استقلال المملكة المغربية

  في مثل هذا اليوم من عام 1956م حصل الشعب المغربي على استقلاله بعد ثورة انطلقت في 20 أغسطس في عام 1953 م، التي قادها الملك محمد الخامس عام 1944م على رأس حركة المطالبة بالاستقلال، والتي سعت بكل قوة إلى حشد الشعب المغربي في ثورة ضد الاستعمار الفرنسي الذي كان يمارس المناورات والحيل في محاولة للبقاء والتمسك بمقدرات البلد على الرغم من اختلاف الحكومات المتعاقبة على سدة الحكم في فرنسا.
أعلن الملك محمد الخامس عن برنامج الاستقلال لبلاده في خطاب ألقاه سنة 1947 في مدينة طنجة، بالرغم من قسوة الاحتلال واعتداءاته المتكررة على العاصمة الدار البيضاء. وفي عام 1950 بدأت المفاوضات الأولى بين المغاربة والفرنسيين من أجل استقلال المغرب. حيث رفض الملك الراحل محمد الخامس كل تسوية لا تستجيب لمطالب الشعب المغربي بالاستقلال، وكذلك أي اتفاقية لا تنص بشكل واضح على الاستقلال.
وأمام إصرار الشعب المغربي على الحصول على حريته وتخلصه من نير الاستعمار الأجنبي، ما كان للمستعمر وسيلة سوى الضغط، واللجوء إلى العنف والتسلط أملاً في البقاء أكبر فترة ممكنة، فتم نفي الملك محمد الخامس مع أفراد أسرته عام 1953 إلى كورسيكا ثم إلى مدغشقر.
لم يكن لعملية نفي الملك من تأثير كبير على مسيرة الثورة المغربية، فقد تواصلت الثورة بزخم كبير، وواصل الملك كفاحه ورفضه لضغوط الاستعمار ودعواتهم له بممارسة الضغوط على زعماء القبائل وجيش التحرير إلى وقف أعمال المقاومة التي بدأت تزداد قوتها وحدتها يوماً بعد آخر. وبعد مرور سنتين اضطرت قوات الاحتلال الفرنسي إلى إعادة الملك من منفاه والإقرار باستقلال المغرب دولة حرة ذات سيادة، بعد سلسلة من المفاوضات بين الحكومة الفرنسية والملك محمد الخامس رفض خلالها الملك أي نوع من أنواع المناورة، وأصر على الاستقلال كحل وحيد لوقف المقاومة.
تحررت المغرب لتبدأ مسيرة البناء والتنمية على مختلف المجالات الاقتصادية والأمنية.. فقد كانت معظم مرافق ووظائف الدولة في يد الأجانب، وأنشئت حكومة وطنية وتم تعيين ولاة للأقاليم الذين استلموا مقاليد السلطة من الفرنسيين في مناطقهم.