|
|
سمت الغاية التي هدفت إليها القيادة السورية فوق شبهات المحاباة وأباطيل التضليل وضغط الخارج الذي يريد استثماركل رأي مخالف لتوسعة شرخ جدار الوطنية، حيث بإلقاء لمحةٍ عاجلةٍ على التشكيل الوزاري الجديد الذي أعلن عنه مؤخراً نجد أن القيادة استجابت فقط لتلبية رغبات الرأي العام الداخلي الذي صبر وتململ طويلاً في انتظار فرج قريب يُريح الناس مما كان يتحدثون عنه همساً وخلف أبواب الغرف البكماء إلى رحاب فضاءات الكون الفسيح وعبر شاشات التلفزة وعلى بساط صاحبة الجلالة وفي المقاهي والمساحات الرحبة وأماكن التنزه ودواوين الحكومة، ولا غرابة أبداً في ذلك مادامت الدولة السورية ارتضت الانفتاح بدلاً عن الانغلاق وأجواء الحوار بدلاً عن صم الآذان، وفي وضع كهذا لابد أن تظهر العافية السياسية على كثير من دواليب العمل الحكومي أمام جدية الرقابة والمحاسبة والعتاب المصحوب برياح التغيير، ودائماً ما ترتبط مصالح العباد بسنة التبديل والتحويل والنقل والإبعاد والمحاسبة متى ما اشتم الراعي رائحة الفساد تنبع من دائرة ما وحسناً فعلت القيادة السورية بصنيعها الأخير فلم تتوان أبداً على اتخاذ ما رأته مناسباً حينما تواترت الأنباء عن ضعفٍ ووهن في أداء الحكومة السابقة إضافة إلى ما ظهر للعيان من قصور وفتور في الأداء الوزاري وكل ذلك كان مصحوباً بمعضلة الشعوب الكبرى ودائها العضال وعلتها المزمنة «الفساد» الذي أصبح كلمة تثيرالاشمئزاز والتقزز كأنها جُلبت من معاجم اللغة لتطبع على جبين الحكومات العربية إلا من رحم ربِّي. |
![]()
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |