Monday 25th august,2003 11288العدد الأثنين 27 ,جمادى الثانية 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء أضواء
لخبطة الأوضاع الأمنية بالعراق
جاسر عبدالعزيز الجاسر

بعيدا عن الانفجار الذي استهدف مقر الأمم المتحدة في بغداد والذي تسبب في اغتيال ممثل السكرتير العام للمنظمة الدولية وستة عشر آخرين من موظفي هذه المنظمة التي لا يمكن أن تكون هدفاً لأيِّ مقاومة وطنية.. بعيداً عن هذا الانفجار الذي رفضته كل القوى العراقية العاملة مع قوات الاحتلال الأمريكي والرافضة له، يلاحظ المتابعون لما يجري في العراق تصاعداً في أعمال المقاومة العراقية وتدهوراً في الأمن تجاوز ما كان يُطلق عليه بالمثلث السني والذي يُقصَد به بعقوبة - الرمادي - فلوجة - عانة - هيت - القائم، فقد امتدت عمليات المقاومة إلى الحلة والبصرة التي لقي فيها ثلاثة جنود بريطانيين حتفهم بعد مطاردتهم من قبل مسلحين عراقيين، وعملية اغتيال الجنود البريطانيين تمثل تطوراً نوعياً من الأعمال الخطيرة في المسائل الأمنية، حيث كان المسلحون العراقيون يكمنون في سيارة مدنية منتظرين خروج الجنود البريطانيين الذين يبدو أنهم كانوا يقضون فترة لهو واستراحة في إحدى الاستراحات في ضواحي مدينة البصرة، وبعد خروج الجنود من تلك الاستراحة طاردهم المسلحون حيث تم قتلهم، وهذا يعني أنَّ كلَّ جندي مهدد بالقتل خاصة خارج نطاق مهامه مما سيفرض جواً من الرعب ينغص حياة الجنود المحتلين، وهو بالضبط ما تريده أي مقاومة وطنية.
أمَّا التطور السلبي الأخطر في مسألة الأمن بالعراق فهو ما حصل في قضاء طوز خرماتو وامتد إلى قلب محافظة التأميم مدينة كركوك والذي ينذر بفتنة طائفية عانت منها مدن كركوك كثيراً في الستينات من القرن الماضي، والقصة تتمثل في هجوم مسلحين من الأكراد على أحد الأضرحة التي يتردد عليها التركمان الشيعة وهم أقلية قليلة جداً من التركمان الذين أغلبهم من السنَّة، إلاّ أنه يوجد منهم قليل من الشيعة يتواجدون في طوز خرماتو التي تبعد قرابة السبعين كيلو متراً جنوب كركوك على طريق بغداد، وبعد هجوم المسلحين الأكراد على ضريح التركمان الشيعة حدثت مواجهة بين الأكراد والتركمان سقط على أثرها عدد من القتلى من الجانبين، وما أن سُمع الخبر في كركوك المدينة التي يتواجد فيها التركمان والأكراد الذين يمثلون نسباً متقاربة، حتى تداعى التركمان للثأر لجماعتهم وهنا تدخلت الشرطة التي يشكل الأكراد غالبيتها مما أدى إلى مقتل عدد آخر من التركمان.. وهذا ما أثار الرعب والتوتر في كركوك التي شهدت ميادينها تهديماً وتدميراً لعدد من تماثيل القادة التركمان التاريخيين مما يطرح تخوفاً من اندلاع اضطرابات طائفية تزيد من مشاكل وأعباء الأمريكيين في المدينة الرابعة في العراق بعد التوتر في المدينة الثانية البصرة التي أصبحت غير آمنة لشركائهم البريطانيين.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved