Monday 25th august,2003 11288العدد الأثنين 27 ,جمادى الثانية 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الرئة الثالثة الرئة الثالثة
ربِّ اجعل هذا البلد آمناً!
عبدالرحمن بن محمد السدحان

تابعت باهتمام بالغ خطاب سمو ولي العهد، أيده الله، الذي بثته وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية مؤخراً، حيث تحدث سموه عن فتنة الإرهاب الذي يمارسه على هذه الأرض الطيبة بعض من نسوا الله فأنساهم أنفسهم، وضلُّوا وضلّلوا سواهم عن الصراط المستقيم، كما استنكر سموه بشدة دور (المتستّرين) على الإرهاب، فعلاً وفاعلين، واعتبرهم شركاء في الجريمة والعقاب!.
***
ثم استمعتُ بعد ذلك إلى البيان الضافي الصادر عن هيئة كبار العلماء في المملكة، تعليقاً على هذا الموضوع، وكان بياناً صريحاً ومباشراً وحاسماً في رفْضه الإرهابَ بكلّ أشكاله، ودحض من منحُوا أنفسهم (حق الفتوى) من بين بعض طلاب العلم الشرعي أو أدعيائه، الذين يحاولون (تبرير) أعمال الإرهاب، أو (تمريرها) تحت مظلة شرعية، مرتكبين بذلك وزرَ الخلْط بين فريضة الجهاد في سبيل الله، بشروطه وأحكامه وضوابطه، وبين عنفٍ صارخ أولّه ظلمٌ وآخره عدوان مبين!.
***
وقد أثار في نفسي هذان الحدثَان الهامّان، خطابُ سمو ولي العهد وبيانُ هيئة كبار العلماء، فيْضاً من التأملات، أقتطف من بعضها ما يلي:
أولاً: إن المملكة العربية السعودية، حكومةً وشعباً، لم تكن في يوم من الأيام، ولن تكون بإذن الله، حاضنةً للإرهاب، أو متسامحةً معه، أو متسترةًً عليه، ويقف تاريخها وحاضرها شاهدين على ذلك. وآية هذا القول أنها تبذل جهوداً قياسية وموفقة لمكافحة الإرهاب بكل صوره وأشكاله، سواءً على المستوى المحلي، أو من خلال القنوات الإقليمية والدولية.
ثانياً: إن ما تواجهه بعض أجزاء المملكة في الوقت الراهن على الصعيد الأمني يؤكّد أن الإرهاب لا يَسْتثني أحداً، وهو إلى جانب ذلك وباء عالمي لا وطن له، بل هو ريحٌ عاتيةٌ من الظلم والظلام تغتال الفرحة، بدءاً من منهاتن في أقصى الغرب حتى بالي في أقصى الشرق.. وتمتدُّ آثارها إلى عقْر الشمال وقعر الجنوب من هذا الكون المغلوب على حَيْله وحَوْله وحيلته. فالكل إذاً، في هم الإرهاب سواء، شرقاً وغرباً!.
***
ثالثاً: إن المملكة العربية السعودية، قيادة وشعباً، مصممةٌ على استئصال شأفة الإرهاب، فعلاً وفاعلين، مهما كلف الأمر، دماً ومالاً ووقتاً، فالحرب على خوارج الإرهاب مسار ذو اتجاه واحد فقط لا مفرَّ منه، ولا رحمة فيه لمن لم يرحم بريئاً، وستستمر هذه الحرب حتى آخر مخالفٍ لشرع الله يسقط في خندق الأمن حياً كان أو ميتاً!.
***
رابعاً: أتمنّى على من يمنحُ نفسه في السرّ أو العلن (حق) الفتوى لمصلحة بعض الفئات الضالة أن يتّقيَ الله فيما يقول أو يدعي، وألاّ يحرف الكلم الطيب عن مواضعه، تبريراً لوزر الإرهاب، أو اعتذاراً له، لأن الذي (يمرّر) الإرهاب عبر بوابة (الفتوى) الشرعية يلزم نفسه طوعاً أو كرهاً، بالتبعات التي يفرزها، ويعرض أمنه هو وسلامة من يهمُّه أمره من أهلٍٍ وولدٍ لأذىً نفسي ومعنوي مبين!.
***
خامساً: إن المتستّر على الإرهاب.. كفاعله:
- فكلاهما في عرف الدين والعدل والنظام شريكان في الجرم والغرم!
وكلاهما حليفان للفتنة والافساد في الأرض!
- وكلاهما يلاحقهما سوء العاقبة والعقاب!
***
أخيراً:
- أسأل الله أن يجعل هذا البلد آمناً مطمئناً، وأن يحميَه وأهلَه من ظلم (ذوي القربى) المتحالفين مع الشر، الذين يَزِرُون أنفسهم وأهليهم بأقوال وأفعال ليست من الدين ولا الوطنية والخلق القويم في شيء!
- كما أسأله تعالى أن يهدي الضالّ من أبنائنا إلى سبُل الرشاد.. عسى أن يتحولوا من رصاص غدر إلى سنابل فضيلة تحمي الروح، وتصون الحياة!

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved