أنصح من لديهم فكرة الاستثمار بالخارج ان يشجعوا الاستثمار في السودان لدعم هذا الشعب المسلم خاصة بعد تطبيق الشريعة الاسلامية ولما يتمتع به من امكانيات زراعية هائلة.
مجرد أقاويل
* ماذا يقول الناس عنك اليوم؟
- يقولون انني شاطر وذكي.
أنا إنسان عادي
* تعترف بذلك؟
- أنا انسان عادي ولست رجلا خارقا.
* كيف صنعت هذه الثروة وانت تعترف بذلك؟
- صنعتها بالصدق والاخلاص.. والامانة.
* أبا محمد.. أنا أقصد أقاويل الناس من حيث ثروتك.. أو استثماراتك في الوطن.. ومشاركاتك في المملكة.. هذا قصدي؟
- كثيرة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved