عدالة التعامل في الحرب العالمية للقضاء على الإرهاب

بعد عامين من أحداث 11 سبتمبر، ومن خلال الفعاليات والاحتفالات التي شهدتها الولايات المتحدة الأمريكية وخارج أراضيها، أن أمريكا والعالم أجمع لم يصل بعد إلى تعريف موحد ومحدد للارهاب، كما أنه وبعد كل ما فعلته واشنطن وقامت به من حروب للقضاء على الارهاب هي والدول التي تكاتفت معها، وشنها حربين داميتين الأولى في أفغانستان لإنهاء حكم طالبان والقضاء على قواعد تنظيم القاعدة المستهدف الرئيسي في حرب مكافحة الارهاب كونه المسؤول الأول والمنفذ الرئيسي للعمليات الارهابية سواء في الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 وغيرها من الأعمال التي شهدتها دول أوروبية وإفريقية وآسيوية وعربية، والحرب الثانية في العراق التي أزاحت نظاماً تتهمه واشنطن بدعم الارهاب الدولي.
ولكن رغم كل هذه الحروب وكل ما قامت به أمريكا والدول الأخرى لمحاصرة الارهاب ومواجهته بحزم للقضاء عليه، إلا أن العمليات الارهابية لا تزال تشكل هاجساً وتخوفاً ليس في أمريكا فحسب بل وفي مناطق مختلفة، بل إن النظرة الأمريكية في حصر الارهاب على المسلمين فقط وتجاهل الارهاب الاسرائيلي الذي لم يتماد فقط في ارتكاب الاعمال الارهابية ضد الشعب الفلسطيني بل يواصل تحريضه وتجنيده الجهود الأمريكية والأوروبية وجعلها تنحرف عن أهدافها الأساسية في محاربة الارهاب الحقيقي وتحويلها للدفاع عن الارهاب الإسرائيلي وهذا ما اضعف الجهود الدولية في القضاء على الارهاب وزود الجماعات المتطرفة سواء في العالم الإسلامي وحتى في اسرائيل والهند وداخل أمريكا مبرراً وذرائع وفرصاً لتصعيد عملياتها الارهابية.
فالمتطرفون في العالم الإسلامي يعتبرون اعمالهم موجهة للانحياز الأمريكي الأعمى لإسرائيل والمتطرفون اليهود سواء في الحكومة الإسرائيلية، والعناصر المتطرفة الأخرى داخل أمريكا ترى في حصر تهمة الارهاب وإلصاقها بالمسلمين مبرراً لاستهداف الجماعات الإسلامية دون غيرها، رغم قيام الجماعات الارهابية اليهودية والهندوسية وما يسمى بالمسيحيين الجديد، بأعمال لا تقل خطورة عن أعمال الارهابيين المحسوبين على المسلمين ان لم تكن أكثر خطورة لحصولها على الدعم والمؤازرة الأمريكية.
وهكذا وبعد عامين من جريمة 11 سبتمبر، لا يزال التناقض وغياب التعريف المحدد للارهاب وعدالة التعامل مع القضايا العربية والإسلامية بالذات يغذي ويعطي مبرراً للجماعات المتطرفة التي تتضرر منها الدول الإسلامية أكثر من غيرها.