Saturday 12th july,2003 11244العدد السبت 12 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

يا هؤلاء.. لماذا تنظرون إلى المطلقة نظرة دونية؟! يا هؤلاء.. لماذا تنظرون إلى المطلقة نظرة دونية؟!

المكرم رئيس تحرير جريدة الجزيرة وفقه الله وسلمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
اطلعت على ما نشر في جريدتكم الموقرة في عددها 11227 تحت عنوان «من قال إن الطلاق مشكلة؟» للأخت مشاعل العيسى.
إني أضم صوتي إلى صوت الأخت مشاعل وأقول نعم من قال إن الطلاق مشكلة بل هي بداية حياة جديدة للمرأة وإني أشارك الأخت مشاعل في قولها لو لا أهمية أمر الطلاق وأنه الحل.. الحل لمعظم مشاكلنا الزوجية لما أفرد الله سبحانه وتعالى سورة كاملة ولما ذكر أمر الطلاق بتوسع في سورة عظيمة مثل البقرة..لا فض فوك يامشاعل لقد اصبت عين الصواب بمقالتك التي كانت رصاصة في صدور هؤلاء الذين ينظرون إلى المطلقة نظرة دونية وليفهم هؤلاء وامثالهم ان الطلاق في بعض الحالات ضرورة إنسانية يترتب عليه الإصلاح الاجتماعي وقد يكون الطلاق خيراً للطرفين إذا استحالت العشرة بينهما ولا نقول إن المتسبب في وقوع الطلاق الزوج أو الزوجة فالمسؤولية مشتركة بينهما. وللأسف نظرة المجتمع للمرأة المطلقة نظرة قاسية حيث تبقى سجينة القيل والقال ولا يعني ذلك أن المطلقة امرأة فاشلة ولكن الظروف قد تكون أقوى من استمرار حياتها الزوجية مع إنسان لم يتفهم طبيعة مشاعرها.. ويرى الكاتب الفرنسي البيركامي أن هناك سوء تفاهم متأصلا في المصير الإنساني نتيجة لتعارض وسائل البشر لتحقيق السعادة لأنفسهم فالوسيلة التي يتخذها إنسان لتحقيق سعادته قد تتعارض مع الوسيلة التي يتخذها آخر لتحقيق ما يراه من سعادة ومن هنا تتصادم الوسائل وتنشأ التعاسة.. انتهى كلامه.. والطلاق ليس ظلما للمرأة على حد زعمهم بل هناك أمور يكون الطلاق فيها أمراً ملحاً.. وأن النظرة التي تطارد المطلقة بعيدة كل البعد عن سماحة ديننا الحنيف وسنة رسولنا عليه الصلاة والسلام وان المطلقة في عهد الرسول لم تكن تعاني من هذا الظلم والجهل.
لقد كانت زوجات بعض الصحابة مطلقات فهذه أسماء بنت عميس وغيرها.. وحتى تعيش المطلقة حياة سعيدة لابد أن تستثمر هذا الماضي بالتخطيط المستقبلي ولابد أن المطلقة يوجد عندها هوايات وهذه الهوايات لابد أن تزيد من ساعتها وتستثمر هذا الوقت في تنمية هواياتها وتستفيد من النقاط الايجابية الموجوده عندها ويوجد كثير من المطلقات بعد الطلاق يعملن في مجالات متعددة وكثير من المطلقات تغيرت حياتهن وأصبحن نساء ناجحات في المجتمع.. وهذه مأساة مطلقة قصتها ملحمة بطولية تجد نفسها في مهب الريح بلا زوج وهي أم لعدد من الأطفال فتتقدم بتلقائية وبإحساس غريب بالمسؤولية يفتقده أجيال الرجال وتحمل الأمانة التي تنوء بحملها الجبال وتقود سفينة الأسرة وسط الصخور فلا تنهار الأسرة ولا تنحرف ولا ينفرط عقدها وإنما تتراحم وتترابط وتتكاتف كما تفعل أفراخ الطير والحق يقال إنها من بانيات الرجال. لقد وجدت نفسها على قارعة الطريق لا سند لها ولا معين الا الله سبحانه وتعالى والدها ووالدتها قد توفيا منذ زمن بعيد وقد حصلت على منزل صغير بمبلغ زهيد يتكون من غرفة واحدة ودورة مياه ومطبخ ولكم أن تتصوروا عائلة كاملة يجلسون وينامون ويأكلون في غرفة واحدة.. ولقد تعلمت مهنة الخياطة وأصبحت الخياطة مهنة لها تكسب منها قوتها وقوت أولادها وصبرت على حياة جافة لا استطيع ان أصف لكم مدى جفافها يكفي ان اقول انهم يعيشون على الخبز البائت الذي تعيده محلات البقالة إلى المخبز لعدم بيعه فيقوم المخبز ببيعه بربع الثمن كي يستخدمه الناس طعاما للطيور، وكانت تواطب على شرائه من المخبز بحجة إطعام الطيور خجلاً من صاحب المخبز وعماله ولم يكن لديهم طيور وإنما كان لديهم الستر والصبر على ظروف الحياة وكان أكبر حافز لها على التقدم والنجاح وأن أولادها لم يرسبوا سنة واحدة ولم يعرفوا الدروس الخصوصية. وهكذا مضت بها الحياة إلى أن تخرج اولادها وبناتها واحتلوا مناصب مرموقة يشار إليهم بالبنان.
ولو استمرت هذه المرأة في حياتها الزوجية بدون طلاق لما وصل اولادها الى ما وصلوا إليه من التقدم والنجاح ولما أثمرت وخرجت لنا هؤلاء الابطال وقد تكون هي بدون طلاق في معاناة نفسية إن استمرت مع زوجها لا يعلمها الا الله والحمد لله الذي جعل الطلاق فرجا لكل مسلم ومسلمة.
وهل بعد هذه القصة البطولية وغيرها من القصص في مجتمعنا الذي لا يسمح المجال بسردها ان يكون الطلاق مشكلة لا والله قد يكون راحة للطرفين.. وانا هنا لا أشجع على الطلاق اطلاقاً ولكن اقول لا تعظموا الأمور وتعطون المسائل أكبر من حجمها.. وشكراً.

سعد بن عبدالله بن عبدالعزيز/الرياض

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved