Thursday 2nd october,2003 11326العدد الخميس 6 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بمناسبة اليوم الوطني: أكاديميون ومثقفون ومسؤولون بالشرقية في أحاديث لـ « الجزيرة »: بمناسبة اليوم الوطني: أكاديميون ومثقفون ومسؤولون بالشرقية في أحاديث لـ « الجزيرة »:
سيبقى ترابنا وطن الأمن والأمان ومحاربة الإرهاب عبر تفعيل الحوار ويؤكد على أهمية الترابط والالتفاف حول القيادة

* الدمام حسين بالحارث خالد المرشود:
تمر مناسبة اليوم الوطني للمملكة هذا العام في ظروف استثنائية تمثلت في أحداث داخلية وإقليمية بعضها ناتج عن تداعيات الحادي عشر من شهر سبتمبر 2001م حيث امتدت رقعة الإرهاب إلى الرياض عاصمة الأمن والأمان وما ترتب على ذلك من إجراءات تاريخية أقدمت عليها القيادة الرشيدة بكل حزم وثبات. فما حدث كان محل استنكار شعبي غير مستغرب. فالمواطن السعودي يعتبر تلك الهجمة التي استهدفت بصورة سافرة نعمة الأمن التي يفتخر بها كما انها تخالف كل القيم الإسلامية التي نشأ عليها. كما ان العالم استنكر تلك الأعمال الإرهابية لإدراكه لمكانة المملكة في نفوس المسلمين ودورها في تثبيت السلم العالمي. وكان من ضمن الخطوات الاستراتيجية التي اتخذتها المملكة لوضع حد سريع لانتشار الفكر المنحرف تبني سياسة الحوار، فعقد أول مؤتمر للحوار الفكري ثم أعلن صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ورئيس الحرس الوطني عن موافقة خادم الحرمين الشريفين على إنشاء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني.. وعند حديثنا عن اليوم الوطني فإن هذه الأحداث فرضت نفسها وكانت هذه الكلمات عن الوطن الغالي ومشاعر الغضب من الأفعال الإرهابية التي استهدفت أمننا والحوار الفكري ومتطلبات نجاحه.
وفي البداية كان الحديث مع الدكتور سلطان بن خالد بن حثلين رئيس قسم الدراسات الإسلامية والعربية في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن فقال: في البداية أعتقد ان الوطنية ليست كلمة تردد في المناسبات لأن الوطن هو انتماء بالقلب والعمل. وأقصد عندما أقول انتماء فان هذا يرتبط بالولاء وأقصد بالولاء انه الوطن بمفهومه الشامل، بالسلطة السياسية الشرعية والمتمثلة في آل سعود حفظهم الله.. وبالوطن بمفهومه وحدوده الجغرافية من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب ومن أقصى الشرق إلى أقصى الغرب فكل شبر من أرض الوطن هو غال علينا ونفتديه بالروح والنفس والنفيس.. وأقصد بالوطن «المواطنين».. إذن لدينا ثلاثية الوطن وهي السلطة السياسية الشرعية والوطن بحدوده الجغرافية وأبناء الوطن.. في الجانب الآخر هذا الوطن لا بد له من مبادئ وأسس يقوم عليها وأهمها الالتزام بالشريعة الإسلامية كنظام قانوني يحكم به ولاة الأمر ويبين العلاقة بين الحاكم والمحكوم.
ويتواصل الحوار حول اليوم الوطني مع الأستاذ سمير بن عبدالرحمن المقرن مدير عام معهد الإدارة العامة بالمنطقة الشرقية الذي قال: ثلاثة وسبعون عاماً مضت منذ أعلن الكيان الرسمي للمملكة العربية السعودية بقيادة الموحد الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه، عقود من السنين انطوت والمملكة بقيادة أبناء الموحد يتقدمون في سباق مع الزمن تحولت فيه المملكة إلى ورشة بناء ضخمة في كافة القطاعات. ولقد كان قطاع التعليم من أولى القطاعات التي حرصت القيادة الرشيدة على التركيز عليه وتنميته لما للقوى البشرية المتميزة من دور هام في دفع عجلة التقدم والتطور والتأثير الإيجابي على بقية قطاعات التنمية. ومنذ تولي رائد التعليم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله لأول وزارة للتعليم، انطلقت قافلة البناء وتنوعت مشاربها من تعليم عام إلى تعليم وتدريب متخصص وصولاً إلى التعليم العالي.
وها نحن نستعيد ذكرى توحيد المملكة بالتاريخ الرسمي لليوم الوطني لها، وبقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله وسمو ولي عهده الأمين الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني الأمير سلطان بن عبدالعزيز وقيادتنا الرشيدة حفظهم الله ، يملؤنا الفخر والعزة للانتماء لقيادة ووطن أسس البناء وتجنب صراعات الأيديولوجيات المتناحرة وركز على بناء ورفاهية أبنائه. ولعلي أتحدث هنا عن قطاع بناء الإنسان والذي انطلقت فيه المدارس النموذجية في مختلف مناطق المملكة منذ بداية القرن الماضي لتدفع بجيل الرواد الذين أتاحت لهم قيادة المملكة زيادة الاغتراف من العلم والمعرفة بابتعاثهم إلى مختلف منابر العلم في الدول العربية وبعد ذلك إلى الدول الغربية.
وها نحن في القرن الواحد والعشرين نعيش طفرة التعليم والمعرفة، أبناؤنا وبناتنا في قطاعات التعليم المختلفة يمثلون خمسة وعشرين بالمائة «25%» من سكان المملكة يحظون بمختلف أصناف التعليم والتدريب. وقبل عشرة أيام وفي صباح يوم السبت السادس عشر من رجب الموافق الثالث عشر من سبتمبر، توجه ما يزيد على خمسة ملايين من الطلبة والطالبات إلى المدارس والمعاهد والكليات والجامعات السعودية في مختلف مناطق المملكة لبدء العام الدراسي الجديد، التحق هؤلاء بتسعة وعشرين ألفاً وسبعمائة وتسع وسبعين «779 ،29» مدرسة للبنين والبنات، ومائة واثنتي «102» كلية للبنات، وإحدى عشرة «11» جامعة حكومية وثلاث جامعات أهلية وسبعة وثلاثين «37» كلية ومعهداً. لقد رسمت الاستراتيجيات وتمت المتابعة من قبل قيادتنا الرشيدة وقام المسؤولون عن التعليم والتدريب بتنفيذ توجيهات ولاة الأمر وكل هذه الجهود ستنعكس إيجاباً على خطط التنمية السعودية. ولقد تنوعت مشارب التعليم من كليات ومعاهد عسكرية أمنية وجوية وبرية وبحرية وتخصصية، إلى كليات ومعاهد تقنية وصحية وزراعية وإدارية، إلى جامعات حكومية تنتشر في مختلف مناطقة المملكة وتضم كليات تقدم مختلف التخصصات ودبلومات تخدم المجتمع في تخصصات تستهدف اقتحام الشباب والشابات سوق العمل في القطاع الخاص، إلى جامعات وكليات ومعاهد أهلية تقدم تخصصات مهنية في بيئة تدريس وتدريب عالية التجهيز وتخضع لمتابعة دقيقة من الأجهزة المعنية بالدولة.
جميع هذه الجهود الحكومية والأهلية هي نتاج طبيعي لقيادة حرصت منذ بداية نشأة مملكتنا الفتية لكي ترسم خطة المستقبل وتتهيأ لاحتلال مكانة عالية في منظومة دولية تعيش إلغاء حدود التقنية والاتصال وتفتح الآفاق رحبة وواسعة لكل أبناء وبنات الوطن لينالوا من العلوم والمعرفة وليكتسبوا مختلف المهارات وليساهموا في بناء دولة عصرية قادرة بإذن الله على تحقيق أهدافها وسياساتها التي رسمتها لها قيادتنا الرشيدة.
كما تحدث ل«الجزيرة» الأديب والكاتب الأستاذ نجيب الخنيزي وقال: نستذكر في اليوم الوطني المسيرة التاريخية التي قادها القائد المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله حيث استطاع ان يدشن أول وحدة عربية ناجحة في العصر الحديث على القسم الأكبر من الجزيرة العربية متجاوزاً كافة العوائق والعراقيل الموضوعية والذاتية.. نذكر منها الانقسامات القبلية الجهوية والطائفية وحالة الاغتراب والتمزق والفقر والجوع وانعدام الأمن والاستقرار.
وقد وعى الملك عبدالعزيز ببصيرته ووعيه التاريخي خصوصية المجتمع في الجزيرة العربية من حيث التنوع والتعدد.
وفي هذا الاتجاه نحن نعتقد بأن من المهم تعميق الإنجازات التي تحققت والبناء عليها باتجاه مزيد من الخطوات والإجراءات الإصلاحية العميقة التي تطال كافة البنى السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية فالتنمية المستدامة هي عملية متكاملة وذات أبعاد مختلفة ولا يمكن فصم أو فصل أي من مكوناتها.
وفي هذا الصدد نشيد بتجاوب القيادة السياسية مع دعوات ومطالب الإصلاح باعتباره ضرورة موضوعية تستلزمها طبيعة التطورات والتحديات الداخلية والإقليمية والدولية خصوصا في ضوء ما تتعرض له المملكة من حملات ضارية وضغوط مختلفة تحت عناوين وتسميات متعددة.
اننا نشيد بالخطوة التاريخية التي تمثلت بانعقاد مؤتمر الحوار الفكري وإشهار مركز للحوار الوطني غير اننا نرى بأن الحوار الوطني هو عملية دائمة ومستمرة ويجب ان تستوعب كافة ألوان الطيف والنخب الثقافية والسياسية والمذهبية ونرى بأن مركز الحوار عليه ان يتمتع باستقلالية ذاتية عن الجهاز البيروقراطي الحكومي وان يتمتع بالشفافية والمكاشفة والمصارحة لتحقيق الجوامع والقواسم الوطنية المشتركة لتحصين الوضع الداخلي وتمتين الجبهة الداخلية إزاء كافة التحديات أخص بالذكر إزاء الأعمال الإرهابية وشتى أشكال الفكر المتطرف التكفيري والاقصائي.
وهذا يستدعي بالضرورة إتاحة المجال لتعدد قراءات الواقع بمرجعياتها المختلفة والتي تلتزم جميعها بالحوار السلمي المدني المتحضر. في اليوم الوطني نتطلع إلى مزيد من التقدم والازدهار والاستقرار والأمن لما فيه صالح الشعب والمجتمع والأجيال الجديدة.
من جانبه قال د. محمد بن أحمد موسى المشرف على العلاقات العامة والإعلام بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن ان مناسبة اليوم الوطني مناسبة غالية علينا جميعا وهي تأتي لتؤكد حتمية التعاضد والتلاحم بين المواطنين والحكام لنتمكن بعون الله وتوفيقه من الوقوف في وجه الأعداء والحساد الذين لم يرق لهم ما ينعم به هذا الوطن من أمن ورفاه حتى يثيروا الفتن ويحدثوا البلابل التي يعتقدون انها ستنال من كيان الوطن وشموخه وهي أعمال أقصر من أن تطال بناء الوطن الشامخ المؤسس بفضل الله تعالى على أسس العدل والحق المستمدة من العقيدة الإسلامية الخالدة والمتعضدة بالأخوة الإيمانية الصادقة التي تقر الوفاء والإخلاص والتكافل والتعاون كقيم إيمانية راسخة وتنبذ الغدر والظلم والخيانة.
إننا نقف اليوم جميعاً لنتذكر الأحداث التي تعرضت لها بلادنا هذا العام والمتمثلة في التفجيرات الإرهابية بمدينة الرياض وما تلاها من اكتشاف الخلايا الإرهابية لنؤكد بشاعة هذه الجرائم وغرابتها على مجتمعنا العربي الإسلامي، ووجوب التصدي لها على كافة المستويات الفردية والأسرية والمجتمعية..
وحيث ان استفحال هذه الأعمال الإرهابية، أمر مستبعد في ظل يقظة حكومتنا الرشيدة ورجال الأمن البواسل ووعي مواطني هذا البلد الطيب وعليه فإن هذه الأحداث لن تؤثر بإذن الله تعالى على الاقتصاد الوطني بأي حال من الأحوال.
تحدث ل«الجزيرة» عبدالله بن ناصر العسكر عضو هيئة التدريب بمعهد الادارة العامة بالمنطقة الشرقية فقال: يمر اليوم الوطني على المملكة العربية السعودية وقيادتها ومواطنيها وعلى كل من حب هذه الأرض الطيبة وأهلها بمزيج من المشاعر. فهذا اليوم يجسد وحدة هذه الأرض وولادتها من جديد لتتبؤ مكانتها التي تليق بها بين أمم الأرض بعد ان كانت منسية لفترة طويلة ويجب ان نفرح وان نشعر بالاعتزاز بهذا اليوم وبجميع من ساهم في صنع هذا اليوم التاريخي العظيم وعلى رأسهم الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه.
أما حمدان بن زيد الشمري مدير فرع شركة الاتصالات في محافظة بقيق بالمنطقة الشرقية فيقول: الحديث عن اليوم الوطني قضية جيدة من حيث انها تربط الماضي بالحاضر وتعطينا رؤية حول أسئلة منها ماذا أنجزنا؟ وهل نحن نسير على الطريق لتحقيق الأماني والرؤى التي وضعها مؤسس الدولة؟.
أقول ان الملك عبدالعزيز رحمه الله أسس دولة مترامية الأطراف وأقامها على بنى من العقيدة ودعمها من حينه بالآليات التي يحتاج إليها.. بدءاً بالمؤسسات التي تقوم عليها الدولة حيث لم تكن هناك مؤسسات قد يكون في بعض المناطق كان يوجد بعض الجذور ولكن لدولة مترامية الأطراف تجمع شتات قبائل الجزيرة العربية فلم يكن ذلك موجوداً ففي آخر أيامه بدأت طلائع الدولة الحديثة تظهر في الصورة بتأسيس أول مجلس للوزراء وبعد ثلاثة شهور تولى الملك سعود وميزة الملك سعود انه كان مرحلة انتقالية في بناء الدولة الحديثة فكان يجمع الصفة الشخصية ويعمل من خلال الوزارة الجديدة، والدولة الحديثة من حيث هي منظومة إدارية واجتماعية تظهر في عهد الملك فيصل غفر الله له بمعنى انه أعطى صلاحيات أكثر للوزارات والوزراء بالتعامل في الشؤون اليومية وفي توسيع رقعة التنمية وبدأت هذه البرامج في خطط التنمية، فكرة الهيئة العليا للتخطيط بدأت من تلك الأيام وهذه أيضا بدأت في أواخر أيام الملك فيصل وبداية فترة الملك خالد ومن هنا بدأت الدولة تعمل في إطارها الحديث ثم جاءت الطفرة وبدأت خطط التنمية والدولة وفرت كل الإمكانات لمن يريد ان يعمل واستغلت إمكانيات موجودة لم تحجبها عن أحد هي التي أعطت دفعة توسع في التعليم على سبيل المثال وأدت إلى تحولات اجتماعية كبيرة جدا.
ان كل ما نحتاجه هو اننا كمواطنين ان ننظر هل نحن فعلا نواكب التغييرات هذه بنوعية عمل، بدافعية تحقق الطموحات الكبيرة لولاة الأمر، والحقيقة ان الكم شيء طيب ولكن حده قصير أما النوع فهو المطلوب بمعنى انه لكي تستمر مسيرتنا فلا بد ان يكون مستوى التعليم لدينا عالياً ومستوى الأداء أعلى والولاء والإحساس بأهمية هذه المنجزات جميعها والحفاظ عليها لا بد ان يكون متعمقاً وهذه هي المؤشرات التي تعطينا الاستمرارية كما كان يتصورها الملك عبدالعزيز.
كما علق الكاتب الصحفي الأستاذ فؤاد نصر الله قائلاً: أحب ان أبدي مساندتي لوطني المملكة العربية السعودية وافتدائي له بالنفس والولد، هذا البلد المترامي الأطراف، العظيم بوحدته، والقوي بتضافر أقطابه وفئاته وطوائفه، الخالد برجاله وقادته، وإنني لا أبغي سواه بديلاً، ولا أجد خيراً من قيادته الحكيمة التي دأبت على الارتقاء بهذا الصرح العملاق.
ويومه الوطني هو يوم لكل فرد ولكل حبة رمل ولكل نبتة زرع ولكل لثغة طفل، هو يوم يعيدنا إلى تاريخ موحده ولمه من شتاته وقطع دابر المجرمين والقتلة وقطاع الطرق الذين كانت صحراؤنا تغص بهم وبجرائمهم حتى وحد المغفور له عبدالعزيز بن فيصل تلك القطع المتناثرة وجمع فسيفسائها على كلمة واحدة هي كلمة التوحيد والوحدة التي تمثلت في المملكة العربية السعودية.
كما تحدث ل«الجزيرة» مدير عام الإدارة العامة لكليات البنات بالمنطقة الشرقية الدكتور سمير بن سليمان العمران قائلاً: يجسد اليوم الوطني تاريخاً مجيداً وملحمة وطنية بارقة بلم الشتات وتوحيد البلاد من الفرقة وصناعة يد واحدة بيد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه.
ان اليوم الوطني مناسبة تذكرنا بما تحقق من بطولات وانجازات وفي مثل هذا اليوم تتجلى فيه أهمية الوحدة الوطنية والالتفاف حول القيادة والعلماء للمحافظة على وحدتنا وعدم اختراق الصفوف سواء من الداخل أو الخارج ولإبراز الوجه المشرق الناصع للمملكة العربية السعودية إقليمياً وعالمياً للرد على الجعجعة الإعلامية الشرسة والمعادية التي تستهدف ترابطنا المنبثق من نبع ديننا الحنيف دين الإسلام والسلام.
ويضيف مدير عام الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالشرقية فضيلة الشيخ محمد بن مرشود المرشود قائلاً: يعتبر اليوم الوطني ذكرى مجيدة وبطولة تاريخية وملحمة خالدة لملم شتاتها وتنافرها وصهرها في بوتقة واحدة تحت راية واحدة وبلد واحد وشعار واحد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه ومن بعده سار على دربه أبناؤه البررة بخطى وثبات واثقة نحو الآفاق متجلجلة في أصقاع المعمورة المملكة العربية السعودية قبلة المسلمين ومأوى الأفئدة.
وأشار الشيخ المرشود إلى انه يجدر بنا استثمار هذه المناسبة الوطنية لإظهار الوجه المشرق للمملكة العربية السعودية في كافة الميادين الاجتماعية والثقافية والصناعية والتجارية وفق عقيدتنا وثوابتنا الأصيلة.
ودعا الشيخ المرشود في ختام حديثه الله تعالى ان يحفظ علينا ديننا وأمننا وأن يوفق قيادتنا الرشيدة لما يحبه ويرضاه وان يسدد على طريق الخير خطانا وخطاهم.
وأضاف مدير عام التربية والتعليم بنين بالمنطقة الشرقية الدكتور صالح بن جاسم الدوسري بقوله: يشير اليوم الوطني إلى تاريخ مجيد والى حقيقة ناصعة، فالتاريخ هو قيام كيان دولة «المملكة العربية السعودية» والتي تضمّ شتات القبائل والمناطق في الجزيرة العربية في لحمة واحدة تعني دولة حديثة معاصرة، تقطع بينها وبين التفرق والتشرذم.. أما الحقيقة الناصعة فهي ان شعب هذه البلاد ارتضى قيادته وبايعها وسار معها يساهم في ترسيخ كيان الدولة ويدافع عنه متخلياً، لصالح الدولة، عن مرجعياته القبلية والمناطقية والفئوية، فإذا الجميع مواطنون سعوديون تحت راية واحدة هي لا إله إلا الله، وتحت قياد واحدة قيادة حكيمة تتصف بالحنكة والسهر على مصالح الشعب وحماية الوطن من كل سوء. ونحن في هذا اليوم إذ نستذكر ذلك التاريخ وتلك الحقيقة، إنما للتركيز على مكتسباتنا التي جنيناها من هذا الكيان الموحد وعلى المواقف الإيجابية من الدولة نحو مواطنيها، بشكل يعزّز الثبات والثقة وإشاعة الاطمئنان والاستقرار ووضوح الهوية ورسوخ الانتماء في وقت تتخلخل فيه الموازين وتنزع فيه رياح الشر إلى بذر فتنها وإصابة وحدتنا الوطنية في مطعن يؤثر في قدراتنا ويشتت ما حرص مؤسسو هذا الكيان على تثبيته وإنمائه على مدى عقود طويلة حتى استحال بناء شاهقاً وطوداً شامخاً سوف يستعصي، بحول الله وقوّته، على هذه الخلخلة والرياح من ان تنال منه، أو تزحزحنا قيد أنملة عن قناعتنا كمواطنين أعضاء يقوم بهم كيان المملكة العربية السعودية، ويستمر صامداً، بإذن الله في وجه النزعات والأهواء التي تأتي من أي جانب يشعله الحسد وتحركه البغضاء ليسيئ إلى وحدتنا الوطنية.
وأكد مدير عام الشؤون الاجتماعية بالمنطقة الشرقية ابراهيم بن عبداللطيف العمير بقوله: مما لا شك فيه وبحكم انتمائي لشرف قدسية هذا الوطن الغالي من خلال المواطنة في ظل رعاية حانية وعطاء متواصل من لدن ولاة الأمر وفقهم الله لتطبيق شرعه نهجاً ودستوراً حتى بلغت ذرى المجد رفعة.
وانه لجدير بنا وعندما نتحدث عن هذه المناسبة ان نعود بالذاكرة لنلامس أدراج الماضي، لنطرح هذا التساؤل.. عن ما كنا عليه بالأمس.. وما نحن عليه الآن في هذا اليوم المشرق، تحت هذه القيادة الحكيمة التي انتهجت كتاب الله وسنة رسوله منهجاً ودستوراً بقيادة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وأطال في عمره ، وولي عهده الأمين حفظه الله ، والنائب الثاني حفظه الله .
كما أكد ل«الجزيرة» المستشار التعليمي بإدارة التربية والتعليم بنين بالمنطقة الشرقية عبدالرحمن بن مطلق العتيق ان اليوم الوطني مناسبة وتظاهرة وطنية عظيمة يهدف من خلالها بالدرجة الأولى تأصيل مفهوم الوطنية لسكان البلد، والاحتفال بهذه المناسبة هو إبراز وإظهار ما يكنه أبناء البلد من حب لوطنهم وتجديد للولاء والطاعة لولاة الأمر ورد الجميل للقيادة الرشيدة كما انه تجسيد للوحدة الوطنية.
وحكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين دأبت سنوياً بالاحتفاء بالذكرى الوطنية لتوحيد هذا البلد المعطاء وتأسيس كيانه على يد المؤسس والباني جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود غفر الله له وأسكنه فسيح جناته والذي اتخذ القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة منهج حياة تسير عليه الدولة في إدارة كافة شؤونها والذي سار عليه من بعده أبناؤه البررة.
وقال العتيق: ولكون الوطنية تعني التمسك بعقيدة وديانة البلد والارتباط بالأرض وتراب الوطن وطاعة ولاة الأمر واحترام عاداته وتقاليده وأنظمته والمحافظة على مدخراته وممتلكاته. فهذا يستوجب ان تنعكس سلوكيات قاطنية ومواطنيه من خلال تلك المبادئ في جميع تصرفاتهم اليومية سواء داخل البلد أو خارجه.
وأضاف ان ما تنعم به المملكة العربية السعودية في ظل قيادة حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين من نهضة وتقدم في كافة مجالات الحياة، وما حظيت به من تقدير واحترام عربياً وإسلامياً ودولياً على كافة الأصعدة الدينية والسياسية والتعليمية والاقتصادية والصناعية والتجارية.. لجدير ان يعكس ذلك بالإيجاب على أبناء هذا البلد في جميع تصرفاتهم داخل المملكة أو خارجها..
وأردف: فالمواطن السعودي خارج بلاده هو سفير لوطنه وتصرفه وسلوكه السليم المرغوب فيه الذي اكتسبه من شريعة وأنظمة وقوانين وعادات وتقاليد بلده دليل قوي على وطنيته وتمسكه بدينه وعقيدته واحترامه لوطنه ومليكه وتجسيد الوطنية وتأصيلها واجب على كل فرد وجماعة، سواء كانوا مواطنين عاديين أو رسميين كل يقوم بمساهمته وبدوره في حدود مجال عمله، فتأصيل الوطنية يساهم فيها كبار مسؤولي الدولة وأصحاب الفضيلة والعلماء والآباء والمعلمون ورجال الأعمال وأولياء الأمور بل والطلبة أنفسهم سواء داخل مدارسهم أو في المجتمع الذي تقع فيه تلك المدرسة وعلى رجال الإعلام بكافة مجالاتهم تقع المسؤولية الكبرى في تجسيد روح المواطنة من خلال ما يعد ويقدم من برامج لتوضيح معنى المواطنة وتأصيلها سواء على مدار العام أو من خلال الاحتفال باليوم الوطني.
كما ان للمعلمين نصيب الأسد في تجسيد مفهوم الوطنية لدى الناشئة من خلال استغلال وتوظيف الدروس ذات العلاقة والتي يجب ان يستغلها المعلمون خلال شرحهم لتلك الدروس، فعلاوة على وجود منهج لمادة التربية الوطنية في مدارس التعليم العام يوجد في كافة المناهج التي تدرس ما يشير إلى الوطنية في كافة صورها.
واليوم الوطني هو تظاهرة عالمية متابعة من كافة دول العالم وهذا مما يحتم علينا ان نبرز دائماً الوجه المشرق لبلدنا من خلال تصرفاتنا وسلوكياتنا التي تربينا عليها واستوجبها ديننا الحنيف واكتسبناها من مناهجنا التعليمية والتربوية واقتبسناها من ولاة أمورنا لنظهر للعالم أجمع ما وصلت إليه المملكة العربية السعودية وما حبانا به المولى سبحانه وتعالى على كافة الأصعدة.
وإبراز هذه السلوكيات الإيجابية في تجسيد الوحدة الوطنية دليل قاطع على دحض كافة الافتراءات والشائعات التي تحاك ضد دولتنا الحبيبة من خلال ما تفرزه بعض الوسائل العالمية من هجمات إعلامية معادية ومأجورة تستهدف إضعاف وتفتيت كيان هذا البلد المترابط والذي هو يجسد الشكر والثناء لخالق هذا الكون سبحانه وتعالى على ما أنعم علينا من دين وعقيدة إسلامية سمحة وما احتوته أرض هذا البلد من خبرات مكنوزة وان قيض الله لهذا البلد حكاماً ذوي بصيرة ثاقبة وبعد نظر اتخذوا من القرآن الكريم والسنة النبوية منهج حياة لإدارة شؤون البلاد.
كما تحدث معن بن عبدالواحد الصانع نائب رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالمنطقة الشرقية قائلاً: نحتفل هذا العام بيومنا الوطني وبلادنا تحث الخطى في مسيرتها التنموية المباركة بعزم وثبات رغم ما تشهده منطقتنا من أحداث جسام وما يشهد العالم من تحولات متسارعة، ان الأسس الراسخة التي وضعها الملك عبدالعزيز رحمه الله عند إعلانه تأسيس المملكة العربية السعودية ظلت هي النبراس الذي سار عليه أبناؤه من بعده فكان ولا زالت وستبقى بإذن الله عقديتنا الإسلامية المنار الذي نسترشد به في حياتنا وفي بناء مجتمعنا، واستطاعت بلادنا بفضل الله تجاوز مختلف المحن والصعوبات التي واجهتها في مسيرتها الحضارية وذلك بسبب التمسك بالثوابت وعدم التفريط بعقيدتنا وقيمنا الأصيلة.
ونوّه الصانع: ان اليوم الوطني مناسبة تذكرنا بما تحقق من انجازات وما نطمح إلى تحقيقه في المستقبل مستلهمين من هذه الذكرى الطيبة عزيمة الرجال المخلصين الذين حولوا بلادنا من صحراء قاحلة فقيرة إلى بلد عصري متطور يضاهي الدول المتقدمة التي سبقتنا في التطور بعشرات السنين، وبقدر ما ننظر إلى الماضي باعتزاز فاننا نترقب المستقبل بكل ما يحمله من تحديات خاصة في عصر العولمة وتطور وسائل الاتصالات التي جعلت المعلومات تتدفق بسرعة متناهية فأصبح العالم قرية صغيرة.
وقال ان ما نملكه من رصيد حضاري وعقيدة راسخة ستمكننا بإذن الله من تجاوز كل الصعوبات وتمكننا كذلك من حوار الآخرين وطرح آرائنا وأفكارنا بثقة كبيرة وإيمان لا يتزحزح بقيمنا الإسلامية الخالدة.
ان بلادنا وهي على أبواب الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية ستواجه تحدياً كبيراً يحتاج منا إلى شحذ الهمم وتطوير جميع مرافقنا الاقتصادية لنتمكن من المنافسة والاستفادة من الفرص التي ستتهيأ لنا عند دخولنا هذه المنظمة العالمية.
وأضاف: ان اليوم الوطني مناسبة عزيزة علينا جميعاً نجدد فيها الحب والولاء لقيادتنا الرشيدة وننقل للعالم الخارجي صورتنا الداخلية المشرقة حيث يلتف الشعب حول قيادته الحكيمة ويبني مستقبله الزاهر بإذن الله بهدى من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
واختتم حديثه بقوله: ان بلادنا ولله الحمد تحقق الإنجاز تلو الإنجاز وتتبوأ مكانة مرموقة بين الدول بفضل من الله عز وجل ثم بحنكة القائد الوالد خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله جميعاً وستظل بلادنا بإذن الله قبلة المسلمين ومحط أفئدتهم. فهنيئاً لقيادتنا ولشعبنا السعودي بيومنا الوطني أعاده الله علينا وبلادنا ترفل بأثواب العز والمجد والتقدم.
من جهته قال مدير إدارة التعليم الموازي بإدارة التربية والتعليم بنين بالمنطقة الشرقية عبدالله بن عيد الهدباء: تفتخر معظم الدول بوحدتها ونبذ عوامل التفرقة والانحطاط.. ولقد كانت نظرة الملك عبدالعزيز رحمه الله للمستقبل البعيد حول أهمية توحيد البلاد نظرة ثاقبة تتم من إدراكه لأهمية الوطنية والالتفاف حول شعار يجب ان يرفع أمام تحديات الآخرين، ليس بالقول بل مدعما بالعمل.. وهذا ما تحقق بالرغم من الأمواج والعواصف الشديدة التي تثار حوله نتيجة معتقداته وما حققته من مكتسبات وخطه الشريف الذي يسير عليه.
ان الوطنية ليس شعاراً يحمل وكلمة تقال انما عمل صادق فالأساس في حب الوطن حب أرضه بتضاريسها وناسها بمختلف انتماءاتهم القبلية والطائفية والفكرية يأنس بهم ويخاف عليهم.. الانتماء للوطن يجعلنا نسعى لكي نكون رواداً في مجالات مختلفة وليس قوما تبعا ولن نستطيع تحقيق ذلك ما لم تمتزج أرواحنا ببعضها نحمل بعضنا بعضا لا شرقية ولا غربية لا شمالية ولا جنوبية إنما مصالح مشتركة تنبذ الذات . ان اليوم الوطني لا بد ان يولد لدينا الإحساس بالانتماء والالتفاف بكل ما يتعلق بهذا البلد وإبراز مكانته في جميع المحافل فعزته من عزتنا.. وخلقنا له مرفعة يرفع من قيمتنا لدى الأمم الأخرى. ان السلوك القويم والرغبة الصادقة في إعطاء الآخرين الإحساس بتكاتف هذا المجتمع وقناعته التامة لضرورة رفع شأنه سيغضبهم ويدفعهم للعمل من النيل منه والتقليل من شأنه والوقوف في وجه وحدته وتطوره.
ويضيف رئيس وحدة تحقيق الأحداث بالدمام النقيب عبدالعزيز بن ابراهيم العثمان قائلاً: الحمد لله رب العالمين الذي خلق الإنسان لعمارة الأرض واستخلفه فيها. ان في هذه المناسبة والفرحة التي تعم أرجاء الوطن من شماله لجنوبه وشرقه وغربه انها ذكرى اليوم الوطني. وان هذا الوطن بني على أساس متين وترابط بين أفراد مجتمعه وشرائحه المختلفة وفي ظل حكومة عادلة شرعها ودستورها كتاب الله عز وجل وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وان لليوم الوطني ذكرى عبقة ومفخرة بين الماضي العريق والحاضر الذي أبهر كل من تابع نهضة الدولة فسر بها الصديق وضاق به العدا وان كيدهم ضعيف لأن هذا الوطن أنعم الله عليه بقيادة هم أهله للتوحيد ومن سلالة حاكم الجزيرة وان ما تنعم به هذه البلاد من نعم عظيمة جعلها تكون مقصدا لمن يريد إثارة الفتنة من الحاقدين والمنافقين. ان من يسعى لهذا سوف يكون مفارقاً لجماعة المسلمين وسوف يكون عمله وبالاً عليه وحسرة في الدنيا والآخرة.
وان الحديث عن هذا اليوم الوطني يجعل الإنسان يشعر بتقصير وعدم إعطاء ذلك الموضوع حقه لأن التعبير في حبه والحنين له لا يوصف في عبارات وانه شعور عميق داخل النفس كالنهر الذي يتدفق ويتجدد. فلك الحب والوفاء يا وطني يا مهبط الوحي وقبلة المسلمين وأدام الله لنا قادتنا آل سعود الميامين ملوكا عظماء سطر التاريخ لهم المجد النقي حكموا بكتاب الله تعالى وسنة نبيه فكان هذا الوطن العظيم. ونسأل الله ان يديم علينا قيادتنا ووطننا أمناً شامخاً والى الأمام دائماً يا وطني.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved