فكرة جديدة في العمل الخيري
«لا فقير في الجبيل».. تفعيل أوساط المجتمع لتأهيل المحتاج لمواجهة ظروف الحياة بأنواعها

* الجبيل - ظافر الدوسري:
انطلاقاً من حملة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد - حفظه الله - الداعمة للفقراء وهي لفتة حانية من سموه الكريم على الفقراء والمحتاجين..
بدأت إدارة المساجد والمشاريع الخيرية «لجنة الداخل» تحت إشراف وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بإقامة مشروع «لا فقير في الجبيل» وهي من الأفكار الرائدة والجديدة في العمل الخيري في المملكة.
وقال الشيخ سعود بن عبدالله آل طالب رئيس لجنة الداخل والمشرف على المشروع عن الأهداف الرئيسية لهذا المشروع:
هي كفاية الفقير بذاته وجعله عضوا فاعلاً ومنتجا في مجتمعه وذلك بتفعيل كافة أوساط المجتمع لتأهيل هذا الفقير ليواجه ظروف الحياة بأنواعها، كما من أهدافه تقديم المساعدة والإعانة لذوي الحاجة من سكان المحافظة، كما يرعى الأسر الفقيرة لتخفيف ما تعانيه من خلال توفير الغذاء واللباس والأثاث والأجهزة المنزلية وغيرها مع تقديم مساعدات مالية لهم وفق الامكانات المتوفرة لدى المشروع مما يساهم بإذن الله في كفاية المحتاج وتخفيف الأعباء المعيشية عليه عملاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم «والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه» رواه مسلم، واستشعاراً لقوله «ما نقص مال من صدقة» رواه الترمذي.
كما يضاف إلى أهداف المشروع بأن تبصير المحسنين من الميسورين بأحوال المحتاجين وتلمس ذوي الحاجة من إخوان لنا بين أظهرنا لإدخال الفرح والسرور عليهم وإظهار عظمة الإسلام والتكافل الاجتماعي في أسمى معانيه.
كما أن من ضمن الأهداف الرئيسة كذلك استقبال زكاة المال والصدقات والكفاءات وغيرها وتوزيعها على المحتاجين، ويحفظ المشروع كرامة المسلم بسد حاجته عن مهانة السؤال إليه ويسد المشروع حاجة الأرامل والأيتام وحفظهم من الضياع والحاجة إلى سؤال الناس والانحراف في وصل الجريمة والفساد بسبب شدة الفقر والحاجة.
تلافي الازدواجية مع الجهات الأخرى
وأضاف يقول: والمشروع يعمل على علاج الفقر بعد الاطلاع على أسبابه فهو ليس تسكين الحالة حتى إذا انقطع مد يد العون لها، ولكن تتم معالجتها بأساليب وطرق متنوعة، كما يقوم المشروع بالتنسيق مع جميع الجهات الخيرية الأخرى الموجودة في النطاق الجغرافي المحدد وذلك تلافياً للازدواجية في تقديم المساعدات، كما أن من مميزات هذا المشروع إلزام الفقير بالعمل إذا كان مستطيعاً لسد احتياجاته وألا يخرج من دائرة المستفيدين من البرنامج حسب ما تقرره لجنة كفاية الفقر، يشمل المشروع نطاقاً جغرافياً محدداً في الجبيل البلد والصناعية وتحلية المياه وقاعدة الملك عبدالعزيز البحرية، ويقطن في هذا النطاق أكثر من 80 ألف ساكن.
وقد وضعت ضوابط وأسس لاستقبال وتسجيل الأسر المحتاجة بالدقة لضمان وصول أموال المتبرع ومنها صحة البيانات المقدمة والتقييم الميداني الشامل لأوضاع الأسر كذلك التأكد من عدم كفاية الموارد المالية لاحتياج الأسرة، كذلك من الشروط أن تكون الأسرة مستقرة في الجبيل سنتين على الأقل.
المشروع على مرحلتين
وعن الخطة العامة للمشروع قال فضيلته:
المشروع تم تأسيسه على مرحلتين مرحلة سد الاحتياج لجميع فقراء الجبيل ومدتها تبدأ من أول رمضان هذا العام وتنتهي بتاريخ 30/8/1425هـ.
أما المرحلة الثانية فهي مرحلة كفاية الفقير ومدتها ثلاث سنوات، حيث يتم في هذه المرحلة إيجاد دخل ثابت للفقير وذلك بعد تهيئته بالدورات المكثفة وتوظيفه في القطاعات الحكومية أو القطاعات الخاصة مثل الشركات أو المؤسسات أو عن طريق إيجاد المتاجر الفردية التي تقررها اللجنة بعد دراسة نوع الاحتياج التجاري وإيجاد قرض مناسب له على أن يرده على أقساط، وفي هذه المرحلة يكون فيها دخل ثابت من غير المشروع.
أما العاجزون وغير القادرين على العمل كالمسنين والمرضى والمعاقين فإنهم هم الذين يبقون ليصرف عليهم المشروع مباشرة، وهؤلاء يشكلون نسبة 8% من الفقراء. وأبان في حديثه إلى المجالات التي يمكن تأهيلهم لها والجهات المساعدة للتدريب موضحاً بأن هناك تخصصات فنية «كهرباء - خياطة للنساء» وتخصصات إدارية «كاتب - طابع كمبيوتر - موظف كابينة - اتصالات - بائع».
أما الجهات فهناك الورش والمشاغل والمحلات التجارية ومركز الكمبيوتر والمؤسسات والشركات.