Monday 13th october,2003 11337العدد الأثنين 17 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

العقيلي يرد على الكريديس العقيلي يرد على الكريديس
لعلَّك خُضْتَ الغمار.. وحصلت على اللآلىء الكبار

أخي الحبيب محمد الكريديس في عدد الجزيرة «11330» ليوم الاثنين العاشر من شعبان 1424هـ ورد مقالك صارخا فكنت جوابه صادراً.. وما ان قرأت المكتوب حتى تركت الخطوب.. وسلكت في العزيزة الدروب ارد هذا المكتوب.
اي اخي: خلق الله القلم واللسان.. والبنان.. والبيان.. آلات له في شكر بلائه.. وللنشر ماتواتر الينا من نعمائه.. فكان حقاً علينا نحن كتاب العزيزة شكره على عطائه.. وان نلزم كل ذي دين وادب رصين.. اي اخي: ما اجمل ما كتبته.. وفي العزيزة اودعته.. ومن النصح اوجزته..!! هو من حسن البيان.. وقليلاً ما يتردد على اللسان..!!
لقد حضرني الكلام.. حتى صار سهماً من السهام.. ابحث عن الكلام السبط.. وليس لعجز عن صناعة السبك..!! ومن خلال كتاباتي للعزيزة لم احجم عن الاقدام بل ارود الاتمام.. فلله الحمد.. فلا انا وقعت في التعويق.. ولا تهت كيف الطريق..!!
وهنا اقول لك اطمئن يا عزيزي: فنحن هنا.. همنا التأكيد على تهذيب العبارة.. وباهدافنا السليمة وهمومنا الاسلامية نجريها مجرى العبادة.. فالصدق والامانة ان شاء الله في اخلاقنا مؤتلفان.. وفي سطرنا توأمان..!! افلا تعلم اننا ندخل العزيزة على من يحارب مبادئنا وعاداتنا الاسلامية بالقلم كالسنان.. وهذا هو حرب اللسان..!! نحن هنا يا اخي نأنس بالكتابة ونجري احرفنا على اسطر العزيزة وفي ركضها رشاقة.. وفيها سلامة... ومنها ما يحمل البلاغة!! فلا عجب ان نختار من الاحرف والكلمات والمعاني ما صفا جوهره.. وزكا عنصره.. وكمل انقه.. وحسن رونقه!! ونكتب على رأي نقديِّ كل ما من شأنه ان يرقى بالادب ويسهم في تجديده.. وفي تطويره.. ولك ان تعلم بان كل ما يختطه كل كاتب في العزيزة يعد منهجاً يبرز فيه الكاتب نفسه.. اديباً او ناقداً.. له ذوقه الخاص وحسه المرهف وثقافته الواسعة..!! نحن نكتب.. وننأى في القراءة لمن يهرف بما لا يعرف.. وهمنا اختيار الفاظ جزلة فخمة.. بليغة.. مغلقة بالفائدة.. بعيدة عن الابتذال.. وهذا بلا شك ينمي من ثروة القارئ اللغوية.. ويزيد من مخزونه.. الثقافي.. من المفردات اللغوية..!!
كفاها يا اخي انها تربى عندنا الحس اللغوي المتأدب.. فاهتماماتنا تصل الى ان نرقى بادبنا الى مدارج النضج والنماء..!!..
وها انت ترى.. وتقرأ العزيزة.. اصبحت الآن معظمها بالفاظها المصفاة.. وحيناً في كلماتها المقفاة ولا عجب ان تميل الى المنثور اكثر من ميلها للمنظوم.. وانما اطعمت بالمنظوم لتكون لها كالحلي.. على جيد المرأة الحسناء..!!
اعلم وتعلم.. ان العرب عنيت بقوافيها في تهذيب الفاظها ومعانيها! وها نحن نسعى لذلك في العزيزة.. مما دعا القراء.. لانتجاعها.. والكتاب لاجتذابها.. وها انت جربت.. وكتبت.. «فلعلك خضت الغمار.. وحصلت على اللآليء الكبار!!!».
هذه العزيز.. وهاؤم.. الكتّاب.. والقراء.. رتعوا في نعيمها.. هبت لهم نفحات رياضها.. وعبقوا نسيمها!! وهتفت بهم خطرات رياحها.. فغازلتهم كلماتها في الاسحار!! واطربهم جرس احرفها.. حتى غدوا اطيارها في الاشجار..!! «كلامهم يمرع!! والقارئ الى نزفهم يهرع!!»
شاهدوا في العزيزة براعة الكتَّاب.. ودماثة اخلاق الاصحاب..!!..
نعم هذه العزيزة: رحل عنها من رحل.. حتى غدت قلوبنا عليهم في وجل.. وهاهم عادوا غير الذي كانوا.. وتميزا عن امثالهم وبانوا..! ولا يكاد يرحل عن «العزيزة» الا بقلوب عليها آسفة.. وألسنة لنبضها ومدادها واصفة.. وعيون عليها دامعة.. وصبابة اليها دائمة!! هي الحقيقة حينما نفقد غالياً في العزيزة!! وهي حقيقة ماثلة..!! ولمن غاب قمره اقول عد الينا.. فنحن في شوق لهمسك.. عد واكتب لنا..!!..
محدثكم غادرها غير مرة.. حتى جرعت من فراقها كأساً جد مرة!! ولم ازل التفت لعزيزتي.. وكتَّابها تلفت الحيران.. واتلهف عليها تلهف الحران.. ولا غرو ان اكلف بها.. واكمد لبعدها.. فلو لم يكن لي من محاسنها السابقة.. وعباراتها الرائقة.. ومناقبها الباهرة.. الا ما لبسته من مفاخر اقلام الوزراء والمسؤولين من مزاحمة..!!
«عزيزتي كلماتي.. على بابك.. اشعلتها يامحمد كلماتك.. ولاصدقاء حرفي محاسن ومناقب.. لاتصفها والله المناطق.. ولا تسعها المهارق!! ولكنها الكلمات التي امتزجت با لمهجات!! فها أنذا يا اخي محمد أستنشد النور من كلمك.. والمحاسن من سجعك.. ولي في ذلك بلاغ الى ان ارى نبضك.. وحرفك فانت في ذلك صيرف الكلام وصيقل الافهام انست بوجودك ووجود قلمك.. انست بشواردك وغنيت بغرائدك من كلمك..!!
وهاانذا اختم مكتوبي لك وللقراء الكرام.. معتذراً من الاخلال.. لما تخوفته من الاملال.. فكفاني وكفاك وكفى رفاق دربي.. اننا نروم الى صحة هدف المقال.. وايجاز المقال.. ولك الشكر ينثال... ولمن قرأ هذا المقال..!! فعسى ان اكون فككت من الحرف والكم.. اسراك..!! وكتبت ما ارضى الله ثم ارضاك.. والله عز وجل يرعاني ويرعاك..

سليمان بن ناصر عبدالله العقيلي
معلم بمتوسطة صقليه

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved