Friday 31th october,2003 11355العدد الجمعة 5 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

نقاط فوق الحروف نقاط فوق الحروف
فرصة رمضان
محمد بن إبراهيم السبر (*)

تترى الأيام وتواكبنا أنجمُ رمضان ذات الليالي المعدودة فما ألذها من أيام وما أجملها من ليالٍ بابتهالات الراغبين وحنين التائبين قال تعالى:{شّهًرٍ رّمّضّانّ پَّذٌي أٍنزٌلّ فٌيهٌ پًقٍرًآنٍ هٍدْْى لٌَلنَّاسٌ $ّبّيٌَنّاتُ مٌَنّ پًهٍدّى" $ّالًفٍرًقّانٌ فّمّن شّهٌدّ مٌنكٍمٍ پشَّهًرّ فّلًيّصٍمًهٍ $ّمّن كّانّ مّرٌيضْا أّّوً عّلّى" سّفّرُ فّعٌدَّةِ مٌَنً أّّيَّامُ أٍخّرّ يٍرٌيدٍ پلَّهٍ بٌكٍمٍ پًيٍسًرّ $ّلا يٍرٌيدٍ بٌكٍمٍ پًعٍسًرّ $ّلٌتٍكًمٌلٍوا پًعٌدَّةّ $ّلٌتٍكّبٌَرٍوا پلَّهّ عّلّى" مّا هّدّاكٍمً $ّلّعّلَّكٍمً تّشًكٍرٍونّ><185>} [البقرة: 185] فرمضان شهر البركات والرحمات هو رحمة ربانية تحمل في طياتها المغفرة والعتق من النيران فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:(إذا كان أولُ ليلةٍ من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغُلقت أبواب النيران فلم يفتح منها باب وينادي مناد: ياباغي الخير أقبل وياباغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كُلَ ليلة).
فهذا رمضان أتى فهل من وقفة جادة للتأمل والمحاسبة، كيف استعددنا لرمضان وماهي مراسم الاستقبال ومفاهيمه عند المسلمين. فرمضان فرصة من فرص الآخرة لو تعرضنا لنفحاتها واستغللناها أحسن استغلال قد تغفرُ ذنوبنا بل وتفتحُ لنا أبواب الجنان بل وتُزَحزِحُنا عن النيران وكم تمر بنا الفرص ونحن لا نشعر فهناك الصلاة فرصة يومية متتابعة، الثلث الأخير من الليل ، ساعة الإجابةِ في يوم الجمعة، الصيامُ، ليلةُ القدر، الستُ من شوال، العشرُ الأولُ من ذي الحجة، يومُ عرفة، يومُ عاشوراء، الحجُ... هذه فرصٌ وما أعظمها، الواحدة منها تحملُ سعادةَ الإنسان الأبدية فأين المبادر، هذه فرصٌ ومواهبُ وفضائل ونوائل من الواهب المنعم المتفضل جل وعلا فأين المستغل والمسارع؟


بادر الفرصة واحذر فوتها
فبلوغ العز في نيل الفرص
واغتنم مسعاك واعلم أن من
بادر الصيد مع الصبح قنص

ويا حسرة على أقوام يستقبلونه بالضجر والتضايق والحرج على أنه شهر جوع نهاري وشبع ليلي يراه البعض مانعاً من شهواتهم ومن مآربهم الباطلة.
إن المطلوب والمتوقع هو مراجعة حساباتنا وأن نصحح ملفاتنا، فهلا استقبلنا رمضان بتوبة وأوبة ورجعة صادقة إلى مولانا، قال تعالى:{ )قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (الزمر:53)
وهلا فكرنا في الثبات والاستقامة قال تعالى:{ )فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) وعلينا أن نعلم أن من نعم الله تعالى أن مدّ من عمرنا وجعلنا ندرك خيرات هذا الشهر العظيم فكم غيب الموت من صاحب ووارى الثرى من حبيب، كم من إنسان أمل أن يصوم هذا الشهر وأن يقوم وأن يدعو فخانه أمله وصار قبله إلى ظلمة القبر كم من مستقبل يوما لا يستكمله ومؤمل غداً لا يدركه.


يا ذا الذي ما كفاه الذنب في رجب
حتى عصى ربه في شهر شعبان
لقد أظلك شهر الصوم بعدهما
فلا تصيره أيضاً شهر عصيان
واتل القرآن وسبح فيه مجتهداً
فإنه شهر تسبيح وقرآن
كم كنت تعرف ممن صام في سلف
من بين أهل وإخوان وجيران
أفناهم الموت واستبقاك بعدهم حياً
فما أقرب القاصي من الداني

وأقف وقفة هنا لأننا كما سمعنا سلف الأمة يستعدون لرمضان بهممٍ عالية وعزائمَ قويةٍ وإراداتٍ ماضية ليستغلوارمضان في طاعة الله ليجعلوه منطلقاً للخيرات والتوبة وإصلاح النفس والحال. ومع ذلك فإننا نجد عجباً من بعض الناس يستعدون لرمضان ولكن بما يفسد على الناس صومهم ويهدم أخلاقهم ويبعدهم عن تحسس واستشعار معاني الصيام والقيام بالعبث واللهو بحرمة هذا الشهر الكريم أقل ما فيها لتبعد الناس عن صومهم وقيامهم.وإنني أختم قولي لمن ابتلوا بتضييع أوقاتهم فيما لا يفيد لماذا لا نفكر أن نبدل السيئة بالحسنة، لماذا لا نغتسل بماء التوبة النصوح من حمأة الخطايا، لماذا لا نجعل هذا الشهر الكريم بداية لأن نهجر هذه القاذورات سيما ونفوسنا مهيأة للخيرات.
(*) إمام وخطيب جامع الأميرة موضي السديري بالعريجاء

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved