Friday 31th october,2003 11355العدد الجمعة 5 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أسباب الانحراف عن الوسطية أسباب الانحراف عن الوسطية
فهد بن سليمان التويجري(*)

الميل عن الاعتدال لدى بعض المسلمين اليوم له أسبابه منها:
أولاً: التعصب الممقوت، سواء كان ذلك لشخص أو جماعة أو حزب، فترى بعضهم يحب ويكره، ويغضب ويرضى، للشيخ فلان أو العالم فلان أو المشهور فلان.. الخ.
والمعتدلون لا يتعصبون لأحد سوى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثانياً: ردود الأفعال، فانحراف المرجئة جاء كردة فعل للخارجة، وظهرت النواصب كردة فعل للروافض، والمعتدلون صرفوا الدواء المناسب بلا زيادة ولا نقصان.
ثالثاً: العين العوراء، وهي التي ترى بعض النصوص دون بعض، وتشاهد آيات الوعيد وتنسى آيات الوعد، والمعتدلون عيونهم ليس فيها عور.
رابعاً: المجتمع والبيئة، فلهما تأثيرهما، والمعتدلون رائدهم النص قبل العرف، والعادات والمؤثرات.
خامساً: عدم اتساع القلب، فلا يستوعب محبة الصحابة جميعاً مثلاً ولا يجمع بين البغض للآخرين، والعدل فيهم أياً كانوا، ولا بين {يّا أّيٍَهّا الّذٌينّ آمّنٍوا أّطٌيعٍوا اللهّ وّأّطٌيعٍوا الرّسٍولّ وّأٍوًلٌي الأّمًرٌ مٌنكٍمً} وحديث «لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق» مثلاً.
والمعتدلون اتسعت قلوبهم للأمرين.
سادساً: العاطفة، لما حكم الناس عواطفهم، وتركوا عقولهم انحرفوا عن الوسطية، فلابد أن نقول للمخطئ أخطأت وإن كان مسلماً، وللمسيء أسأت وإن كان قريباً.
ولو أننا أطلقنا لعواطفنا العنان لعبدنا محمداً صلى الله عليه وسلم لأننا نحبه محبة عظيمة، ولو حكمنا عقولنا، بعد النصوص في الأحداث المستجدة، وتركنا عواطفنا لاستطعنا أن نرى الحق، وأن نسير في الطريق المستقيم.فالحق حق وإن صدر من أهل الباطل.والباطل باطل وإن صدر من أهل الحق.والمعتدلون حكموا نصوص الوحيين وتركوا عواطفهم.إذاً العاطفة هي السبب!!

(*) المجمعة

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved