Friday 12th september,2003 11306العدد الجمعة 15 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

دعونا نجتمع دعونا نجتمع
عبيد بن عساف الطوياوي ( * )

تآلف القلوب، واجتماعها على الطاعة، نعمة عظيمة، من أعظم النعم التي ينعم بها الله جل وعلا على عباده، ولذلك يقول تعالى، مذكراً عباده، بهذه النعمة: {(وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)
}. والتفرق عقوبة إلهية، يعاقب بها من شاء من عباده، عاقب بها النصارى، كما في قوله تعالى: {وّمٌنّ الذٌينّ قّالٍوا إنَّا نّصّارّى" أّخّذًنّا مٌيثّاقّهٍمً} أي ادعوا أنهم نصارى من أتباع المسيح، أخذ الله عليهم العهود، والمواثيق بأن يتابعوا رسولهم صلى الله عليه وسلم وان يناصروه ويؤازروه، ولكنهم لم يفعلوا ذلك، إنما خالفوا المواثيق، ونقضوا العهود، وكما قال تعالى: {(فَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ) } صاروا أعداء، يبغض بعضهم بعضا، ويكفر بعضهم بعضا، ويلعن بعضهم بعضا.
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم محذراً أمته، من ان تقع بما وقع فيه النصارى واخوانهم اليهود، الذين اتبعوا أهواءهم، واتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله، يحلون لهم الحرام، ويحرمون عليهم الحلال، فتفرقوا، حتى تجاوز أدناهم السبعين فرقة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم والحديث في السلسلة الصحيحة، يقول صلوات ربي وسلامه عليه: «افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، فواحدة في الجنة، وسبعون في النار، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، فإحدى وسبعون في النار وواحدة في الجنة، والذي نفسُ محمدٍ بيده، لتفرقنّ أُمتي على ثلاث وسبعين فرقةً، فواحدةٌ في الجنةِ، واثنتان وسبعون في النار».
اثنتان وسبعون فرقة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وكل واحدة تدعي الدين، وتزعم المنهج القويم، ولكنها في النار، فيجدر بالمسلم ان ينظر أين تقع قدمه، فالأمر خطير، ولا نجاة له إلا بالاعتصام بكتاب الله جل وعلا، وبالتمسك بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، يقول تبارك وتعالى: {وّاعًتّصٌمٍوا بٌحّبًلٌ اللهٌ جّمٌيعْا وّلا تّفّرَّقٍوا} ويقول جل جلاله: {(إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً) } بالاعتصام تكون النجاة: {فّأّمَّا الذينّ آمّنٍوا بٌاللَّهٌ وّاعًتّصّمٍوا بٌهٌ فّسّيٍدًخٌلٍهٍمً فٌي رّحًمّةُ مٌَنًهٍ وّفّضًلُ وّيّهًدٌيهٌمً إلّيًهٌ صٌرّاطْا مٍَسًتّقٌيمْا}.
وأجدها فرصة مناسبة جداً، للدعوة لاجتماع القلوب، وتوحيد الكلمة، ووحدة الصف، لا سيما بعد الأحداث الأخيرة، وخاصة أحداث مكة والمدينة، بأن نجتمع ونحذر دعاة الضلال، وننبذ تلك الجماعات والفرق، التي تجلى لنا ضلالها، وسوء مقاصدها، وهذا ما يرضاه الله لنا كما في الحديث الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله يرضى لكم ثلاثا، ويكره لكم ثلاثا، يرضى لكم ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وان تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، وان تناصحوا من ولاه الله أمركم، ويكره لكم ثلاثا: قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال»، فدعونا نجتمع.

( * ) حائل ص.ب 3998

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved