Saturday 30th august,2003 11293العدد السبت 2 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

المجرور الطائفي ... في ديوان المجرور الطائفي ... في ديوان
الشريف محمد بن منصور آل عبدالله يؤرخ لفن المجرور وألحانه وأشعاره ورواده

* الطائف هلال الثبيتي
أصدرت لجنة المطبوعات في التنشيط السياحي بمحافظة الطائف ديواناً شعرياً بعنوان «المجرور الطائفي» من إعداد وتأليف الاستاذ الشريف محمد بن منصور آل عبدالله ويقع الديوان في 204 صفحات من الحجم الكبير.
والمجرور يعتبر من الالعاب الشعبية التي اشتهر بها الطائف خاصة التي تعتبر موطنه الذي انطلق منه ولكثرة محبي المجرور بالطائف برز فيه شعراء كبار استطاعوا أن يطوروا المجرور ويضيفوا إليه الكثير من الألحان الجميلة.
وفي هذا الديوان «المجرور الطائفي» قدم المؤلف تعريفاً للمجرور حيث قال «المجرور من أشهر الألعاب الشعبية في الحجاز ومن أبعدها ذكراً وصيتاً وبالأخص منطقة الطائف التي تعتبر موطنه ومنطلق شهرته ولكثرة عشاقه لا تكاد تخلو مناسبة من مناسبات الطائفيين سواء كانت أفراحهم أو أعيادهم إلا كان المجرور طرب حفلهم وأنس ليلهم فلهذه المكانة المحببة للمجرور لديهم أصبح يعرف بهم وينسب إليهم فيقال «المجرور الطائفي» وأورد المؤلف نبذة عن أصل المجرور ونشأته، وقال إن تاريخ ونشأة المجرور مازالت مجهولة كغيره من الألعاب ولا يعرف هل هو أصيل ومن بقايا العاب العرب الاقدمين التي وصلتنا عبر القرون أم انه دخيل مع بعض الشعوب الإسلامية التي هاجرت إلى الحجاز. واضاف اعتقد أن المجرور من الالعاب الافريقية التي دخلت الحجاز مع أصحابها الافارقة منذ القديم كلعبة المزمار التي دخلت الحجاز من مصر إلا أن المجرور لم يكن جامداً كبعض الالعاب الشعبية التي تؤدي على وتيرة واحدة عبر الاجيال والقرون فهو مرن ومتطور وله من الالحان الشيء الكثير أكسبته حيوية وبقاءً على مر العصور وجعلت هواته ومريديه يطورون ويجددون طريقة أدائه غناءً ورقصاً إلا أن هذا لم يخرجه عن طابعه الاصيل الذي يتمثل في نغمة دلالاته ومقابلة حفية عند لعبهم وأورد المؤلف الالات أو الادوات التي تستخدم في لعب المجرور وقال ليس هناك آلات موسيقية تصحب المجرور عند أدائه سوى الطبلة والطار وقال استطاع الموسيقار طارق عبدالحكيم أن يدخل على المجرور بعض الالات الموسيقية كالعود والقانون واستطاع ارضاخها لمقاماته والحانه في بعض الحفلات الخاصة إلا أن هذا التطوير لم ينتشر بين أهل المجرور ومازال الطار والطبلة هما عماد آلاته. ثم تطرق المؤلف إلى كيفية لعب المجرور وأنواع المجرور وقال ان المجرور له طريقتان في الغناء الطريقة الأولى تغنى وكلماته متصلة بعضها ببعض تشدوه الفرقة على اللحن المعتاد بهذه الطريقة والمستمع يستطيع أن يفهم الكلمات كما يفهمها من أي غناء آخر، وهذه الطريقة لها كلمات وبحر خاص لا تصلح أن تغنى في الطريقة الأخرى مثال ذلك:


بنفسك على نفسك حبيبي ترجيت
تسامح وتعفي
وإن كان لي ذنب فأنا قد تربيت
ومازل يكفي.

وهذه الطريقة يسمى المجرور المغنى على نغمها ولحنها بالصريح وكان أكثر من يغني على هذه الطريقة قديماً النساء «والقول للمؤلف» واما اليوم فجميع فرق المجرور لا تتعاطاها وتغني بها لأنها لا تعطي اللاعبين بين الصفوف متسعاً من الوقت ليؤدوا الرقصة كما يجب والطريقة الاخرى تعرف بالملالاة أو ام اللالات وهذا الاسم جاء من كيفية الغناء بها إذ ان الغناء بها لا تكون كلمات المجرور متصلة كما هو الحال في الطريقة الأولى وانما يغنى بجزء من شطر البيت ثم يتبعه لالات مع لحن المجرور المغنى ثم يأتي بعدها الجزء الاخر من شطر البيت الشعري يفعل ذلك في جميع ابيات المجرور حسب اللحن المغنى وهذه الطريقة لها الحان كثيرة لا تكاد تحصى بعكس الطريقة الاولى ومطلع المجرور على هذه الطريقة يسمى المشق ووسطه البحر ونهايته المحط وهي الطريقة المشهورة الان التي يغنى بها المجرور مثال ذلك:


يا ناس خافوا من الله وانظروا حالي وشكواي
زليت عصر الشباب وبان مرسم الشيب فيه

وأورد المؤلف أشهرأصحاب الالحان في المجرور وقد ذكرهم حسب ابداعهم في الحان المجرور ومنهم: علي بن يحيى الحضرمي، عبدالله الرقيب المشهور بابن قرية، حسن بن رجاء العوفي، هلال الذويبي الثبيتي، عيد الخزاعي، سليم المولد، علي بن حسن بشير المولد، سرور بن عايض الشنبري، عوض الله بن سليمان أبو زيد المولد. ثم اورد المؤلف مشاهير لاعبي المجرور وذكر منهم محمد الوديود، عبدالله الوديود، سرور بن عايض الشنبري، غالب بن ناصر الجودي وغيرهم ثم انتقل الكاتب إلى شعر المجرور وذكر العديد من شعراء المجرور وشعرهم حيث كتب المؤلف مجروراً في اليوم الوطني:


اليوم عيد البلاد ويوم فرحتنا كبيرة
عيد الوطن ياهلي من بعد أبو تركي بناها
بنى القواعد ووحد صفها وامست قريره
وامست بحمد الولي قوة وتخشاها عداها
وساروا على خطته حكام قادوا ذي المسيرة
شادوا بناها واعلو مجدها وصانوا حماها
أولاد مقرن حماة الدين صافين السريرة
ملوكنا درعنا الضافي وحنا من وراها

ويقول الشريف حمزة الغالبي يرثي زوجته:


واقلبي اللي كما بن حرق راعيه يقلاه
لا هو بشراب للقهوة ولا راعي معاني
وا سيدي اللي من أولكانت الاعيان ترعاه
والليلة أمست لحود القبر من دونه مباني

وبعد ذلك استعان المؤلف بمخطوطة الشريف محسن بن ناصر المنديلي في بعض المجارير التي لم تنسب إلى شعراء ومنها:


ونا شافني راعي العيون الكحيلة
وطرفه سباني
على شوفته يازيد روحي عليله
وحبه كواني

وأيضاً:


سلام يا من تهب روحي وخلاني بلا روح
الناس بارواحهم ونا الذي فارقت روحي
عساك طيب ولا تشكي كمايه كي وجروح
يا من بوده كواني في الحشا داوي جروحي

وفي نهاية الديوان «ديوان المجرور الطائفي» أورد المؤلف نماذج من شعر المجالسي وبعض شعرائه أمثال بديوي الوقداني وسند الحليس، وناصر محمد العدواني، وصويلح مسيفر الزايدي، وعطية الحارثي، وعوض الله أبو زيد، والشريف محمد بن منصور المؤلف والشريف بن عمر.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved