Monday 13th october,2003 11337العدد الأثنين 17 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

نائب رئيس اللجنة السياحية لـ «الجزيرة»: نائب رئيس اللجنة السياحية لـ «الجزيرة»:
السياحة الداخلية تشهد نمواً مطرداً والمؤشرات تؤكد نجاح المهرجانات
الدعم الحكومي سيضاعف مشاركة القطاع السياحي في الناتج المحلي إلى 10%

* حوار : صلاح الحسن
جاءت أحدث المؤشرات السياحية في المملكة للعام 2002 لتؤكد ضخامة هذا القطاع وأهميته وهي مؤشرات لازالت تمثل الحد الأدنى لحقيقة هذا القطاع الذي يحتاج فعلاً للدعم الحكومي.
«الجزيرة» بدورها التقت أ/محمد بن ابراهيم المعجل نائب رئيس اللجنة الوطنية للسياحة بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض حيث كشف أبرز المقومات السياحية وآليات العمل السياحي وحجم التعاون والتنسيق في هذا القطاع وتفسير ظاهرة المهرجانات السياحية فكان هذا الموضوع.
أبدى نائب رئيس اللجنة السياحية بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض / محمد بن ابراهيم المعجل عن عدم رضاه تجاه الدعم الحكومي للقطاع السياحي وقال في حوار خاص ل «الجزيرة» إن الدعم الحكومي لا يزال أقل من الطموح المأمول بالرغم من قوة القطاع السياحي الذي يبلغ حجم استثماراته في المملكة أكثر من 25 مليار ريال وتصل نسبة مشاركته في الناتج المحلي إلى 5 ،5% أي أقل فقط ب 2 ،0% من حجم القطاع الصناعي الذي يبلغ 7 ،5% من حجم الناتج المحلي وهذا مبرر رئيس لأهمية دعم قطاع السياحة في المملكة الذي بات في تطور مستمر وبمؤشرات ملموسة وبناء ثقة المواطن بأن السياحة الداخلية لها مضمونها وخصوصيتها عن المفهوم الخارجي وهي سياحة متقيدة بالأصول الشرعية تتناسب مع خصوصية المجتمع السعودي فنحن نعيش طفرة سياحية فقد زادت المتنزهات والمهرجانات والفعاليات الدورية وأعداد الفنادق الفخمة والشقق المفروشة والمنتجعات السياحية في غالبية مناطق ومدن المملكة وهذا تنوع إيجابي يصب في مصلحة الاقتصاد بشكل عام.
أوجه الدعم الحكومي
بالنظر لحجم مشاركة قطاع السياحة بالناتج الإجمالي فهو ضئيل وبالرغم من تدني الدعم الحكومي فمع ذلك فهو يقارب من حجم القطاع الصناعي بأكمله وإذا ما كان هناك دعم واضح وقوي فسوف نصل لضعف هذا الرقم أي ما يعادل 11% وهو مؤشر قوي ومبرر هام يجب التركيز عليه وبسرعة فهناك عوائق اجرائية وهيكلية وتنظيمية بالرغم من أن القطاع السياحي يعتبر من أكبر مستقطبي الكفاءات البشرية المحلية وهو موظف رئيس للكوادر السعودية ومنبع لإيجاد الفرص الوظيفية وتنمية المجتمع ومن أهم مقومات الدعم منح الأراضي بإيجارات رمزية ولآجال طويلة كما هو معمول به خارجياً فالمشاريع السياحية تعمل على تنمية وإحياء المناطق وهي داعم لإنشاء البنى التحتية مثل المدارس والمرافق العامة ولا أدل على ذلك من تجربة عشناها نحن (والحديث للمعجل) في مدينة الرياض فقد أنشأنا متنزها في عام 1404 بشمال الرياض وكانت المناطق المجاورة عبارة عن أراض بيضاء وخلال أقل من سنتين بدأ النمو والعمار والتطوير حتى صار المتنزه يتوسط تلك المنطقة. وهذه المشاريع تعتبر تنموية بالدرجة الأولى والواقع يعكس ذلك وهناك مشاريع أخرى في العديد من مناطق المملكة تؤكد هذه النظرية ومن أوجه الدعم تخفيض التعرفة الكهربائية أسوة بالقطاع الصناعي وتخفيف القيود الإجرائية.
مقومات القطاع السياحي
تمتاز المملكة بتنوع جغرافي ليس له مثيل وبيئات تختلف باختلاف الأجواء والمواسم. سواحل رائعة وصحارى شاسعة وأودية وجبال وجزر ومنشآت ذات أطر معمارية متميزة وشبكة طرق ومواصلات متعددة وهذه ميزات ومقومات تؤكد أهلية هذا القطاع وأهمية دعمه وإيجاد الحلول للمعوقات التي تعترض نموه وتطوره والملاحظ أن الدول المجاورة سبقتنا بالرغم من وجود المقومات الأساسية للسياحة التي تتمتع بها المملكة وهنا لي وقفة (والحديث للمعجل) فهناك دور إعلامي مهم جداً في عكس الواقع السياحي المشرق وهو بكل أسف لم يصل لدرجة المواكبة الإيجابية وأتمنى أن نرى اهتمام ومبادرة من الإعلام السعودي المتخصص في سد هذه الثغرة.
المستقبل والرؤى المتوقعة
في الحقيقة نحن نعتمد على الله سبحانه وتعالى ثم على جهود الهيئة العليا للسياحة ومنهجيتها العلمية في هذا الواقع واستشراف مستقبل زاهر ومتميز ونحن مستعدون للتحدي ومواصلة المشوار للتطوير وانماء هذا القطاع وتقديم واجهة سياحية تتواكب مع النمو المتزايد وبشكل إيجابي.
الواقع السياحي في المملكة
شهد الواقع في الفترة الأخيرة نمواً وتطوراً ملموساً يشعر به الجميع وشهدنا تزايدا في أعداد السياح من داخل المملكة وخارجها ولا نستطيع أن نغفل التطورات المتلاحقة في المنطقة وانعكاسها الإيجابي على هذا القطاع ونلاحظ الاتجاه العام للسياحة الداخلية وازدهارها واهتمام أمراء المناطق بشكل مباشر في إعداد وإقامة المهرجانات السياحية في مناطق المملكة فالدعم جاء بجهود فردية ومبادرات شكلت عنصرا أساسيا في التطور خاصة أنها جاءت من رأس الهرم وبمشاركة فاعلة من رجال الأعمال لتنشيط الفعاليات السياحية وهذا مؤشر ننظر له باهتمام بالغ وحيوي ونأمل أن يكون هناك تنسيق وتكامل في الجهود فمستوى التعاون الآن بسيط جداً ولا يرقى لما نأمله ويفترض أن يكون هناك حد أدنى للتنسيق وإيجاد البرامج المتناسقة مع الميزات النسبية لكل منطقة وربطها بالمواسم فمثلاً السياحة المرتبطة بزيارة الأماكن المقدسة مكة المكرمة والمدينة المنورة وإيجاد برامج مدروسة لزيادة الفعالية وكذلك الاهتمام بمواسم الإنتاج مثل الورود في الطائف والسياحة المرتبطة بالتاريخ العربي والآثار الثقافية مثل موقع الأعشى في الرياض وجرير في رماح والحطيئة في مرخ قرب الزلفي فهي مقومات تاريخية تتمتع بمساحة واسعة تمتد على مدى العالم العربي والإسلامي وذات أبعاد عديدة طبعاً مع التحفظ على بعض المناطق خشية التطور السلبي والتي فيها محاذير شرعية والتركيز على المناطق التاريخية التي لا تدخل في هذا النطاق فالمقصود السياحة الثقافية فهي تحظى بمتابعة واهتمام على مستوى شريحة كبيرة في العالم العربي وهناك أيضاً المصمك ومدينة الدرعية وهناك العديد من المواقع المرتبطة بأحداث مهمة فقط تحتاج لتنسيق واهتمام وهناك محاولات محدودة في سبيل استثمار هذه المواقع وهو أمر صعب على الجانب الحكومي ومكلف ولكن لو تخصص وتحول لمنتجات استثمارية مع الاحتفاظ بملكيتها للدولة.
مفهوم السياحة والواقع
نعمل على التركيز على السياحة الأسرية وهذا ينسجم مع قوة الروابط الأسرية في المجتمع المسلم والسعودي خاصة مع التأكيد على الجانب الرقابي الاجتماعي من ذوي الصلاح والخير ولا نواجه أية مشكلة في هذا المجال فهيئات (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) تقوم بدور ناجح ووقائي يسهل نجاح هذه الفكرة ولا يمكن أغفاله وهناك فرق كبير وشاسع بين المفهوم الخاطئ للسياحة في الخارج والسياحة الداخلية المرتبطة بخصوصية مجتمعنا السعودي المسلم.
الأسعار
لقد ارتبطت السياحة الداخلية مع بدايتها بفكرة ارتفاع الأسعار وإذا كانت في ذلك الوقت حقيقة فهي الآن مجرد نظرة خاطئة ليس لها من الصحة فالأرقام والإحصائيات تؤكد مناسبة الأسعار وأنها في متناول الجميع وقد يكون هناك ارتفاع في بعض المواقع لارتباطها بالموسمية ولكن بوجه عام فالأسعار مناسبة والمنتجات السياحية متاحة للجميع وقد ساعد التنافس والنمو المتزايد للسكان واكتمال البنى التحتية على خفض الأسعار واستقرارها.
الرياض واجهة سياحية
قد يستغرب البعض من أن تكون الرياض منطقة جذب متميزة للسياحة وهذا ما شهدناه بعد تجربة البرنامج السياحي لهذا العام فالرياض تستحوذ على أكبر نسبة لعناصر الجذب السياحية في مناطق المملكة تتجاوز اثني عشر مقوماً منها (المجمعات التجارية الفخمة -الفنادق المتميزة، المتنزهات والمنتجعات السياحية، المطاعم الراقية) الأسواق ذات الأبعاد التاريخية، البيئة الصحراوية فجميع هذه المقومات وغيرها تعطي الرياض أبعادا ورؤى عالمية بجميع المقاييس ولكن الإعلام لم يعطها حقها في هذا المجال وركز على كونها عاصمة الحكم والأعمال والرياض هي عاصمة الحكم والسياحة والأعمال فعلاً .
وقد لمسنا مؤشرات مشجعة هذا العام ونجحنا في إيصال رسالة عكست الواجهة السياحية للرياض وسنعمل مستقبلاً على تطوير وتأطير هذه الجهود وإعداد أدلة سياحية لمدينة الرياض فقد اتضح أن السياحة في الرياض غير مكلفة ولها خصوصية وتنوع يضاهي بكل المعايير المدن السياحية العالمية ولكن تحتاج فقط إلى دعم خدمي وهيكلي وتنظيمي وإعلامي.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved