|
|
|
ما زلت أذكر الوقت الذي أجريت فيه لجدي عملية جراحية للساد (الماء الأزرق). فقد تم إدخاله إلى المستشفى قبل موعد العملية المقررة له بيومين، بغرض تجهيزه للعملية، وتقطير عينيه، وقص رموشه أيضاً. وبعد إجراء العملية له، مكث عدة أيام في المستشفى، ثم بدأ بعد ذلك بعدة شهور بارتداء نظارة سميكة تمكن من خلالها في نهاية الأمر من الاستمتاع بنعمة البصر بصورة جيدة. لقد تغيرت الأشياء كثيراً منذ ذلك الوقت. فقد أحدثت المستجدات في البحث الطبي، وطب العيون إلى حد بعيد، تغيرات كبيرة في طريقة ممارستنا لطب العيون هذه الأيام، حيث يقدر أن الأبحاث الطبية الجديدة تضاعف المعلومات المتوفرة لدينا كل سنتين إلى ثلاث سنوات! وبالرغم من أن التقدم في إجراء الأبحاث الطبية بنفس الوتيرة أمر ليس بالسهل، إلا أنه يعتبر أفضل طريقة لتوفير خدمات طبية عالية المستوى.يعتبر طب العيون على ما هو مرجح واحداً من أكثر التخصصات الطبية اعتماداً على التقنية، حيث أن أجهزة الكمبيوتر، وأنظمة المعلومات الرقمية أخذت دورها حتى في الإجراءات الأساسية جداً والتي تتم في عيادة العيون، ابتداء من إجراء الفحص الأولي للمريض لتقصي حاجته لارتداء نظارة، حيث يتم استخدام «أجهزة قياس الانكسار» التي تعمل بالكمبيوتر في هذا الفحص لتقييم الأخطاء في الانكسار. كما تستخدم أجهزة أخرى خاصة بالعين مثل آلات قياس المجال البصري التي تعمل بالكمبيوتر «لدراسة البصر المحيطي»، والكاميرات وأجهزة تصوير الأوعية الرقمية «لمشاهدة الأوعية في العين»، والتصوير بالموجات فوق الصوتية، لتشخيص ومتابعة تشكيلة واسعة من أمراض العيون. إن أجهزة الكمبيوتر تتيح لطبيب العيون في الحقيقة متابعة الأمراض بتفاصيل ودقة أكبر بكثير مما كان عليه الأمر قبل توفر هذه التقنيات. ويحتوي الكثير من أجهزة الكمبيوتر على قاعدة بيانات بالعيون الطبيعية، تسهل عمل طبيب العيون، وهو أمر يتيح له أن يبين إذا كانت نتائج الفحص ضمن أو خارج المدى الطبيعي المتوقع. |
![]()
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |