Monday 1st september,2003 11295العدد الأثنين 4 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

لكِ الوعد يا ليلى لكِ الوعد يا ليلى
شعر: عبدالرحمن صالح العشماوي

وعدتُكِ يا ليلى، ولن أُخْلِفَ الوعدا
لأنكِ أوْلى مَنْ أصون لها عَهْدا
وأَنَّكِ أَصْبى مَنْ عرفتُ صَبابةً
وأَنَّكِ أحلى من وَجَدْتُ بها وَجْدا
قطعتُ بكِ الليلَ الطويلَ مضرَّجاً
بظلمائه، لم تدَّخرْ همَّتي جُهْدا
فلما رأيتُ الفجر، غذَّيْتُ نورَه
بأَنوار إحساسي، وأوقدتُه وَقْدا
وحرَّكْتُ أشجانَ السَّحابِ فزدتُه
على بَرقِه بَرْقاً، وأَنْطَقْتُه رَعْدا
وأشجيت يَنبوعَ الغرامِ بلهفتي
فبردتُه ماءً، وصفَّيْتُه وِرْدَا
لكِ الشعر، وضَّاحَ الجبين مغرِّداً
إذا ما كتمتُ الشوقَ في خاطري أَبْدى
نثرتُ له من أَحْرُفي الُّلؤلؤَ الذي
نظمتُ به من كلِّ قافيةٍ عِقْدا
وربِّكِ ما أَرْخَيْتُ جَفْنَ قصيدةٍ
على رِيْبَةٍ مني، ولا سُمْتُها صَدَّا
أسطِّرها لَّما يزلزل مُهجتي
شعورٌ بها لا أستطيع له رَدَّا
أسطِّرها بيضاءَ كالفجر صافياً
فما فقدتْ وَعْياً ولا أخلفتْ وَعْدا
قصائد شعري لم تُقارفْ خطيئةً
بقصدٍ، ولم تعرفْ إلى وهمها قَصْدا
على الصدق أَبْنيها، فإنْ كنتُ مُخْطِئَاً
نسجْتُ لها من صِدْقِ توبتها بُرْدَا
مبعِّدة الأحلام عني، ألم تري
خيولَ القوافي حين أَرْكَضْتُها جُرْدا؟
ألم تعلمي أنَّ القلوبَ إذا التقتْ
تَدانى بها أقصى مسافاتنا بُعْدا؟
لك الوعدُ يا ليلى، ومنكِ نَظيرُه
كلانا بوعدٍ والوفاءِ به أَجْدَى
فجودي، وزيدي في الوفاءِ وبالغي
ولا تتركي في دربنا حجراً صَلْدا
لَئِنْ مَدَح الإنسانُ في العيش زُهْدَه
فلن يمدح العشاقُ في عشقهم زُهْدا
وشتَّانَ بين العاشق الحرّ لايرى
لأشواقه إلاَّ براءَتَها رِفْدَا
وبين الذين يَبغي من العشق لذَّةً
إذا ما انتهى منها تنكَّر واستعدى
لكِ الشعر ياليلى يمدُّ ظلالَه
ويمنحكِ الريحان والشِّيح والوَرْدا
فسيري على درب القصائد إنَّه
غدا- بعد أنْ طوَّعْتُ أحجارَه-مَهْدا
ستلقين قصراً يَحْتبي في فنائه
محبٌّ له عينانِ أُرْهِقَتَا سُهْدا
ستلقين ذهناً مشرقاً بذكائه
إذا ما رأى سَهْواً أعدَّ له عَمْدا
هنالك قولي قَوْلَةَ الحقِّ، إِنَّها
ستجعل حَرَّ المصطلي بالأسى بَرْدَا
أفيضي من الحبِّ الكبير على الذي
رأى السيف مجنوناً فأسْكنه الغِمْدَا
وأقسم أنْ يَبْقَى على الحقِّ منهجاً
وألاَّ يحابي في مبادئه عَبْدَا
وألاَّ ينالَ الحقدُ منه مَنَالَه
«فإن رئيس القوم لايحمل الحقدا»
نسينا إساءاتِ المُسيئين، إِنّنا
حملنا قلوباً تحمل القَطْف والوُدَّا
قلوباً تحبُّ الخير للناسِ، والهدى
وتكره من خان العهودَ ومَنْ أكْدَى
فما أبغضتْ إلاَّ دُعَاةَ ضلالةٍ
ولا كرهتْ إلا الذي خالفَ الرُّشْدا
لكِ الوعدُ ياليلى، فعيشي رَضيَّةً
وقولي لمن يَسْعى لكي يكسَبَ الحَمْدَا:
سلامةُ صَدْر المرءِ أعظمُ ثروةٍ
يُرِيْحُ بها قلباً، ويبني بها مَجْدا

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved