Saturday 12th july,2003 11244العدد السبت 12 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مستعجل مستعجل
خناقات واختناقات في تلك الطرق...!
عبدالرحمن بن سعد السماري

الذي ترمي به الحاجة للدخول إلى «معترك» وسط الرياض صباحاً أو ظهراً و«يغوص» وسط أكوام السيارات في هذا الصيف القائظ الملتهب.. لا يمكن أن يخرج إلا بجملة من التصورات فرضها.. التهاب الموقف وحرارته الشديدة:
* أولها.. أن الزحام العنيف الشديد.. الذي يبدأ من تقاطع طريق الملك فهد مع التحلية.. ولا يخف إلا قرب «عْتَيقة» سببه تلك الدوائر الجوية المهمة.. التي تقع وسط الطريق = الجوازات.. مكتب العمل.. إدارة تعليم البنات.. وزارة الخدمة المدنية.. وزارة الداخلية = والمرحومة = الرئاسة العامة لتعليم البنات التي ما زالت في مبناها وتقدم نفس الخدمات للمراجعين.. وكذا الهيئات=
* هذه الكثافة الشديدة من البشر.. وهذا السيل الجارف من السيارات.. وهذا الزحام الشديد.. كله تقريباً.. مرتبط بتلك الجهات ومراجعيها..
* الثاني.. أن حل مشاكل الزحام العنيف والاختناقات المرورية.. قد لا يحتاج خططاً ودراسات مرورية.. ولا يحتاج إلى انتشار أفراد ومعدات وكاميرات - كما يبدو - بل يحتاج إلى فرقعة تلك الجهات.. وبالذات.. الجوازات.. ومكتب العمل و«تعليم البنات».. فلو أُبعدت تلك الجهات إلى أماكن متفرقة لانتهت الزحمة.. أو على الأقل «50%» ولا شك أن وجود هذه الاختناقات في هذه البقعة أو تلك المساحة.. يُذكرنا بطريق المطار القديم.. الذي ضم أكثر من عشر وزارات مهمة هناك.. وصار الشارع لا يُطاق صباحاً..
* ويبدو لي.. أن التفكير في حل مشاكل الزحام دون التفكير في وجود تلك الدوائر الحيوية المهمة.. نوع من العبث.
* وقد يقول قائل.. إن الزحام يكون أحياناً في المساء.. فنقول له.. إن زحام المساء عارض.. وسريعاً ما يزول.. ولا يمكن أن يكون كاختناقات الصباح أبداً..
* الثالث.. أن من يقع وسط هذا الزحام بإرادته أو بغير إرادته.. كأنه يدخل فيه «خطأً» يلوح في ذهنه جملة من الأشياء والتصورات.. فقد يرى أن أحسن وسيلة لعقاب أي شخص يستحق العقوبة الغليظة.. أن يلزم السير في هذا الطريق خمس مرات «رايح جاي» وسط القيلولة.. وبدون مكيف أو حتى بمكيف بسيط.
* الرابع.. أن من يتردد مع هذا الطريق بشكل يومي أو شبه يومي.. من موظفين أومعقبين أو من يضطر لذلك.. لن يفلت من عاهة مرضية مثل «سكر.. ضغط.. قولون عصبي.. انفجار مرارة.. صداع مزمن... الخ».
* نعم.. سوف يحصل على مرض أو أكثر من مرض.. وهذا بيد الله وحده..
* الخامس.. أن هناك نسبة من السيارات الموجودة في هذا الطريق.. كلها من فئة خردة.. وبقيادة عمال.. وكثيراً ما «تربض» وسط الطريق أو «تنتع» أو «كفر خربان» أو «بنزين ما فيه» وتعرقل الحركة ولا يهم سائقها شيء.. لأنه لن يُحاسَب حتى لو ساق «طيارة»..!!
* السادس.. أن أكثر «الهوشات والطْقاقْ» هناك.. بسبب النكد والكدر و«شين النفس» بسبب التوتر وضغط الأعصاب.. وهذا.. يؤثر أيضاً.. على الأمن وعلى أمور اجتماعية وإنسانية كثيرة..
* السابع.. يخطئ من يظن أن القضية مرورية.. أو أن المرور المسؤول الأول عن هذا الزحام الشديد.. وعن هذه الاختناقات المزمنة.. لأن هناك مجموعة عوامل هي المسؤولة مجتمعة.. وربما تكون المسؤولية المرورية في المقام الثاني أو الثالث.. وربمار أكثر.
* الثامن.. هل نقل هذه الدوائر متعذر؟!. وكيف جُمِعت بهذا الشكل؟
* وهل هناك دراسات موجودة بالفعل لحل هذه الاشكالية المزمنة؟
* هل سنستريح من تلك الخناقات.. والاختناقات؟!
* وسؤال أخير نوجهه لأطباء الأمراض النفسية.. هل لتلك الخناقات والاختناقات.. والزحام.. إضافة إلى «الطِّفر» وعدم القبول في الجامعات.. وعدم وجود وظيفة.. هل لتلك الأشياء مجتمعة مع «القهر وضيقة الصدر..» هل لها دور في زيادة نسبة «المهابيل» في السنوات الأخيرة؟!!

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved