الحنين الى الديار من شيمة كل بشر مهما تعاقبت السنون وتتابعت الأجيال.. تراه يئن حين تلفظ به أمواج الحياة فتجعله يعيش على شواطئ الذكرى.. تمر به لحظات يشعر فيها بالسعادة لانه يعيش بخياله وتصوره وشطحات تفاؤله بالعودة للربوع، فيهيم في الوديان ويتغنى على قمم الجبال والروابي.. بنشيد الفراق والتنائي، يعايش الأمة، فتلتهب جذوة الحنين مرة أخرى.. تذكره زفزقة العصافير وخرير المياه وأيام الصبا تمر به سحابة سائرة.. فتظلله بفيئها وتخفف عنه سعيه المتواصل بين خياله وروحه وتصوره وظنونه، بين الإثبات والنفي والعودة والهجرة، يعيش رهين المتناقضات.. ويردد في أوقات السحر ومع شروق الشمس وغياب القمر:
وطني ولو شغلت بالخلد عنه
نازعتني إليه في الخلد نفسي
|
|