Tuesday 18th november,2003 11373العدد الثلاثاء 23 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

إلى من غرر به: التفجيرات ليست أعمالاً إلى من غرر به: التفجيرات ليست أعمالاً
بطولية ولا عمليات استشهادية!!

حقيقة كم نتألم ونحزن بما وصل إليه الحال لبعض تصرفات شبابنا وهم قلة قليلة الذين سلكوا طريقا غريبا وبفكر دخيل ورأي مستورد مسموم يريدون زعزعة أمن البلد واستقراره وضرب مصالحه والعبث بمقدراته فحوادث الترهيب والتخريب التي بدأت تلوح بالأفق بوادرها ففي منطقة الرياض بدأت شرارتها الأولى وامتدت إلى بلد الحرام وطيبة الطيبة وباتت وسائل الإعلام المختلفة تتناقل تلك الأحداث وبتنا ننام على خبر ونصحو على خبر جديد فمزارع تداهم واستراحات تطوق وشقق تراقب اتخذها هؤلاء الشباب المغرر بهم والضالون عن الاستقامة وطريق الهداية لتنفيذ مخططات وتحقيق مآرب العدو. بحوزتهم قنابل مميتة وأسلحة فتاكة متنوعة لقتل الأرواح وتدمر الممتلكات آخ ثم آخ إنه العار والشنار والخزي والنار إنه قمة العقوق والنكران وجحد الجميل لهذا الوطن الذي عشنا عليه كما عاش آباؤنا وأجدادنا وظلوا له أوفياء أمناء يذودون عن أرضه ويدافعون عن عرضه، ألم تشاهدوا أيها الشباب المضلل الأبطال الأشاوس في فلسطين الحبيبة كيف يرخصون الروح ويفدون وطنهم بالدم من أجل تحريره من مستعمر صهيوني غاشم إنها الشهادة الحقيقية إنها الأعمال البطولية التي وثقها التاريخ وكانت محل تقدير وإعجاب الجميع لأنه دفاع مشروع وعمل له ما يبرره وكذا الحال في عراقنا الغالي الذي يتسابق أبناؤه بالتضحية والفداء وتقديم حياته وفاء لوطنه ضد عدو غاشم ومحتل أرضه ومتلاعب بخيراته ومتصرف في شؤونه فهؤلاء يقال عنهم الأبطال وهؤلاء يشاد بهم ويثنى عليهم، أما أنتم فغدرتم بالوطن وأشهرتم السلاح في صدور إخوانكم من رجال الأمن ونسفتم البنايات على من فيها من النساء والأطفال والشيوخ روعتهم الآمنين وأفزعتم المعاهدين فهل يقال عنكم أبطال وفدائيون كلا والله بل يقال خونة وعملاء لأن أفعالكم الشنيعة وأعمالكم الإجرامية تحرمها الأديان السماوية وتنبذها القيم والأعراف الإنسانية ولا تخدم إلا عدوا متربصا بنا يتحين الفرص ويستغل هؤلاء السذج من شباب غسل عقله وفكره ويجد من يؤيده ويشجعه من شياطين الجن والأنس الذين وصفوا أنفسهم معارضين سياسيين متخذين من بلاد الغرب ملاذا وموطنا لبث السموم ونشر الشائعات وإثارة الفتن وتأجيج الشباب وتحريضهم على القيام بالترهيب والتخريب بحجة الحرية والديمقراطية والإصلاح ليس بحجة الإسلام والعقيدة ومصلحة الوطن ويتظاهرون بالدين ويتلبسون بالإسلام والإسلام حرم الإقامة في بلاد الكفار مهما كانت الذرائع والحجج فكيف من ولى وخرج من بلاد الحرمين الشريفين التي تطبق به الشريعة وقام به الحدود ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر إلى بلاد لا تدين بالإسلام بل هي عدوة له تمارس فيه المنكرات وتنتهك المحرمات لا يدينون بدين ولا يعترفون بعقيدة فكيف يصدق هؤلاء الشباب ويستجيبوا لنداءات المعارضون السياسيين في تلك الأوطان؟ فلو كان فيهم خير لصبروا وتحملوا وبقوا في وطنهم الذي ولدوا ونشأوا وتربوا وتعلموا على أرضه ولو كانوا على علم بالإسلام وأحكامه ما شجعوكم وأيدوكم على قتل إخوانكم وتخريب دورهم وطعن وطنكم والغدر به وخصوصا في هذه الأوقات العصيبة التي تواجه بلادنا حملة مسعورة من قبل أعداء الإسلام الذين كشروا بأنيابهم وسخروكم كأداة لزعزعة الأمن والاستقرار فيا أيها الشباب المضلل بفكره والمغرر بعقله عد إلى رشدك وتب إلى ربك وكن معول بناء لوطنك لا لهدمه ولا يغرك كلام وبيانات من احتضن بلاد الغرب يعيش طليقاً ويأكل هنيئاً وينام مستريحا وأنت تتنقل في جنح الظلام ما بين الشقق والاستراحات والمزارع فلا تهنأ بنوم ولا تستلذ بطعام ولا يهدأ لك بال حرمت أمك لذة الاستئناس بك والجلوس معك وسببت لها الأمراض وأبوك يعيش الحسرة والندامة وحرمت أطفالك إن كنت متزوجاً حنان الأبوة وعطف الطفولة وزوجتك كدرت حياتها ونغصت عيشها تنتظر اللحظات العصيبة ليلبسوها السواد وتكون من بعد قتلك أرملة وأطفالك أيتاما يساق عليهم الصدقات والأعطيات.
فيا أيها الشاب سخر قوتك وطاقتك وعقلك وفكرك وبطولتك وفتوتك لخدمة دينك ووطنك وكن ممن يقدم التضحيات في سبيل الله لا بسبيل الشيطان والهوى وكن ممن يتعظ بغيره تكن سعيداً ولا تكن ممن يتعظ بنفسه تكن شقيا في الدنيا والآخرة. نسأل الله أن يصلح حالكم وينير قلوبكم ويرشد عقولكم إلى الحق والصواب والخير والفلاح وأن يحفظ لهذه البلاد أمنها وأمانها ويديم استقرارها ورغدها ويوفق ولاة أمرنا لما فيه خير وسعادة الوطن والمواطن إنه نعم المولى ونعم النصير.

ناصر بن عبدالعزيز الرابح
مشرف تربوي بتعليم حائل

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved