Monday 25th august,2003 11288العدد الأثنين 27 ,جمادى الثانية 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

هكذا هي الحياة هكذا هي الحياة
صيغة الحربي

في ظل معطيات الحياة وما تمليه عليك طبيعتك الفطرية فلابد لك من الاتصال بالناس نعم ليس بمقدورك أن تعيش بمنأى عن الناس بإمكانك معايشة ما يحدثونه لك في بعض الأحيان من صدمات وآلام لكنه لا يمكنك ان تتصور العيش وحيدا فالاتصال كيف يكون ان لم يكن عملية اخذ وعطاء وتبادل المنافع فيما بيننا ولاننا دوما نحتاج للناس فهم أيضا بحاجتنا نعم والحاجة ليست قاصرة على أشياء محسوسة بل تتجاوز ذلك.. قد تدفعنا الظروف في أحايين كثيرة الى طلب المساعدة من الآخر وقد يكون الآخر قريباً لك أو حتى صديقاً فتجد التجاوب والمبادرة من الصديق والجار لا من القريب وهذا بحد ذاته بداية لمعاناة جديدة أجاد في رسم معالمها أقرباء لك وللأسف أقرباء فمن المفترض ان يكونوا اكثر اهتماماً بك من أي شخص بعيد.. لتعلموا يا سادة انه كما تدين تدان وأقولها لابد من يوم يأتيك هؤلاء يطلبون المساعدة وهنا يتجلى موقف العقلاء لانهم يدركون انه من المستحيل أن يأتي يوم دون اللجوء الى آخر.. نعم معطيات الحياة العصرية تقول ذلك ولاننا في عصر يهيمن عليه حب الذات والسعي الحثيث وراء المصالح الشخصية اذكركم يا سادة بالآية الكريمة حيث يقول الرب عز وجل: {وّتّعّاوّنٍوا عّلّى البٌرٌَ وّالتَّقًوّى"} انها دعوة للناس لكل الناس لفتح آفاق التعاون فيما بينهم ويقول الرسول عليه الصلاة والسلام «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً».. الآخر كائن نحتاج اليه باستمرار حتى في وقت الفرح لا يمكننا الاستغناء عنه فنحن نحتاجه لتلبية رغبات نفسية.. ويظل البحث عن آخر أمراً لا مناص منه فيوماً عن يوم تتوارى الأقنعة المنصوبة ليبرز الوجه الحقيقي للآخر حينما تكون الحقيقة مرة مؤلمة بل الأشد إيلاماً انك لا تستطيع الغاء أو اقصاء الآخر من حياتك.. إننا في زمن لا يعترف بالمبادىء والأخلاق..
زمن يحتكم بالأنا بعيد كل البعد عن الجانب المشاعري يرى المثالية شيئاً من التخلف والرجعية. زمن جحود البعض والنكران ينطبق عليهم قول الشاعر:


أعلمه الرماية كل يوم
فلما اشتد ساعده رماني

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved