Saturday 12th july,2003 11244العدد السبت 12 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

في تعليمنا خبرات غائبة..! في تعليمنا خبرات غائبة..!
د. موسى بن عيسى العويس / إدارة تعليم منطقة الرياض.

على رأس أولئك النفر من الخبرات المدفونة، والطاقات المهدرة، والقدرات المفقودة معالي وزير التربية والتعليم ووكلاؤه، ومديرو العموم والإدارات، ومن ينضوي تحت هذا الجهاز بَعُدَ منه أو قرب، تعبير أعلم أن فيه من القسوة ما يستثير القارئ قبل أن يلفت انتباه المقصود فيه، لكن هذا الشعور سيتلاشى لديك إن كان قد كتب لك سماع بعض أولئك النفر من القيادات في بعض المنتديات الثقافية، أو الإعلامية، أووقع بين يديك بعض أطروحاتهم العلمية، وتجاربهم التربوية التي دونوها.. أمامها سيصيبك شيء من الندم، وسينالك نصيب من الحسرة على انزواء هذه الصفوة من الكفاءات العلمية المؤهلة، والخبرات التربوية الفريدة خلف المكاتب، وبين الأضابير، دون امتداد أثرهم إلى الميدان الذي هو بأمس الحاجة إلى عطائهم والإفادة من تجاربهم الثرية، ففي ظني أن هناك جملة من الأهداف لديهم ما لا يستطيعون تحقيقه إلا بتأدية الأدوار ذاتها ميدانياً.
قبيل سنوات لامست هذا الموضوع في هذه الصحيفة العريقة، وعبر هذا المنبر الحي، إذ طرحت فكرة إسناد تدريس بعض المواد للمديرين والوكلاء كل حسب تخصصه، إيمانا مني بأهمية اتصالهم بالمادة العلمية، ومعايشتهم سلوك الطلاب عن قرب، بما يطرأ عليها من تغيير، أو يجد فيها من تبدل وتحول، تمليها عليهم ظروف الزمن بتقلباته الفكرية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وفي ذلك الحين قوبلت الفكرة بشيء من الامتعاض، وبخاصة من فئات استهواهم العمل الاداري، ووجدوا فيه بعض الوجاهة الاجتماعية، بصرف النظر عما أصاب علميتهم من ضمور، وثقافتهم من اضمحلال، وخبراتهم من جمود وغير ذلك من الصفات التي يكتسبها الإنسان من ممارسة التربية، ويعرضها للزوال إن هو ابتعد عن ذلك.
تاريخ بعض القيادات في تاريخ هذه الوزارة حافل بالعطاء العلمي، زاخر بالمشاركات الثقافية، مليء بالتجارب الذاتية التي دونوها، إذ لم تحل المهام الإدارية مهما كانت في الجسامة من تواصلهم مع طلاب العلم، يدفعهم إلى ذلك إخلاص وتضحية، ورد الجميل للمجتمع والوطن الذي أعطاهم أكثر مما أخذ، ومنحهم أكثر مما سلب، قامات تربوية، شهد لها القاصي والداني، دخلت بعطائها التاريخ عبر بوابة هذه الوزارة، من أمثال معالي الشيخ (حسن آل الشيخ) رحمه الله، والدكتور عبدالعزيز الخويطر، والدكتور عبدالعزيز الثنيان، وغيرهم كثر ممن حظي الميدان بنفحات من علمهم، واستنار بعملهم.
لا أشك في أن مشاركة من هم على كادر التعليم في التدريس، سواء كانوا مدربين أو مطورين، أو مشرفين، أو ممن دخل تحت مظلتهم لسبب أو لآخر، سيعزز من أداء الميدان التربوي، ويرفع من كفاءته، ويسعى الى تحقيق أهدافه، بل ويعد جزءاً من تفعيل أهداف التربية الوطنية التي سعى معالي الوزير إلى تكريسها تدريساً وممارسةً، إلى ما في ذلك من تعزيز لبرنامج اقتصاديات التعليم التي حظيت هي الأخرى باهتمامه.
لقد أصبح من حق هذه الوزارة التي أتاحت لمنسوبيها فرص الابتعاث والتدريب في الداخل والخارج الاستفادة من هذه الخبرات، واستثمار ما تلقته من علوم ومعارف ومهارات، وهل هناك ما هو أحق وأجدر من ممارسة أدوار التربية والتعليم التي حظوا في الانخراط في جهازها حين حرمت الوظائف الإدارية غيرهم منها.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved