Saturday 30th august,2003 11293العدد السبت 2 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

المنشود المنشود
السياحة.. مطالب وأهداف
رقية الهويريني

تعد السياحة رافداً تنموياً مهماً فيما تمثله من مرتكز اقتصادي ومورد دخل إضافي للوطن، فضلاً عن المحافظة على أموال المواطنين والحد من إهدارها خارج البلاد، سواء بالتسوق أو البحث عن طقس بارد، وكلا الأمرين متوفر في بلادنا بل لعلنا نتفوق على معظم الدول بكثرة أسواقنا التجارية وما تحويه من سلع متنوعة وماركات عالمية! كما أن أجزاء من بلادنا بحمد الله تتميز بطبيعة خلابة تؤهلها لئن تكون بمقدمة البلاد السياحية العالمية.
وحيث إن الدعوة للسياحة الداخلية تنبع من شعور وطني تجاه هذه الأرض ومواطنيها، فالتشجيع عليها يعد هدفاً وطنياً ينبغي السعي لانجاحه ودعمه بالطرق والأساليب الجذابة سواء بالمهرجانات الثقافية أو الترفيهية..
ولعلنا نهمس في أذن الهيئة الوطنية للسياحة بتركيز جهودها على المناطق السياحية الصالحة للاصطياف التي تتميز باعتدال الطقس كشرط أساسي لاقامة مهرجان سياحي متكامل بما يحويه من ترفيه وثقافة، ومراعاة اعتدال الأسعار كعنصر جذب للسياح حيث الملاحظ أن ما ينفقه المصطاف خارج البلاد أقل بكثير مما يصرفه داخلها! ولا سيما أسعار الفنادق والشقق المفروشة ناهيك عن سوء الخدمات المساندة من أماكن مخصصة للعوائل ودورات مياه نظيفة، وثمة أمر مهم وهو افتقاد مصطلح الارشاد السياحي، فنجد السائح وعائلته يدخلون البلد ويخرجون منها دون المرور على معالم سياحية وأثرية هامة عدا من يكون ضمن وفد سياحي، إضافة إلى ندرة - إن لم يكن انعدام - اللوحات الارشادية على الطرق، وكذلك الكتيبات والخرائط الارشادية للمناطق السياحية وتوزيعها على المصطافين!
وعليه... فالسياحة في بلادنا ما زالت تقوم على الجهود الفردية وتعاني من ضعف في التخطيط لها وكأنها تأتي فجأة فتكون الجهود ارتجالية تستهدف جيب السائح دون التفكير بالبحث عن راحته!! والاتجاه لهذا المنحى يضعف السياحة وينفر المصطاف بدلاً من معاودته الاصطياف إلى ذات المكان حيث وجد المتعة والراحة!! وكما هو معلوم أن من أهم مقومات نجاح السياحة دراسة رغبات المصطافين ومن ثم توفيرها.
وإننا نأمل - نحن المواطنين - من هيئة السياحة دراسة العقبات التي تواجه السياحة الداخلية وايجاد الخطط المناسبة لانجاحها ولا يوجد ما يمنع من الاستعانة بخبرات الدول التي سبقتنا في هذا المضمار بحيث نبدأ من حيث انتهت مع مزيد من التطوير والابتكار بما يتناسب مع شريعتنا وتقاليدنا الاجتماعية..
ومن جانب آخر يحسن بالقائمين على المناشط السياحية التشجيع على الابتكار والتطوير وبث روح المنافسة بين شباب كل منطقة، وما ينقصنا حقيقة هو تشجيع الشباب ودعمهم في أبسط مشاريع أفكارهم ولا سيما في مجال الألعاب الالكترونية الترفيهية حيث أثبت أبناؤنا نبوغهم وتقدمهم في هذه المجالات!! وفي ختام الاجازة الصيفية يتم عرض لاختراعات الشباب المختلفة بعد اختيار أفضل الابتكارات، بما فيها أنشطة المراكز الصيفية، وعلى إثر ذلك يقام مهرجان وطني (للمواطنين) وبشكل دوري بين المناطق ويكون ريعه تحسين وتجميل المناطق المشاركة ومكافأة الشباب مادياً ومعنوياً، وفي ذلك شحذ لهممهم واستغلال أوقاتهم بما يعود عليهم بالمتعة والبلاد بالفائدة..
أما تستحق بلادنا أن تكون ورشة عمل دائمة للشباب؟ وبالأخص في الاجازات، فلا تكون قدراتهم فصلية تتعطل في الحر وتنكمش في البرد!!!

ص.ب 260564 الرياض 11342

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved