التعامل العربي مع مجلس الحكم الانتقالي العراقي

بعد أن فتحت الرياض والقاهرة أبوابهما لوفد مجلس الحكم الانتقالي في العراق اكتسبت هذه المؤسسة «الرئاسية» التي يشكك الكثيرون في قدرتها على الاستقلالية في ظل الاحتلال الأمريكي - البريطاني للعراق..
نقول بعد استقبال الرياض والقاهرة وفد مجلس الحكم الانتقالي في العراق تعزز دور هذه المؤسسة الرئاسية في لعب دور هام في صنع مستقبل العراق السياسي.. لكون الرياض والقاهرة أكثر الدول العربية تأثيراً والأكثر تحركاً وتنسيقاً لمعالجة القضايا العربية لثقلهما السياسي والاقتصادي والحضاري والثقافي ولمحورية العاصمتين اللتين كثيراً ما تنطلق منهما المبادرات العربية الرائدة، ولذا يعد نجاح مجلس الحكم الانتقالي العراقي في إقامة جسور وفتح قنوات اتصال سياسي مع هاتين الدولتين المحوريتين إضافة لا يستهان بها لتعزيز دوره في صنع مستقبل العراق.
والمملكة العربية السعودية ومصر وكما وضح من خلال المباحثات التي أجراها رئيس مجلس الحكم الدوري وأعضاء الوفد المرافق له والذي ضم ممثلين من كافة التكوينات المذهبية والإتنية والسياسية العراقية، تتعاملان مع المجلس وفق معايير محددة خدمة لمصلحة العراق ومصالح الأمة العربية، وهذا التعامل، وإن لم يرتق إلى الاعتراف القانوني، إلا أنه مبني على إقامة الاتصالات ومواصلة الحوار لمساندة المجلس في سعيه لإنهاء الاحتلال الأجنبي للعراق والحفاظ على وحدته الترابية والوطنية والمساعدة في إنجاز مهامه وخصوصاً في مجالات الإعمار والتنمية وإنجاز المؤسسات الدستورية والتي يأتي في مقدمتها انجاز دستور دائم للعراق الجديد.
وطالما كان مجلس الحكم الانتقالي في العراق ملتزماً بالثوابت العربية والسعي لتحقيق الاستقلال بإنهاء الاحتلال والحفاظ على وحدة العراق الوطنية والترابية فإن الدولتين ستعملان بصدق على دعم توجهاته وأفعاله دون إهمال للقوى والتكوينات السياسية الأخرى في العراق طالما أنها التزمت بنفس الثوابت.