Wednesday 1st october,2003 11325العدد الاربعاء 5 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بلا تردد بلا تردد
هل من دورات لمنسوبي ومنسوبات وزارة التربية والتعليم؟
هدى بنت فهد المعجل

حظيت وتحظى الجامعية خريجة كليات التربية بامتيازات عدة لم تحظ بها غير التربوية أو خريجة كليتي الآداب والعلوم كتسهيل أمر حصولها على وظيفة تعليمية، مع استحقاقها للمستوى الخامس في السلم الوظيفي، في حين تنال غير التربوية المستوى الرابع من السلم نفسه.. وهو منهج اختطته الجهات المسؤولة ولا اعتراض لنا عليه، علماً بان خريجات الكليات «تربويات أو غير تربويات» حالياً لا ينلن المستوى نفسه لمعوقات لا شأن لي بها الآن.. ولست ضد المفاضلة بين التربوية وغيرها لعلمي باختلاف المواد التي يدرسنها.. وكونها تراوح بين النظرية والتطبيقية والميدانية، بجانب الجهد المبذول من قبل الخريجة التربوية ولا تبذل نصفه غير التربوية، بل اني مع الدراسة الميدانية والتطبيقية والممارسة الفعلية على أرض الواقع لمعرفة الإيجابيات التي أتت بها الدارسة فيشد من أزرها وتمتدح ويثنى عليها عسى أن تكثر منها، والوقوف على السلبيات لأجل تصويبها وتوجيهها حتى تتلافى الوقوع في مثلها أو شبيهة بها مستقبلاً عند التطبيق والممارسة الفعلية حينما تخوض معترك الوظيفة التعليمية والمعرفية والتربوية التي استمدتها من الكلية يوم ان كانت طالبة، وعلى أساسها يتم تقييمها بنجاح سياسة الكليات التربوية أو فشلها في تخريج القادرات على استيعاب نقطة مهمة استوعبتها الجهات مؤخراً ومتأخرة هي ان العملية التعليمية تربوية بالدرجة الأولى وقبل كل شيء.
فانتقل المسمى من الرئاسة العامة لتعليم البنات إلى وزارة المعارف إلى وزارة التربية والتعليم.. ونأمل ان تكون نقلة فعلية جادة، وديباجة نضمنها كل خطاب صادر أعلى الخطاب/ الجهة اليمنى منه ..!!
كليات التربية سبقت وزارة التربية والتعليم في المسمى وفي إعداد الخريجات.. فهل هن مؤهلات وجديرات بالفعل بهذا المسمى مع ما لديهن من امتياز اختصهن وحدهن ؟؟
عطاؤهن الوظيفي يدلل عليهن وعلى ان ما غرس فيهن من توجيه تربوي.. أثمر أو لم يثمر..!!
إذا أخذنا في الاعتبار ان طالبة اليوم تختلف تماماً عن طالبة الأمس فكراً ووعياً وإدراكاً وانفتاحاً..!
طالبة الأمس أو طفلة الأمس إن صح التعبير كانت فرائصها ترتعد حينما تخوّف بغرفة الفئران.. أو الغرفة المظلمة أو تستعرض أمامها طول المسطرة ذات ال 100سم، بينما طالبة اليوم تسخر لو هددت بذلك.
فطالبة اليوم جميع نساء أسرتها في سلك التعليم، فهي على علم تام بأنظمة الوزارة وتعاميمها وما يجوز للمعلمة ضد الطالبة وما لا يجوز.. الأمر الذي مكّنها من الوقوف بثقة في وجه المعلمة ورفض طلبها الخروج خارج الفصل عند ارتكابها خطأ ما لأن الأنظمة تمنع المعلمة من ذلك ..!
أمام هذا الرفض البسيط من الطالبة كيف سيكون تصرف المعلمة.. والمعلمة التربوية بالذات؟
هل ستصر على طرد الطالبة من الفصل ضاربة بالتعميم والنظام سطح الأرض حفظاً لماء وجهها ؟
أم تفقد مكانتها كمعلمة وتقول معك حق طالبتي الفاضلة ليس لي أن أطردك من الفصل أنا التي ستدعه وتخرج..!!
****
المديرة لا تألو جهداً في سبيل الاجتماع بمعلماتها وإدارياتها ومراقباتها وإبلاغهن بكل ما استجد من أنظمة وتعميم حتى يكن على بينة فلا يقعن في حرج لا يحمد عقباه ..!
الطاقم المدرسي من معلمات وإداريات ومراقبات فيهن التربوية وغير التربوية.. فأيهن تطبق النظام لا لكونه نظاماً بل لكونها تربي قبل أن تعلم ..!
لن أتشاءم وأقول قلّة.. بل أدع لكن فرصة للتأمل في طاقم مدرستكن لتحكمن في كونهن كذلك أو لسن كذلك.
وتأملوا معي هذا الموقف الذي حدث بين معلمة مؤهلها تربوي وبين طالباتها ..!!
النظام يقر بعدم السماح للطالبات بالنمص «حف الحواجب» ومعاقبة من تصر عليه بمستوى إصرارها على عدم ارتكابها للعديد من المخالفات المرفوضة ويقف دون كسر لتعاليم الوزارة.. وقد واجهت معلمة تربوية طالباتها بصيغة النظام التعليمي فاعترضن بحجة ان هناك موظفات «معلمات وإداريات» يقمن بالنمص وهن قدوة لنا فلماذا تمنعوننا وتدعوهن، فكيف كان رد المعلمة التربوية ؟؟
قالت إنهن «أي الموظفات» ربما لم يجدن من يوجههن في صغرهن ويمنعهن من النمص.. والمعلمة التي بهذا الوضع لا تستحق ان تتخذينها قدوة ..!
بربكم أيعقل هذا التبرير من تربوية.. أما وجدت رداً معقولاً يقنع الطالبات بترك النمص.. ويحفظ لزميلاتها مكانتهن في نفوس طالباتهن غير هذا الرد؟؟
ولا ننسى البون الشاسع بين عمر الطالبة وعمر المعلمة إلا أنه لم يمنح البعض منهن فرصة المراجعة حتى تصل معها كطالبة.. بل كأخت صغرى أو ابنة وأن زميلتها المعلمة أختها الأكبر منها أو ربما والدتها ..
اللوم الواقع على التربوية أضعاف ما يقع على غيرها وهو ما لم يستوعبه البعض بعد..
سواء في تعاملها مع طالباتها أو زميلاتها.. ولست هنا أبرئ خطأ غير التربوية..! بل أحملها الذنب نفسه.. وأؤكد على ضرورة متابعة المعلمات كل على حدة في شأن تعاملهن مع طالباتهن وزميلاتهن.. بطريقة أخوية سمحة.. وبحكمة وموعظة حسنة وإذا لزم الأمر أعطين دروساً في فن التعامل مع الطالبات والزميلات أو دورات منتظمة وبصورة مستمرة تمر على كل معلمة ولا يستثنى منهن أحد.. لأن من لديها أسلوب تربوي قد تحتاج لدعم أكبر وتوجيه مضاعف.. ومن عدِم لديها الأسلوب يلفت نظرها إليه بدروس ودورات على شاكلة الدورات المنهجية ..!
فكما أننا نحاول الرقي بما لديها من معلومات وأهداف وطرق تدريس للمنهج المقرر لنا.. ونسارع نحو حضور الدورات.. فنحن بحاجة أيضا، وبكثرة وكثافة إلى دورات تلقننا فن التعامل مع الطالبات والزميلات.. وكيف يكون تصرفنا عند وقوعنا في موقف محرج مع إحداهن، أو خلاف ومشادة كلامية.. وكيف تستطيع الموظفة امتصاص غضب زميلاتها وطالباتها.. أو توجيههن وتهذيب سلوك طالبة بما يحفظ لها ماء وجهها.. فبما ان وزارة التربية والتعليم قررت إحلال مسمى بمسمى آخر.. فانها لن ترفض فكرة الدورات للرقي بمستوى المنسوبات.. ولن أبرئ ساحة منسوبيها من الرجال من تبعية الذنب.. فهم أحوج منّا وبشدة لدورات تلقنهم وتعلمهم فن التعامل مع الطلاب ويكفينا ما يصلنا من أبنائنا من تصرف خاطئ ضدهم، وانعدام الحكمة لدى ثلة منهم.

فاكس الدمام: 8435344 03

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved