Monday 22nd september,2003 11316العدد الأثنين 25 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الشيخ منصور المالك ونصف قرن من العطاء الشيخ منصور المالك ونصف قرن من العطاء
عبدالله الصالح الناصر الرشيد

الأخلاق الفاضلة في حياة الإنسان وما يتفرع عنها من خصال حميدة وصفات جليلة هي هبة وموهبة من المولى عز وجل ونفحات ربانية يخص بها عباده بمشيئته تعالى.. ومن واقع تجارب الحياة والأمثلة المعاشة فإن الرجال النبلاء الأفذاذ في سيرتهم ومسيرتهم مثل بعض الأنهار الجارية لا تزيدها الأيام إلا عذوبة ونقاءً.. وإلى هنا استميح القارئ عذراً إن لم يجد مقدمة شافية تليق بما سوف أتحدث عنه في هذه العجالة وذلك عن أطياف من سيرة رجل فاضل وعالم جليل ومسؤول كبير وإداري ناجح بكل مقاييس ومواصفات النجاح، ويهمني قبل كل شيء إنسانيته ومثاليته، هذا المسؤول القدير غادر ساحة العمل بكل هدوء بعد أن ترك وراءه مسيرة طويلة حافلة بالعطاء والبذل بلا حدود، وكان يدير عمله بحنكة ودراية واقتدار وتعامل حضاري وإنساني واعٍ يندر مثاله رغم الأعباء الجسام الملقاة على عاتقه.. صاحب هذه السيرة العطرة والمسيرة الحافلة هو فضيلة الشيخ الجليل الورع منصور بن حمد المالك نائب رئيس ديوان المظالم والرئيس المكلف قبل أن يطلب التقاعد لينعم بقية حياته المديدة - إن شاء الله - بالراحة والهدوء بعد هذه الخدمة الطويلة التي اقتربت من نصف قرن أمضى معظمها في مجال القضاء وخاصة في ديوان المظالم إلى ان وصل الى سدة وهرم المسؤولية في رئاسة هذا الجهاز المهم فترة ليست بالقصيرة ساهم خلالها في بناء وتدعيم مهام ومسؤوليات ومكانة هذا الصرح القضائي الحيوي الفاعل، وعلى الرغم من معرفتي القديمة بمعاليه فقد اسعدني الحظ في السنوات الأخيرة بجوار هذا الرجل الوقور والإنسان المثالي بعيداً عن الألقاب والمسؤوليات كان في فسحة برنامجه اليومي خارج نطاق عمله الرسمي، إما لصلاة يؤديها أو مريض يعوده او جنازة يشارك فيها ويتبعها بعزاء ومواساة او تلبية دعوة صديق أو قريب يضفي عليها في حضوره السماحة واللطف وتجاذب الحديث برقة وتواضع ورحابة صدر.. أما في الماضي البعيد حيث مسقط الرأس ومهد الطفولة وريعان الشباب فإني رغم صغر سني في بواكير حياتي مازلت اتذكر وكأن شريط البدايات يمر أمامي الآن اتذكر الشيخ منصور وكان وقتها طالباً على مقاعد الدراسات العليا في كلية الشريعة بالرياض في أواسط السبعينيات الهجرية من القرن المنصرم كان يزور مدينته الوادعة الهادئة - الرس - في كل مناسبة للاطمئنان على والديه وأقاربه، وكانت الأصالة والشهامة والوفاء جزءاً من نشأته وتربيته التي سار عليها طوال حياته فبعد ان يتشرف بالسلام على والده وأهل بيته وأسرته يبادر على الفور - قبل ان يخلد الى الراحة بعد عناء الرحلة - بزيارة كبار السن من رفاق والده، يقوم بالسلام عليهم والاطمئنان على أحوالهم، وكان وصوله للرس لا يخفى على أحد لالتزامه بهذا الواجب الاجتماعي والأخلاقي المشرف، في ذلك الوقت كنت عند والدي أدرس في المرحلة الابتدائية واستقبل معه - رحمه الله - من يتشرف بزيارتنا في المنزل وأشاهد وألمس احتفاء والدي عندما يزوره الشاب الشيخ منصور صاحب الوجه النضر البشوش واتأمل ملياً ما يكنه والدي له من تقدير ومحبة وكان ذلك فألاً وبشارة خير تحققت له طوال حياته أكثر الله من أمثاله ووهبه موفور الصحة والعافية .
وهنا استطيع ان أقول بكل صراحة ودون مجاملة أو مبالغة كلمة للحق وللتاريخ ان معالي الشيخ منصور المالك يعتبر في سيرته ومسيرته مدرسة في كل شيء في الأخلاق، في أدب وحسن التعامل وسعة الأفق، في التواضع الجم ونظافة القلب واللسان، في الوطنية الصادقة والإحساس بالمسؤولية، وحدث عن صفات النبل والشهامة ولا حرج.
إنه الرجل الذي خدم وطنه بكل اخلاص وتضحية بعزيمة لا تعرف الكلل والملل ولم يذق خلالها للراحة طعماً طوال مشوار حياته.. حفظه الله وجزاه عن إخلاصه خير الجزاء. والله ولي التوفيق

الرياض/ فاكس 4786864/01

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved