|
|
منذ نعومة أظافري كنت ببراءة الأطفال أجول بنظري في الوجوه، فأقرأ تعابيرها وأتفحص تقاسيمها وأدقق بصوت من يتحدث وأتابع حركاته وإيماءاته وأغوص في شخصيته.. فكان يترك كل انسان لدي انطباعاً مختلفاً.. فهناك من يترك لدي الشعور بالارتياح وهناك من أشعر بالنفور منه.. وقد كنت أحب وأعجب بأشخاص معينين.. ولم يكن مصدر إعجابي لجمالهم أو توددهم ومحاباتي لصغر سني، بل لأنني أرى الصدق يرتسم على محيَّاهم وان النقاء والصفاء هو واقع سريرتهم واشعاع وجوههم. كانت الحاسة السادسة لدي تستطيع ان تفرق بين هذا وذاك.. ودارت الأيام الى ان كبرت ودخلت مسرح الحياة مباشرة بعد ان كنت طفلا متفرجاً - فأخذت أعيد تفحص الوجوه مجدداً، لكن الآن وفقاً لمعطيات ومنطلقات مختلفة، فوجدت أن هناك من تغير عن طبيعته السابقة وتغير تبعاً لظروفه المالية والاجتماعية وما واكبها من نقلة حضارية غير محسوب.. إلا ان هناك شخصاً واحداً ظل على طبيعته لم تغير به متغيرات الزمان شيئاً مهما زادت أو نقصت.. ظل كما عهدته لطيفاً ودوداً بشوشاً واصل الرحم. |
![]()
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |