Friday 14th november,2003 11369العدد الجمعة 19 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

شهر رمضان .. ماذا تغير؟ شهر رمضان .. ماذا تغير؟
د. عبدالعزيز إسماعيل داغستاني/ رئيس دار الدراسات الاقتصادية - الرياض

من المؤكد أن المسلمين قد تغيروا. أما شهر رمضان فسيظل دائماً كما قال عنه المصطفى صلى الله عليه وسلم «شهررمضان شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة». يصبر المسلم في شهر رمضان على الجوع والعطش حين يمسك في نهاره عن الطعام والشراب. فما هي استحقاقات هذا الصبر؟ هل هي في الدعوة الجديدة لترك العمل في شهررمضان أم تخفيف ساعاته أم اللهث خلف الإجازات؟ هل اختلفت طبيعة المسلمين اليوم عن المسلمين الأوائل؟ كيف غابت عنا صورة المسلمين الأوائل وهم يستقبلون شهررمضان بروح إيمانية وثابة تخلق فيهم زخم الصبر على الجوع والعطش ولا تثنيهم عن العمل والعطاء والكفاح والقتال. ما الذي أصاب المسلمين اليوم؟ ولماذا تغيروا؟
إن من أهم أساب تخلف الدول الإسلامية في العصر الحديث هو ضعف إنتاجيتها بسبب سوء استغلالها لمواردها الاقتصادية المتاحة ومنها ثروتها البشرية. وإذا كان متوسط إنتاجية الفرد في الدول الإسلامية مقارنة بمثيله في الدول الصناعية يعكس أحد تلك الأسباب، فإن تعامل المسلمين ونظرتهم السلبية إلى العمل في شهر رمضان يعمق المشاكل المتراكمة على اقتصادات الدول الإسلامية من جراء تدني الإنتاجية، ويزيد في الوقت نفسه من الانعكاسات السلبية عليها لتنامي النزعة الاستهلاكية في المجتمع وطغيانها على النزعة الاستثمارية الكلية؛ فتكون النتيجة وبالاً حتمياً على أداء وكفاءة الاقتصاد.
إن الذي يكوِّن هيكل الاقتصاد ويبلور آليات ومستويات إنتاجيته هو المجتمع. والمجتمع هو نتاج ذلك النسيج الذي يكونه الفرد بمعطياته الفكرية الكلية. ولعل من نافلة القول إن الشريعة الإسلامية هي الدين الأكمل الذي ارتضاه الله عز وجل لعباده ليكون نهجاً دنيوياً وطريقاً آمناً إلى عالم الخلود والبقاء. وجاءت تعاليمها لتحضّ على العمل وتحقِّر الخمول والكسل.
وفي هذه التعاليم مدلولات اقتصادية ترتبط بالضرورة بمسألة حسن استغلال عناصر الإنتاج والانعكاسات الإيجابية لتوظيفها الكامل على الاقتصاد الكلي. وفي مضمون هذا النهج الربَّاني القويم، لا يجوز أن نتعامل مع شهر رمضان وكأنه عائق أمام العمل والإنتاج. شهر رمضان يجب أن يكون حافزاً على العمل والإنتاج. وما أجمل أن يقطف المسلم ثمارعمله في الدنيا رفاها ً اقتصادياً وفي الآخرة جنة وارفة. إذا كان المسلمون قد تغيروا.. فما بالهم لا يتغيرون إلى الأخْيَرْ؟ أليسوا هم خير أمة أخرجت للناس؟

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved