Saturday 11th october,2003 11335العدد السبت 15 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وثقتها عدسة « الجزيرة » وثقتها عدسة « الجزيرة »
12 ساعة على الحدود اليمنية تكشف أبرز «حيل» المهربين

  جازان - إبراهيم بكري:
عشر ريالات فقط تمثل قيمة لعبور الحدود السعودية اليمنية والعكس، وهذه العشرة ريالات أصبحت تجر على المملكة أخطاراً جمة باتت تعاني منها كثيراً. عمليات تهريب أسلحة ومخدرات وسيارات ومواشي تحمل أمراضاً ومجهولي هوية وحتى الإيدز أصبح من ضمن واردات هذه الصفقات المشبوهة.
والتهريب عموماً أصبح له عالم مختلف تزداد مؤشرات «ذكائه» وطرقه يوما بعد يوم. ومهما اختلفت أنواع التهريب إلا أن جميع طرقها تتفق في خطورتها على وحدتنا وقيمنا وأمننا وصحتنا وغيرها.
أما السعي لكشف هذه العمليات السرية والخطط والاستراتيجيات سيكلفك دفع حياتك كضريبة لهذه المحاولة لو كشف أمرك و«خيانتك» للمهربين.
الجزيرة خاضت غمار هذه المغامرة الجريئة واستطاعت أن تقضي 12 ساعة داخل الخط الحدودي وسط لهيب الشمس المحرقة لكشف الحقائق والمعلومات السرية عن هذه الصفقات المشبوهة وخرجت بالعديد من الانطباعات والأسرار.
فرغم الجهود الأمنية المكثفة للحد من ظاهرة التهريب إلا أن جغرافية هذه المنطقة تحول دوماً دون إنهاء الظاهرة، لنشير الآن للأمكة ونوثق هذه الجولة بصرياً بعدسة الجزيرة.
ما أن أشرقت الشمس فجراً على منطقة جازان وبدأت الطيور تخرج من أوكارها بحثاً عن الرزق، بدأت الجزيرة بمسابقتها بحثاً عن الحقيقة على بعد 85 كلم من مدينة جيزان حيث تقع الحدود اليمنية.
وقبل منفذ الطوال السعودي على الحدود اليمنية بخمسة كيلو مترات اتجهت إلى اليسار صوب القرى الحدودية السعودية في أكثر الطرق خطورة في هذه المنطقة وعندما وصلت للمحطة المقصودة أوقفت سيارتي في مكان آمن لأن سرقة السيارات وتهريبها في هذه القرية من الأمور التي تسهل على مرتادي هذه الأمور.
وبدأت بالسير على الأقدام لمدة عشر دقائق فوصلت لمنطقة رملية يوجد بها عدد كبير من «الحمير» المدربة على فنون التهريب والتسلل. شاهدت العديد من المهربات تدخل للأراضي السعودية وشعرت بضرورة تبليغ الجهات المعنية فأخرجت جوالي لكي أبلغ لكن للأسف هذه القرى السعودية تعمل بالشبكة اليمنية.
فواصلت جولتي صوب المنطقة الحدودية وقدمت نفسي على عدد من المهربين والمتسللين على أني تاجر مواشٍ وأرغب في تهريبها من الأراضي اليمنية إلى الأراضي السعودية فوافق أحد المهربين ويدعى صالح على مساعدتي وتيسير دخولي للأراضي اليمنية فدفعت عشرة ريالات قيمة تذكرة ركوب الحمار وبعد خمس دقائق من السير بين الأشجار بعيداً عن عيون رجال الأمن السعودي اقتربت كثيراً من الأراضي اليمنية وأصبحت على الخط الحدودي.
وبدأ الخوف يتسلل بداخلي فطلبت من دليلي التوقف لأني أخشى دخول الأراضي اليمنية بطريقة غير نظامية عندها سأدفع ثمن ذلك غالياً. وبالرغم من محاولات وصف الوضع بالعادي قررت عدم مواصلة المغامرة والتوقف خلف الأشجار. ولكي أتفق مع رعاة الأغنام اليمنيين على تهريب المواشي إلى الأراضي السعودية، عقدت صفقة سرية مع أحد الرعاة يدعى علي لتهريب 300 رأس من الأغنام واتفقنا على ذلك وبعد مفاوضات وجدال على المبلغ المقرر وقام الراعي اليمني علي بنفسه بمساعدتي بإيصالي إلى أشهر المهربين للمواشي بدأ المهرب اليمني المشهور بلقب أبو أحمد بعرض خدماته تهريب رأس الغنم بمبلغ ريالين لكن بدون تحمل مسؤوليتها عند القبض عليها.
وعلمت بأن هناك تهريباً للماشية والأغنام بالتأمين وضمان وصولها وتعويض صاحبها عند القبض عليها بمبلغ خمسة ريالات للرأس الواحد وتم الاتفاق على ذلك وإحضار المبلغ الأسبوع القادم للقيام بعملية تهريبها للأراضي السعودية.
وأثناء عودتي للأراضي السعودية رصدت مشاهد عديدة منها أنه هناك حمير مدربة على التهريب بمفردها وتميز ملابس رجال حرس الحدود السعودي وتهرب منهم صوب الأشجار الكثيفة وبطون الأودية.
وبالرغم من انتشار الجهات المعنية بشكل مكثف على الخط الحدودي، إلا أن هناك ثغرات يعرفها المهربون والمتسللون. قد يعتقد البعض بأن المهربين يتقاضون مبالغ كبيرة، بل على العكس تماماً مبالغ بسيطة جداً لا تتجاوز العشرات من الريالات هي كل قيمة صفقاتهم هذه. فقرهم الفاحش جعلهم يخاطرون بأرواحهم وأعمارهم.
أما أهم حيل المهربين فهي استخدام الأطفال والنساء للتهريب من أجل كسب تعاطف المواطنين ورجال الأمن في الجهات المعنية.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved