قبل أيام رحل عن دنيانا الفانية الأخ العزيز فيحان بن صامل الشيباني مدير سجن شقراء السابق ويعتبر رحمه الله أول مدير للسجن في شقراء رحل رحمه الله بعد أن تقاعد من العمل لسنوات طويلة بسب مرض مفاجئ لم يمهله طويلاً.
كان رحمه الله بعد تقاعده هادئاً يحتفظ بعلاقات طيبة مع زملائه وجيرانه ومعارفه وكانت لي معه ذكريات، كنت أمازحه فيها بعد تقاعده كلما قابلته وكنت أجد فيه الأخلاق الطيبة والود والاحترام..
ذكرياتي معه من نوع آخر ليست في مواقف خاصة أو تعامل في موضوع عام وهي عادة ما تحدث فيها انطباعات الشخص أو مواقفه وسلوكياته، هذه الذكريات تتلخص في أنه عندما كان مديراً للسجن وكنت أنا مندوباً لجريدة «الجزيرة» بشقراء جمعني به لقاء خاص مع أحد المسؤولين.
وقد تناقشت معه عن السجن وما يقدم فيه من رعاية للنزلاء وطالبني بشمولهم في أخبار الصحف وأمام رغبته هذه طلبت منه اعطاءنا حديثاً شاملاً عن الرعاية للسجناء لديه وبعد أن وافق رحمه الله تم نشر الحديث على نصف صفحة وبالبنط العريض وكان حديثه مغرياً ل«الجريدة» لكون أحاديث مديري السجون للصحف نادراً ان لم تكن معدومة في ذلك الوقت، ولكن شجاعة ابو خالد رحمه الله جعلته يدلي بحديثه للجزيرة وكان سبقاً إعلامياً لإدارته وحسب تقديري أن هذا الحديث مهد لعمل ترتيبات لتصريحات زملائه المديرين الأخرين للصحف وقد حدث له بعض الجدل مع إدارة العلاقات العامة لعدم اشعارهم وكنت أمازحه حول هذا الأمر ويفسر حرصه على الحديث الإعلامي لقصد المصلحة العامة وللتعريف بجهود هذه الإدارة.
كان رحمه الله محبوباً من زملائه في العمل وتعامله جيد مع النزلاء والزوار مما أكسبه الثناء من الجميع وحتى بعد تقاعده كان يتواصل معهم.
رحم الله ابا خالد وأسكنه فسيح جناته وغفر له ولأموات المسلمين وعزاؤنا لأبنائه وأسرته وكل محبيه ولعلي أجدها فرصة مناسبة لأدعو إدارة السجون بمنطقة الرياض الى تكريمه رحمه الله كأول مدير للسجن بشقراء،
وأتساءل هل هذه الإدارة شاركت في تقديم العزاء لأسرته وذلك في اطار اهتمامها بمتقاعديها الذين خدموا وطنهم بكل اخلاص وإلا ما معنى ما نسمعه ونقرأه دائماً عن ضرورة الاهتمام بالمتقاعدين وتقديم الرعاية لهم وأسرهم تقديراً لخدماتهم أرجو ذلك..
والله من وراء القصد..
| 
