|
|
يعد الفقر ظاهرة اجتماعية لها ارتباط بالجانب التاريخي والاقتصادي، ونستطيع أن نقول إن ظاهرة الفقر لدينا مكانية أو مناطقية بسبب التوسع العمراني الذي يعد أحد مسبباتها في المجتمع، فغالب الناس الذين هجروا مساكنهم القديمة تركوها للفقراء لمن لا دخل لهم، وهي غالباً تفتقد للخدمات من نظافة أو صرف صحي أو تهوية مناسبة عدا عن تقادمها! حتى أصبحت بعض الأحياء لا تحمل أي سمة تاريخية بل تشير إلى أماكن مشبوهة أو يسكنها الأجانب من العمالة وتحتضن بين أزقتها وشوارعها الفقر والجهل والجريمة والمرض حيث تتركز فيهم أمراض أغلبها وراثية أو لم يتم علاجها مما يجعل رداءة الحالة الصحية تتفاقم! على الرغم من وجود المصحات أو قربها من سكنهم إلا أن هناك قلة اهتمام بالنظافة والصحة بل يكاد يكون الاهتمام معدوماً أحياناً، كما أن قصور الخدمات البلدية يزيد الأمر سوءاً!! والملاحظ أن أغلب التجمعات في الأماكن الفقيرة ذات كثافة سكانية مرتفعة وثقافة متشابهة وهم يتمركزون فيها ويجتمعون لرخص الأسعار، وسهولة الوصول الى ما يريدون.إن رغبة الناس المقتدرين بالخروج من الحي القديم إلى حي راقٍ من شأنه أن يفكك المنظومة الاجتماعية التقليدية ويسبب خللاً بها حيث تبرز بجلاء على السطح ما يسمى بطبقية الأحياء، رغماً عن أن هذا الأمر يعد ظاهرة طبيعية في البلاد المتقدمة إلا أنه لم يكن سمة بارزة في مجتمعنا في وقت مضى!! حيث كان من المألوف أن يسكن الفقراء والأغنياء في حي واحد ويسعى المقتدرون لسد الهوة الاقتصادية بينهم وبين الفقراء بالتكافل الاجتماعي وتوزيع المسؤوليات والقيام على قضاء المتطلبات الأساسية فيما بينهم عبر قانون غير مكتوب تحكمه العلاقات الإنسانية والأدبية بحسب ما تقتضيه الأصول بين الجيران من منطلق شرعي وتقاليد اجتماعية تجعل الجار بمثابة أحد الأقارب. |
![]()
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |