Tuesday 21st october,2003 11345العدد الثلاثاء 25 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

نيابة عن سمو ولي العهد نيابة عن سمو ولي العهد
الأمير سلمان يرعى احتفال دارة الملك عبدالعزيز بمناسبة مرور 30 عاماً

  نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني يرعى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز الاحتفال الذي تقيمه دارة الملك عبدالعزيز اليوم الثلاثاء بمناسبة إكمالها ثلاثين عاماً.
ويدشن سموه خلال الحفل المرحلة الثانية من مشروع حفظ المصادر التاريخية وشبكة المعلومات التاريخية الوطنية الإلكترونية وذلك بقاعة الملك عبدالعزيز للمحاضرات بمركز الملك عبدالعزيز التاريخي بالمربع.
وأعرب صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز عن اعتزازه بتشريفه هذه المناسبة نيابة عن سمو ولي العهد الذي يدعم ويشجع كل أنشطة الدارة وبرامجها العلمية وجهودها الوطنية وذلك امتداداً للدعم غير المحدود الذي تحظى به الدارة من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني الأمر الذي مكن الدارة من تحقيق الكثير من أهدافها على صعيد خدمة التاريخ السعودي والعربي.
ويتضمن الاحتفال تكريم الرؤساء السابقين لمجلس إدارة الدارة وكذلك الأمناء العامين السابقين وأيضاً المساهمين بوثائق تاريخية ومخطوطات وروايات شفهية أثروا بها مركز الوثائق والمخطوطات ومركز التاريخ الشفهي بالادارة.
وسيقام على هامش الاحتفال معرض الدارة في ثلاثين عاماً ويتضمن استعراضاً مصوراً لمسيرة الدارة وأهم ما أنجزته من مشروعات وموسوعات علمية ونماذج من المخطوطات والوثائق والمجلدات النادرة المحفوظة لديها وكذلك نماذج من إصدارات الدارة العلمية.
كما سيتم عرض شبكة المعلومات التاريخية الوطنية الإلكترونية وهي تتضمن عدداً من المواقع المتخصصة مثل قاعدة معلومات الملك عبدالعزيز في الصحافة وقاعدة معلومات الملك عبدالعزيز في الوثائق الأجنبية.
تستعد دارة الملك عبدالعزيز للاحتفال بمرور ثلاثين عاماً على تأسيسها، وذلك ضمن احتفال ثقافي وعلمي شامل يرعاه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني اليوم 25 شعبان الجاري الموافق 21 اكتوبر 2003م.
ويتضمن هذا المهرجان الإعلان عن تدشين المرحلة الثانية من مشروع «حفظ المصادر التاريخية» و الذي سيشمل مناطق المملكة العربية السعودية كافة.
وبهذه المناسبة كان هذا اللقاء مع الدكتور فهد بن عبدالله السماري أمين عام دارة الملك عبدالعزيز لإلقاء الضوء على مسيرة هذا المركز التاريخي العلمي الذي أصبح على مدى ثلاثة عقود صرحاً ثقافياً حضارياً يسهم في خدمة تاريخ المملكة وتراثها الفكري والعمراني، ويقوم بدور ملموس في الحفاظ على تاريخ الجزيرة العربية وبلاد العرب والمسلمين.
بدأ الدكتور السماري حديثه عن تأسيس دارة الملك عبدالعزيز وأهدافها ووسائلها فقال:
«أنشئت الدارة قبل أكثر من ثلاثين عاماً وعلى وجه التحديد عام 1392هـ (1972م) وذلك بهدف خدمة تاريخ المملكة العربية السعودية وجغرافيتها وآدابها وآثارها الفكرية والعمرانية، وتبنت الدارة في سبيل ذلك عدة وسائل منها تحقيق الكتب التي تخدم تاريخ المملكة وطبعها وترجمتها، وكذلك الكتب عن التاريخ العربي والإسلامي بشكل عام. كما تقوم الدارة بإعداد البحوث والدراسات العلمية وتنظيم المحاضرات والندوات في مجال اهتماماتها، ومن بين وسائل الدارة لخدمة التاريخ المحافظة على مصادر التاريخ الوطني وجمعها، وإنشاء وتطوير قاعة تذكارية تضم كل ما يوثّق مرحلة تأسيس المملكة العربية السعودية وتطويرها، وآثار الدولة السعودية منذ نشأتها.
وحول ما تحقق من أهداف الدارة خلال السنوات الماضية قال الدكتور السماري:
«بدعم كريم من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد وسمو النائب الثاني - يحفظهم الله - وبمتابعة وتوجيه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة الدارة، تمكنا من تحقيق العديد من الإنجازات على صعيد الأهداف الوطنية التي ترتبط بالتاريخ والفكر والتراث، وفيما يتعلق بالمشروعات العلمية والموسوعات، أنجزت الدارة مشروع «الأطلس التاريخي للمملكة، «مشروع» الأطلس الجغرافي للمملكة»، وموسوعة أسماء الأماكن الجغرافية في المملكة، وموسوعة «أعلام المملكة»، ومشروع «حفظ المصادر التاريخية الوطنية».
ويستطرد أمين عام دارة الملك عبدالعزيز قائلاً: «وفيما يتعلق بنجاحات الدارة بصفتها مركزاً للمعلومات يخدم الباحثين والدارسين والمهتمين بالتاريخ»، استكملت الدارة منظومة أقسامها المتخصصة التي تعنى بجمع المعلومات وهي مكتبة الدارة، ومركز الوثائق والمخطوطات، ومركز التاريخ الشفوي، ومركز الباحثات، ومركز نظم المعلومات الجغرافية، ومركز الحاسب الآلي، وأرشيف الملك عبدالعزيز في الصحافة وأرشيف الصور والأفلام التاريخية. أما فيما يتعلق بإنجازات الدارة في مجال البحوث والنشر، فقد أصدرت الدارة أكثر من مائة وثلاثين إصداراً متخصصاً سواء بجهودها الذاتية أو بتعاونها مع عدد من الهيئات ذات العلاقة.
يواصل الدكتور السماري حديثه عن إنجازات الدارة بقوله:
«فيما يتعلق بجهود الدارة بصفتها مركزاً للتراث الفكري والعمراني، فإن الدارة تمكنت من الحفاظ على مكتبة الملك عبدالعزيز الخاصة التي تضم ما يزيد على 2500 مجلد تشمل مختلف فروع العلوم الشرعية وكتب التراجم والتاريخ الإسلامي، وآداب اللغة العربية.
كما تضم الدارة قاعة الملك عبدالعزيز التذكارية، وهي بمثابة متحف يحتوي على نماذج من المقتنيات الملكية التي تعود للملك المؤسس إلى جانب وثائق وخرائط تلقي الضوء على جوانب مهمة من مرحلة تأسيس المملكة العربية السعودية.
ومن جهة أخرى تتولى الدارة الإشراف على قصر المربع التاريخي الذي يجسد فترة من أزهى عصور المملكة العربية السعودية، ويوثق تاريخ المؤسس الباني الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه».
وقد واصلنا حوارنا مع الدكتور فهد السماري خلال جولة قمنا بها على أقسام الدارة المختلفة:
حيث بدأنا بمركز الوثائق والمخطوطات الذي يضم وفقاً لكلام الأمين العام «أكثر من ثلاثة ملايين وثيقة حصلت الدارة عليها من مصادر مختلفة أصلية ومصورة، تشمل مراسلات تاريخية وصكوكاً وملكيات ووقفيات وخطابات رسمية وقرارات وبيانات وتقارير وغيرها تم تصنيفها حسب الموضوع والمدة الزمنية، ومنها وثائق وطنية وعربية وألمانية وفرنسية وأمريكية وبريطانية وعثمانية وهولندية وإيطالية وروسية.
كما يضم المركز مخطوطات نادرة يصل عددها إلى (1600) مخطوطة، منها مخطوطة «ابن غنام» بخط الشيخ سليمان بن سحمان، ومخطوطة المقنع في الفقه.
واطلعنا داخل المركز على «قسم الأوراق الخاصة» الذي تودع فيه الوثائق الخاصة الشخصية من مراسلات ومذكرات لشخصيات كان لها إسهامها البارز في تاريخ المملكة العربية السعودية وقد أعدت الدارة مركزاً متخصصاً للترميم مجهزاً بأحدث الأجهزة ذات التقنية العالية، لمعالجة الوثائق والمخطوطات وترميمها وصيانتها من التلف.
أجواء التاريخ والماضي العريق وروائحها العبقة لم تقف حائلاً أمام الرغبة في استثمار تقنيات العصر لخدمة أهداف ورسالة هذا الصرح الثقافي:
فداخل مقر دارة الملك عبدالعزيز التي صممت لتكون ضمن منظومة السمات المعمارية للمنطقة بطرازها القديم تم معها إدخال نظام متكامل للحاسب الآلي يقول عنه أمين عام الدارة الدكتو فهد السماري: «يعمل هذا النظام على تقديم الخدمات الفنية المعلوماتية ولتحويل الأعمال الكتابية والمكتبية اليدوية إلى بديل يستخدم التقنية الحديثة، كما أن الدارة تؤسس لاستكمال قاعدة معلومات متخصصة، لخدمة الباحثين على أحدث مستوى وتقنية للمعلومات تضم قسماً للنشر الإلكتروني يكون نواةً للمكتبة الإلكترونية التي ستتاح على شبكة الإنترنت، بالإضافة إلى تصميم قواعد المعلومات لموسوعة الأعلام، وسجل لأحداث المملكة في مائة عام، وجريدة أم القرى، والصور الخاصة بالدارة، والوثائق التاريخية».
وانتقلنا إلى مركز نظم المعلومات الجغرافية الذي يضم - والكلام للدكتور فهد السماري - تجهيزات تقنية متطورة أسهمت في إعداد أطلس تاريخي للمملكة العربية السعودية، يحتوي على (118) خريطة توثق أهم الأحداث التاريخية التي شهدتها الدولة السعودية خلال مراحل تكوينها المختلفة.
وعن جهود دارة الملك عبدالعزيز لخدمة الباحثات والدراسات يقول د. السماري: «المرأة أيضاً لها نصيبها في أداء دارة الملك عبدالعزيز وخدماتها، وذلك من خلال اللجنة العلمية التي تضم العديد من المتخصصين، وتعمل على تقديم خدماتها للباحثين والمهتمات ولطالبات الجامعات، كما تشجع الراغبات على نشر رسائلهن العلمية، كما أتاحت العديد من المحاضرات والندوات والأمسيات الثقافية التي تشارك فيها أكاديميات وباحثات متخصصات، وكذلك تتيح الدارة للراغبات الاستفادة من مركز المعلومات والمكتبة، وتقدم خدماتها عبر البريد أو الهاتف أو الفاكس ومن خلال مركز الباحثات».
وللتعرف على نتاج الدارة على صعيد البحث والنشر العلمي قمنا بزيارة إدارة البحوث والنشر داخل الدارة التي يقول عنها الأمين العام:
تتولى هذه الإدارة وهي النشاط العلمي الذي يتضمن طباعة الدراسات المتخصصة، والمؤلفات التاريخية والأدبية المتعلقة باهتمامات الدارة، ويقول د. السماري في هذا الصدد: قامت الدارة بإنجاز عدد من المشروعات العلمية التوثيقية والأعمال الموسوعية التي تخدم تاريخ المملكة والملك عبدالعزيز في مناسبات مختلفة، منها مناسبة مرور مائة عام على تأسيس المملكة، والاحتفال بمرور عشرين عاماً على تولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم وقد أصدرت الدارة ما يزيد عن 130 إصداراً.
كما تقوم الإدارة بدراسة البحوث والكتب والدراسات المحالة لها من جهات حكومية، أو مقدمة من أفراد بغرض طباعتها ونشرها ضمن إصدارات الدارة، وذلك تحت إشراف لجنة علمية متخصصة تضم نخبة من الأكاديميين تتولى التخطيط العلمي لأنشطة الدارة، ودراسة مقترحاتها ومشروعاتها، واختيار المحكمين ودراسة تقاريرهم.
وتتطلب نشاطات دارة الملك عبدالعزيز وبرامجها بالطبع تفاعلاً من المواطن، خاصة على صعيد توثيق التاريخ، والحفاظ على الوثائق الوطنية، وقد أكد الدكتور فهد بن عبدالله السماري ذلك بقوله «إن الوثيقة الوطنية هي ذاكرة الوطن، ولذلك فإن المحافظة عليها واجب وطني يجب تعاون المعنيين لأدائه على الوجه الأكمل، وقد عملت دارة الملك عبدالعزيز على تنمية الوعي بأهمية الوثيقة الوطنية، وترسيخ ذلك لدى المواطنين عبر عدد من الوسائل وفي إطار مشروع لمسح المصادر التاريخية الوطنية الذي تم تنفيذ مرحلته الأولى 1416/1417هـ، وحقق نجاحاً ملموساً.
وقد حظي هذا المشروع بدعم كريم من حكومة خادم الحرمين الشريفين، ومن أصحاب السمو الملكي الأمراء الذين تفاعلوا مع أهدافه عبر إهداء الدارة العديد من الوثائق النادرة والصور التاريخية التي توثق محطات مهمة في حياة الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - كما حظي هذا المشروع في مرحلته الأولى بتفاعل متميز من المواطنين في مناطق المملكة كافة، وكان من نتاج ذلك إجراء أكثر من ألف لقاء تسجيلي من المعاصرين وكبار السن، وتدوين ذكرياتهم وسيرهم الذاتية، وكذلك اقتناء أكثر من خمسٍ وعشرين ألف وثيقة أصلية ومصورة من الأفراد والجهات الحكومية في المناطق، وتصوير أكثر من ألف لقطة فوتوغرافية للمعالم والمواقع التاريخية والأثرية».
ويضيف الدكتور فهد قائلاً: إن استجابة المواطن وتفاعله كانا ملموسين ومشجعين، وقد تمثل ذلك في التعاون التام مع الفرق الميدانية التي أوفدتها الدارة للمحافظات والمراكز، ونظراً لوجودكم كبير من المعلومات والمصادر التاريخية التي يمكن الإفادة منها في تحقيق هدف خدمة التاريخ المحلي، لذا فإن الدارة ستحتفل بمشيئة الله خلال أيام قليلة بتدشين المرحلة الثانية من المشروع.
واختتم الدكتور السماري حديثة بالتأكيد على أن ما تحقق من أهداف ما كان له أن يتم دون توفيق الله ثم دعم الدولة ومتابعة وتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة الدارة الذي يولي برامج هذا الصرح الثقافي جل اهتمامه ومساندته.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved