Friday 1st august,2003 11264العدد الجمعة 3 ,جمادى الثانية 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الشيخ المهوس: وجود هذه المدارس نعمة عظيمة والنفع يعود على الجميع الشيخ المهوس: وجود هذه المدارس نعمة عظيمة والنفع يعود على الجميع
خير معين على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

* تحقيق عبدالله بن ظافر الأسمري
المرأة هي الأم والزوجة والبنت والأخت، وهي نصف المجتمع وتلد النصف الآخر وبصلاحها صلاح المجتمع، وإذا فسدت عياذاً بالله انحدر المجتمع إلى الحضيض،
ويزداد أهمية الاهتمام بالمرأة في طلبها للعلم ورفعها للجهل عن نفسها، ويعظم خطر انحراف المرأة إذا التقى بفراغ كبير غير مملوء بالعمل والطاعة.
ومن هنا قامت «الجزيرة» بطرح موضوع تراه من الأهمية بمكان، إلا وهو إثراء المرأة المسلمة بالدورات الشرعية والعلمية وتقريبها من البيئة الصالحة حرصا على صلاحها وبالتالي صلاح المجتمع لا سيما في موسم الإجازة الذي نمر به.
وقد حاولنا تناول الجوانب المهمة بالموضوع سائلين المولى السداد.
الأسوة الحسنة
يبدأ الحديث «للجزيرة» عن أهمية تعليم المرأة وتحصينها بالعلم الشرعي فضيلة رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمحافظة القنفذة المكلف الشيخ عبدالله بن حسن آل سرور حيث بين أن تعليم المرأة وطلبها للعلم مما رغب فيه الله يقول الله تعالى: {لّقّدً كّانّ لّكٍمً فٌي رّسٍولٌ اللهٌ أٍسًوّةِ حّسّنّةِ} حيث تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بتسع نساء أو أكثر ليس لأغراض شهوانية وإنما لأغراض سامية كان منها رعايتهن وتعليمهن أمور دينهن ودنياهن لينقلن ما تعلمنه في بيت النبوة إلى بنات جنسهن، فقد أصبح هؤلاء النسوة أمهات للمؤمنين أخذ منهن الرجال قبل النساء. فقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يرجعون في مسائل كثيرة إلى زوجاته رضي الله عنه.
إن الفقه في دين الإسلام ليس مقصوراً على رجل دون امرأة وإنما هو دين البشر كافة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (بلغوا عني ولو آية) وتساءل فضيلته فأيننا من هذا التوجيه الكريم؟ وقال آل سرور إنه يجب على كل من يحمل هم الدين أن يعد أمه وزوجته وأخته وابنته للدعوة إلى الله ويهيئهن ليكن آمرات وداعيات، فإنه ما تسلط الأعداء على الأمة إلا من قبل المرأة الجاهلة بأمور الدين وما خلع الحجاب وانتشر الفساد إلا بإغراد الجاهلات وإبعادهن عن شرع الله، فليس العلم إلا خشية الله تعالى قال تعالي: {إنَّمّا يّخًشّى اللهّ مٌنً عٌبّادٌهٌ العٍلّمّاءٍ} فلقد خصص رسول الله عليه الصلاة والسلام يوما للنساء ليتعلمن أمور دينهن، وكان يسمح لهن بالحضور خلف الرجال في المساجد لطلب العلم.
الفراغ وخطره
وعن خطر الفراغ وخصوصاً على المرأة المسلمة تحدث فضيلة الشيخ سلطان بن عبدالرحمن المهوس المشرف على إحدى دور تحفيظ القرآن الكريم النسائية فقال فضيلته إن الفراغ نعمة عظيمة وللأسف الشديد فإن الملهيات والمفسدات في واقعنا كثيرة جدا، والمرأة بالذات عرضة لهذه المفسدات والملهيات.
ولو تأمل الواحد منا هذا الوقت الضائع لرأى أنه جزء من عمره فكل دقيقة تمر هي جزء من عمرك، والرابح من استغل هذه الدقائق في كل عمل يقربه إلى الله، وابتعد عن كل ما يسخطه وقد قيل:
والوقت أنفس ما عنيت بحفظه
وأراه أسهل ما عليك يضيع
وأضاف المهوس أما بالنسبة للدور المهم لمدارس تحفيظ القرآن الكريم النسائية في تفعيل الدورات والأنشطة العلمية للمرأة فلا شك ان وجود هذه المدارس نعمة عظيمة وهي إنما فتحت لإفادة المرأة المسلمة وإشغال وقتها فيما يفيد ويعود عليها وعلى بيتها والمجتمع بالنفع العظيم. فمدارس تحفيظ القرآن الكريم النسائية تعمل جاهدة من أجل اكساب المرأة العلم الشرعي المفيد والمهارات المناسبة عن طريق الدورات والأنشطة العلمية، وتقوم بدور المنسق بين العالم والمتعلم، وتوفير الوقت والجهد على المرأة في ذلك. ولك ان تتخيل الصعوبة التي تواجهها المرأة في حال رغبتها الاستفادة من الدورات والأنشطة العلمية دون وجود هذه المدارس مع كون نفس المرأة ضعيفة وتمنى بصوارف من حب الخلود إلى الراحة وعدم العمل، والكسل، والشيطان فهي بحاجة إلى من يعينها ويساعدها، وهذه المدارس من الأمور المعينة والمشجعة على الخير وعلى الاستفادة من وقت الفراغ، مشيرا الى فضيلة اغتنام وقت الفراغ في تعلّم القرآن وتعليمه لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه).
تأكيد الأهمية
وتأكيد لأهمية استثمار وقت المرأة تحدثت (للرسالة) مديرة دار جويرية بنت الحارث المكلفة وفاء بنت سمحان اللحيان حيث قالت لقد جاءت نصوص الوحيين آمرة بالأمر المعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله تعالى في كل زمان ومكان، ومن أي جنس ومن ذلك قول الباري: {وّالًمٍؤًمٌنٍونّ وّالًمٍؤًمٌنّاتٍ بّعًضٍهٍمً أّوًلٌيّاءٍ بّعًضُ يّأًمٍرٍونّ بٌالًمّعًرٍوفٌ وّيّنًهّوًنّ عّنٌ المٍنكّرٌ} ونقول هذا لنؤكد أن الأمر بالمعروف ليس خاصاً بالرجال دون النساء، وان النساء غير مأمورات بالدعوة والتوجيه.
وخلصت اللحيان إلى أن المرأة مطالبة بالدعوة إلى الله تبارك وتعالى ودورها عظيم في ذلك، لا سيما في مثل هذا الوقت وما يمر على الأمة عموما من ظروف، وعلى المرأة خصوصا من كل حدب وصوب، فالمرأة آمرة وداعية تحمل همّ إصلاح من حولها لتغيير المنكرات، وتتأكد الدعوة على الداعية في مثل تلك التجمعات النسائية التي أصبحت وأمست وأضحت يعج بعضها بالمنكرات بجميع أنواعها وأشكالها من حيث شعرت أو لم تشعر.
وقالت فهنا يأتي دورك أيتها المباركة بالدعوة بالرفق واللين وعجائب الأخلاق واطايب الألفاظ، وعليك بالحكمة في دعوتك فوجهي كل واحدة بالأسلوب الذي يناسبها وانزلي الناس منازلهم، وتذكري أن القلوب على الفطرة فمتى ما وجدت التوجيه الطيب عادت الى الحق وأذعنت له، مشيرة الى أن طلب العلم والتفقه في الدين والاستزادة من العلوم لها معان سامية تتوق لها الكثير من النساء.
آداب وواجبات
ويستطرد الشيخ آل سرور في حديثه مبينا آداب طلب العلم للمسلم والمسلمة والصفات التي يجب أن تتوفر في الرجل والمرأة فيقول فضيلته لكل من يريد العلم آداب ينبغي أن يتحلى بها ذكراً كان أو أنثى ومنها: أن يكون هدف من طلبها للعلم امتثال أمر الله تعالى: {قٍلً هّلً يّسًتّوٌي پَّذٌينّ يّعًلّمٍونّ $ّالَّذٌينّ لا يّعًلّمٍونّ} وأن يكون هدف من طلبها للعلم امتثال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم والدخول في أحد الصنفين الواردين في الحديث (الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا عالم أو متعلم)، وحسن النية والإخلاص لله لأن ذلك سبب في تيسير الأمور ونجاح الأعمال وكثرة فوائدها وثمراتها والضد بالضد ينجلي، وأن تتحلى بالتواضع وعدم التكبر أو التضجر والتأني وعدم التعجل، والصبر فإن الإنسان لا يحصل على مبتغاه إلا بالصبر، وأن تبتغي بالتعلم رفع الجهل عن نفسها، وأن تتعلم العلم للدعوة والعمل وليس للمراءاة والتفاخر.
والشكر لله لأنه مقرون بالمزيد وسبب بقاء النعم وبركاتها ونموها، وأن تخرج لطلب العلم غير متبرجة أو سافرة أو متعطرة، وأن تتجنب الرجال والاختلاط بهم، وإذا كانت سائلة لعالم من العلماء أن توجز ولا ترفع صوتها ولا تخضع بالقول، وأن تعمل بما علمت في حياتها اليومية فقد كان الصحابة يتعلمون عشر آيات لا يتجاوزونها حتى يعملوا بها، واحترام أهل العلم ومعرفة فضلهم وقدرهم، وتقدير من يعلمهن.ودعا الشيخ آل سرور في نهاية حديثه أولياء الأمور إلى تقوى الله فيمن يعولون من بنات وأمهات وزوجات وقال فضيلته يجب على ولي الأمر أن يراقب الله فيمن تحت يده جاعلا قول النبي صلى الله عليه وسلم (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) وقوله (ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت فلم يحطها بنصحه إلا لم يجد رائحة الجنة) وعليه فإن الزوج أو ولي الأمر أياً كان إذا لم يعلم أهله أمور دينهم ويمنعهم مما يضرهم في دنياهم وآخرتهم لهو أكبر غاش لهم، بل هو عاصٍ لله تعالى حيث يقول {يّا أّيٍَهّا الذٌينّ آمّنٍوا قٍوا أّنفٍسّكٍمً وّأّهًلٌيكٍمً نّارْا وّقٍودٍهّا النَّاسٍ وّالًحٌجّارّةٍ }.
مقترحات تفعيل
وفي نهاية الأمر أبدت الاستاذة وفاء اللحيان بعضاً من الأمور والمقترحات التي ترى أنها ستسهم بعون الله وتساعد في تفعيل مثل هذه الدورات وتزيد من جدواها فلخصتها بالتالي:
1 وجود مركز أو هيئة معينة تتولى الإعداد والتنظيم لمثل هذه الدروس والدورات في المواعيد والمضمون للنساء، فلو تبنت مثلا وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد مثل هذه الأمور لجمعت عدة آمال وتطلعات كثيرة في نفس الوقت تصب كلها في خدمة المرأة المسلمة منها:
أ التنسيق لهذه الدروس والمحاضرات والدورات العلمية النسائية، وتعيين العدد الكافي من الداعيات من قبل الوزارة، ويكن تحت اشرافها من جميع النواحي، وتنظيم أماكن ومواعيد الدروس وفق جداول مقننة، لتستفيد التجمعات النسائية منها كالدور وغيرها، وإيجاد قسم نسائي في كل حي لتوعية الجاليات، ولتلقن الداعية النساء الشهادتين عند إسلامهن وتشرح لهن أمور الصلاة والطهارة التي تكن النساء أكثر دراية بها ولتنظيم محاضرات الحي التابع لها، وتكون أنظمتها امتدادا لأنظمة وجداول القسم النسائي في الوزارة.
2 أن تحرص الجهة المقيمة للدورات العلمية على توفير وسائل النقل للطالبات بالعدد الكافي على قدر الاستطاعة، لتتيح الفرصة لأكبر عدد ممكن من طالبات العلم للاستفادة منها.
3 بذل الجهد في نشر الإعلانات في المدارس والكليات والجامعات والدور، لتحيط بها علما معظم الحريصات عليها.
4 وضع أماكن مخصصة للنساء في المساجد التي
6 ـ ومن الحلول المستمرة ـ بإذن الله ـ وتملكينه أختي طالبة العلم أن تجعلي شرطك الأول لقبول أي خاطب: أن يكون صالحا مستقيما وإن كان طالب علم فنور على نور، لتكون همومكما مشتركة وهي خدمة هذا الدين تعلما وتعليما ودعوة، وأما من قد ارتبطت بزوج ليس كذلك فلتكن بداية دعوتها وبرها معه والأقربون أولى بالمعروف، فاسعي إلى إصلاحه لتسعدي في الدارين.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved