|
|
|
|
عندما جلست لأكتب مقالة هذا الأسبوع كان لدي تصور مبدئي لما سأكتبه بعد العودة الحميدة والطرح المتميز للكاتب الرياضي القدير تركي السديري، وما سببه ذلك الطرح من اثارة للشجون وتلاقح في الأفكار وعصف ذهني دفعني للعزم على الرد على بعض التساؤلات التي طرحها الأخ تركي حول مسيرتنا الرياضية وتاريخنا الإسلامي المليء بالوعي الفكري بأهمية الأنشطة الرياضية في بناء الشخصية المسلمة والنمو المتكامل للإنسان، ولكن ما شهدته بلادنا الآمنة ومهد الرسالة النبوية الأخيرة ومهبط الوحي خلال الأيام الماضية من إعمال إرهابية في مكة المكرمة خلال الشهر الكريم وما حدث ليلة أمس في العاصمة الرياض من تفجيرات في مجمع المحيا وتبادل لاطلاق النار وقتل أطفال أبرياء واصابة وترويع المسلمين من المواطنين والوافدين، جعلني أغير الموضوع لطرح أكثر من تساؤل ملح حول واجبنا كمسلمين ومواطنين في المقام الأول وكرياضيين على وجه الخصوص في كيفية التصدي لهذه المصيبة الكبرى وما يجب القيام به من خلال الأنشطة الرياضية والشبابية والاهتمام بها وتطويرها وتوجيه ما يقدم في المؤسسات الشبابية والأندية ووسائل الإعلام الرياضي المختلفة بما يكفل حماية شباب هذا الوطن من الانحرافات الهدامة والأفكار المسمومة والتطرف المنبوذ، فللأسف على الرغم مما يتعرض له وطننا من هجوم إعلامي خارجي حاقد وما نسب وعمم على شبابه من ارهاب وتطرف بسبب فئة ضالة ضئيلة منه وما يواجه من تيارات وأفكار مضللة، إلا أننا لم نجد أحداً في الوسط الرياضي يتصدى لهذه الحملة الشعواء - سواء على مستوى المؤسسات الشبابية أو الأفراد - فأين الندوات والمؤتمرات الثقافية والعلمية وأين الأنشطة الشبابية والرياضية الهادفة التي ترسخ مفهوم الوحدة الوطنية في عقول أطفالنا وشبابنا وتزودهم بالمعرفة والمهارات المختلفة التي تحميهم من هذه التيارات الهدامة المتعارضة مع ما تدعو إليه شريعتنا الإسلامية.. وأين إعلامنا الرياضي ودوره في مواجهة هذه التحديات؟ فلماذا هذا الصمت ولماذا هذا الغياب؟! فهل نحن بحاجة إلى خريطة طريق نحو الوحدة الوطنية ودور الرياضة في تعزيزها، وما يمكن أن تلعبه الرياضة وأنشطتها المختلفة المحببة لدى الأطفال والشباب لجذبهم واحتوائهم وتوجيههم بما يحقق أمن وسلامة وعزة هذا الوطن؟ هذا نداء أوجهه لقادة الحركة الرياضية والشبابية في هذا الوطن ولجميع العاملين في المجال الرياضي والشبابي، فهل من مجيب؟ |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |
