Sunday 26th october,2003 11350العدد الأحد 30 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أعجبك خده ولا سألت عن جده أعجبك خده ولا سألت عن جده
علي بن عبدالله الحسين / بريدة

هذه العبارة يقال: إن قائلها نمر بن عدوان حسب ما سمعت ولها قصة عجيبة يتناقلها الرواة. وهي كلمات نابعة من الذكاء والتجارب الزمنية الأسرية. أعجبتني وكتبتها عنواناً لمقالي الذي اسطره بقلمي وأطرحه للقراء الاعزاء.
بداية عندما يريد الإنسان أن يتزوج أو أن يبحث عن زوجة لابنه فإن أول الشروط المطلوبة «هو الجمال» وهو البوابة الرئيسة لخطبة الفتاة. وهذا ما أحببت التعليق عليه والمشكلة إن كانت الفتاة جميلة فهي مقبولة وان كانت دميمة فهي مرفوضة. فهل هذا من العقل في شيء؟
-1 الفتاة الجميلة بؤرة للنظر والاستمتاع بجمالها. مما يجعلها معرضة لا سمح الله لأعين شياطين الجن والإنس فقد تصبح طريحة الفراش بحاجة لمن يخدمها.
-2 الجمال فتنة.. فالفتاة الجميلة تأسرك بحبها وقد تصبح عبداً لها تنفذ أوامرها وحتى في عقوق الوالدين لأنها هي الآمرة الناهية. وهي أقرب الناس إلى قلبك تتألم لألمها وتتعب لتعبها.
وأنا أقول: إن الراحة النفسية للفرد هي ان يتزوج بفتاة لا يحبها ولا يكرهها فالوسطية محمودة.
-3 الفتاة الجميلة قد تكون مغرورة بجمالها. تفرض سيطرتها تبدأ بمشاكل قد تنتهي بالطلاق بعد الانجاب لأنها مسكينة تنظر للمرآة كل ساعة فيزيد إعجابها بنفسها وتنبعث المشاكل بينها وبين زوجها.
-4 هذا الترقيم عن الفتاة الجميلة ليس شاملاً حتى لا أثير غضب الفتيات الجميلات.
المثل المذكور في بداية مقالي انطبق على أمير قوم يتصف بالشجاعة والكرم تزوج بفتاة جميلة أعجبته وبهرته بجمالها فتزوجها. وأنجبت منه أولاداً وفي سنة من السنين ثاروا عليه أبناء عمه. يريدون الامارة منه. فلم يجد من ابنائه مساعداً له وجدهم جبناء «رخوم» فهرب وترك امارته فأشار عليه نمر بن عدوان ان يتزوج بفتاة دميمة معوقة من قبيلة تتصف بالشجاعة والكرم. فتقدم إلى هذه الفتاة لعلى وعسى ان تنجب له ولداً يسترد امارته.
وبعد سنة من زواجه رزقه الله ولداً أصبح شجاعاً يشار إليه بالبنان واستطاع هذا الغلام ان يسترد امارة والده واملاكه بالقوة والشجاعة وهذا ما قاله نمر بن عدوان.
اعجبك خده ولا سألت عن جده.
عندما نقرأ نعياً في الجريدة فإننا نقرأ مسميات لأبناء المتوفى مثل ابنه الدكتور.. والمهندس.. والمستشار.. والطبيب.. والمقدم... والمهندس..
وجميع مؤهلات ابناء المتوفى رفيعة المستوى علمياً فهذا دليل على أن الأم «امرأة أصيلة».
وفي المقابل نسمع أن أبناء فلان الأول بوظيفة لا تكفيه مصروفاً والثاني فاشل والثالث معتوه والرابع مريض نفسيا وهلم جرا.. وهذا عائد على الأم.
وأذكر ان جاراً لنا - رحمة الله عليه - قام بتربية «عجلة» ولما سألته عن السبب قال لي ان أمها بقرة حلوب هادئة مع الصغار والكبار. تتصف بصفات البقرة المثالية.
وفعلاً بعد سنوات أصبحت العجلة بقرة تتصف بصفات أمها.
والمثل يقول «إذا بغيت تضمه اسأل عن أمه».
ومن هذا العرض كله أقول: إن الجمال ليس شرطاً أساسياً في خطبة الفتاة.. وإنما الجمال يعتبر من باب الكمال.. والمثل يقول «زينة ويخت رجال».
وأما الصفات المطلوبة في اختيار الزوجة هي:
-1 الدين والخلق.
-2 النسب.
3-التكافؤ العائلي والمستوى العلمي والثقافي.
-4 ترابط الأسرة شرط أن يكون الأب هو صاحب الكلمة لا أن تكون القيادة للزوجة.
5 -الحالة الصحية والنفسية.
6 -الكشف الطبي ومعرفة الأمراض العائلية.
7 -معرفة عدد الأخوات المتزوجات للفتاة وتعاملهن مع أزواجهن.
8 -الخال فالمثل يقول «الخال عند الوسادة».
9 -معرفة طباع الأسرة.
10 -العادات والتقاليد.
11 -العمر واعتبره شرطاً أساسياً فالافضل ان يكون الرجل يكبر المرأة بسنوات لا تقل عن خمس سنوات.
-12 المواصفات الجسمية يجب ان تكون مقاربة لمواصفات الرجل فالرجل الطويل لا يتزوج بامرأة قصيرة والنحيف لا يقبل بالبدينة، فالأشكال متنافرة.
هذا هو المطلوب وهذه هي الرغبة.
ولكنني أقول وأكرر «الزواج قسمة ونصيب.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفق كل متزوجين وان يسودهما التآلف والتكاتف والمحبة والالفة وان يستمرا في حياتهما حتى الممات وألا تدخل زوجة أخرى تعكر حياتهما، فالحياة الزوجية المبنية على الاختيار الصحيح والمعرفة الدقيقة نجاحها ان شاء الله مضمون وبمشيئة الله سيكونان أسرة مترابطة شعارها «لا للتعدد لا للمشاكل».. وهذا ما اتمناه ان أراه أو أسمعه».
وأسأل الله في الختام التوفيق للجميع انه سميع قريب مجيب.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved