Friday 14th november,2003 11369العدد الجمعة 19 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

رسالة من مواطن اتركوا أولادي يتربون كما تربيت رسالة من مواطن اتركوا أولادي يتربون كما تربيت
قاسم فهد القاسم(*)

كنت وأنا صغير أسمع من والدي وأقاربي كيف كانوا يخافون عند تنقلهم وكيف كانوا يخافون وهم في منازلهم وكيف كان القوم- وهم اللصوص وقطَّاع الطرق- ينهبون ويقتلون ثم جاء عبدالعزيز - طيب الله ثراه - ومع أني ولدت بعد وفاته - رحمه الله - بسنوات قليلة إلا أنني ومن وصف والدي له ومن آثار الأمن الذي كنت أعيشه - كنت أحس وكأنه معنا في كل سبيل عيش يكون قد أسسه.
وقد تربينا على العيش الهنيء لا خوف من القوم - اللصوص وقطَّاع الطرق- ولا خوف من قلة الزاد حيث يتوفر كل ما نحتاجه.
لقد كان آل سعود يسعون لتطوير البلد من جميع النواحي وأذكر أن الكهرباء في منزلنا كانت مجانية في أول مراحل دخولها، كما أذكر أن الدولة كانت تسعى جاهدة لتوصيل المياه بالطرق القديمة وذلك عن طريق الوايتات - صهاريج الماء-.
كما أن أقصى ما نراه من الشرطة هو شخص العسكري نفسه والبعض - وهم قلة - يكون معه بندقية أو مسدس، حيث إن الناس كانت تحترم شخص هذا الرجل لأنه يمثِّل آل سعود.
القصد أنني وفي مراحل نموي حتى أصبحت في هذا العمر لم أحتج إلى أشخاص ليتحدثوا عن حاجة أبي أو حاجتي بواسطة إرهابي وتفجيري.
لم يحتج أبي أو أنا إلى أفراد يقتلون العسكر ليثبتوا لي أن حكامي قصَّروا في حقي.
لم أحتج إلى من يجعل والدي - عليه الرحمة - ينام وهو خائف على أفراد عائلته أن يتم تفجيرهم بين لحظة وأخرى.
لقد كنت أنا وعائلتي وجميع من أعرفه من حارتي وهي منتهى معرفتي في ذلك الوقت سعداء بما تقدمه لنا الدولة يوماً بعد يوم آمنين في نومنا.
وكان أبي - رحمه الله - يبات قرير العين وهو يراني وإخوتي نكبر لا يخاف علينا من أي شيء سوى أن نقصر في طاعة الله وصلة الرحم والدراسة.
لذا أقول لكم أيها المخربون:
إن كنتم تظنون الآن أنكم بما تعملون تتحدثون باسمي أنا وأمثالي ممن أصبحنا آباء وننظر إلى أطفالنا كما كان آباؤنا ينظرون إلينا.
أقول لكم:
نحن نرضى بظلم حكامنا إن كانوا ظلمة.. وهم لم يظلمونا.
نحن نرضى بتقصيرهم إن كانوا مقصرين. وهم لم يقصروا معنا.
نحن نرضى بما يقدمون. وهم جادون بقدر استطاعتهم.
ولكننا لا نرضى بما تعملون ببلدي وبلد أولادي من دمار وتهديدات لتصلوا إلى غايات لا نعرفها وأقل ما يقال عنها أنها شيطانية منحرفة نتجت عن هوى ونفس منحرفة.
فقط اتركوا أولادي يتربون في بلدي كما تربيت، لا أخشى عليهم إلا أن يدخل عليهم الشيطان من باب التقصير في طاعة الله أو التقصير في وصل أرحامهم أو التقصير في الدراسة فنحن أولى بحكامنا ونعرف كيف نتحدث إليهم ونوصل حاجتنا إليهم، وأولى ببلدنا ولن نعطي الفرصة لأمثالكم للإساءة إليه.
لقد أصبحنا نرى في الشوارع المتاريس والآليات العسكرية التي لم نعهدها ولم يعهدها الزائر لهذا البلد الآمن، وكنتم أنتم السبب.
لقد جعلتم جزءاً من الموارد التي كان من المفروض أن تصرفها الدولة على أولادي تتجه إلى مصاريف لا لزوم لها، وكنتم أنتم السبب.
لقد جعلتم أولادي يسألونني أسئلة لم أعهدها ولم يدر في خلدي أنها ستكون، وكنتم أنتم السبب.
لست في حاجة لكم لا أنا ولا أولادي.
فقط اتركوا أولادي يتربون كما تربيت.

(*)المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة.
qal-qasim@swccl.gov.sa

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved