يحاول بعض ممن وهنت فرقهم الكروية أو ابتعدت طويلاً عن منصات البطولات والتتويج التخفيف من وقع ذلك على انفسهم بترديد عبارات تعكس مقدار اليأس والإحباط الذي أصابهم كقولهم مثلاً: «لقد هبط مستوى الكرة السعودية».. «لم يعد الدوري مثيراً وجذاباً كالسابق».. «الدوري السعودي أقوى دوري عربي كذبة وصدقناها».. «الدوري في قطر والامارات سيسحب البساط من الدوري السعودي».. إلى غير ذلك من الكلام الفارغ من الحقيقة والمنطق ولكنه ينفس فعلاً عن الدواخل المأزومة والمهزومة ويزرع عن كواهلها تراكمات الإحباط الثقيلة.
أما الحقيقة التي لا تقبل النقض أو الجدل فهي أن الدوري السعودي لا زال قوياً وجذاباً ومثيراً ولازال الأقوى عربياً ولا يمكن لدوري الإمارات أو قطر أن يسحب البساط منه. فالدوري السعودي دوري عريق يتكئ على سلم منافسات طويل يشارك به أكثر من (150) نادياً ولايمكن لدوري آخر يتكون من عشرة أندية ان يتفوق عليه مهما جذب من النجوم العالميين لأن هؤلاء سيغادرون حتماً بعد موسم أو موسمين وسيظهر كل دوري على حقيقته بعيداً عن حالات التجميل والتزويق المصطنعة والمؤقتة.
أما التفوق الذي نعترف به لأولئك الأشقاء في الخليج أو حتى للمنافسين في قارة آسيا فهو التفوق الإداري.
نعم هم يتفوقون علينا بالإدارة والقدرة الفائقة على توظيف استثمار الموارد المالية والبشرية خير استثمار وبأساليب علمية وعصرية واعية. أما نحن فمتخلفون عنهم كثيراً في مجال الإدارة حيث ندير أنديتنا بأساليب بدائية جداً تتسم بالكثير من الارتجال والعشوائية وضعف الرؤية.
فلو توافرت لأنديتنا بيئات إدارية علمية وعصرية في ظل ما تضج به من مواهب وعناصر ولاعبين تمثل ثروة رياضية كبيرة وما يدعم ذلك من بنى تحتية هائلة وقاعدة جماهيرية عريضة ومصادر مالية متعددة ومتنوعة لأصبح وضع وحال ومستوى أنديتنا وفرقنا مختلفاً تماماً.
إن كرتنا بخير ونجومنا وفيرون ودورينا هو الأقوى والأفضل لكن للأسف إدارتنا عليلة.
| 
