Wednesday 19th november,2003 11374العدد الاربعاء 24 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الكابتن سعد الشهري ..مساعد المدير العام للأمن والسلامة بالسعودية في حديث لـ « الجزيرة » بعد المنصب الجديد: الكابتن سعد الشهري ..مساعد المدير العام للأمن والسلامة بالسعودية في حديث لـ « الجزيرة » بعد المنصب الجديد:
أحداث 11 سبتمبر غيّرت فلسفة التعامل مع الإرهاب
عمليات الاختطاف تبدأ قبل الاستيلاء على الطائرة .. وأفضل أساليب التعامل مع المختطفين هي المواجهة

* حاوره-: حسن محني الشهري - علي سعيد العمري
عمل على قيادة معظم أنواع الطائرات من أول الداكوتا والكونفير حتى البوينج بأنواعها المختلفة.. وتدرج في الخطوط السعودية في عدة مناصب فنية وإدارية من مساعد طيار إلى قائد طائرة ثم مدرب طيارين ثم طيار اختبارثم مديراً لتدريب سلامة الطيران بالعمليات الجوية ثم مساعداً للمدير العام لسلامة وأمن المؤسسة.
يعتبر أن مسؤوليته في إدارة الأمن والسلامة هي توفير عاملي الأمن والسلامة لجميع طائرات وملاحي وموظفي وركاب ومرافق الخطوط الجوية العربية السعودية في الارض والجو والداخل والخارج بحسب متطلب الانظمة المحلية والدولية.
ويهتم أكثر بسلامة الطائرات أثناء طيرانها في الجو وحمايتها بما فيها من الاختطاف والإرهاب وهذا زاد بعد الأحداث الاخيرة.
تقابلنا مع الكابتن طيار سعد الشهري الذي شرح لنا أهمية الامن والسلامة ورحلته مع الطيران وفتح لنا قلبه فكان هذا الحوار.
* سيرتكم الذاتية منذ البدء بحياتكم العملية؟
- التحقت بالخطوط الجوية السعودية عام 1967م بعد إكمال الدراسة الثانوية كطالب طيران وتخرجت كمساعد طيار بتاريخ 1/1/1970م عملت مساعد طيار على طائرات الداكوتا ثم الكونفير ثم البوينج 737 ثم البوينج 707 و720 وفي عام 1975 رقيت إلى رتبة قائد طائرة على طائرات البوينج 737 ثم على طائرات الترايستار ثم البوينج 747 ومؤخراً على طائرات البوينج 777 ولقد كلفت بمهام عدة مناصب فنية وإدارية خلال فترة خدمتي بدأ بمدرب طيارين ثم طيار اختبار ثم مديراً لتدريب سلامة الطيران بالعمليات الجوية ثم مديراً عاماً لسلامة المؤسسة ثم مساعداً للمدير العام لسلامة وأمن المؤسسة.
* بعد توليكم لمهام مساعد المدير العام للأمن والسلامة بالسعودية هل لنا بكلمة بهذه المناسبة؟
- أود أن أشكر معالي المدير العام للخطوط الجوية العربية السعودية الدكتور خالد عبدالله بن بكر على ترشيحي لهذا المنصب كما أود أن أشكر سمو مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام لشؤون الطيران المدني الأمير فهد بن عبدالله آل سعود على قبول الترشيح والموافقة عليه، كما أود أن أشكر جميع زملائي من تنفيذيي وقيادات ومنسوبي الخطوط السعودية وأصدقائي من خارجها على تهانيهم وكريم مشاعرهم، مؤكداً تفهمي لحجم المسؤولية ونيتي المخلصة على بذل منتهى طاقتي لأداء الأمانة الملقاة على عاتقي راجياً من الله العون والتوفيق.
* كيف توجهتم للأمن والسلامة كتخصص وأنتم كابتن طيران؟
- إن موقع الأمن والسلامة من الطيران بمثابة موقع القلب من الجسد، فجميع من يعمل بمهنة الطيران يجد السلامة جزءاً أساسياً من تدريبه وحجر زاوية في جميع مهامه ومسؤولياته سواءً كان طياراً أو فنياً أو ضابط عمليات، وكذلك يجد أمن الطيران، ولعل الطيارين هم أكثر شرائح المهنيين علاقة بالسلامة والأمن وتفهماً لها بصفتهم الذين يتحملون المسؤولية المباشرة في التعامل مع أي إخفاق سلامة أو أمن وهم كذلك الذين يتمتعون مباشرة بالنتائج الإيجابية لمجهودات السلامة والأمن، وبأخذ هذه الحقيقة في الحسبان، تم في العام 1986م إجراء تغييرات إدارية جذرية في قيادات العمليات الجوية وكنت في تلك الأيام أعمل كطيار ومدرب طيارين ومختبر على طائرات 747 وقد رشحني مهندسو التغيير في حينه لعدة مناصب إدارية ضمن الإدارة الجديدة وقد وقع اختياري منها على منصب مدير تدريب سلامة الطيران الذي كان يتوافق مع طموحاتي وتوجهاتي الفنية وكان بداية علاقتي بالسلامة كتخصص الذي قادني فيما بعد إلى عدة دورات تأهيلية متخصصة في مجال السلامة في عدد من الجامعات والمعاهد الأوربية والأمريكية، كما مكنني من الحصول على عضوية الكثير من اللجان الدولية المهتمة بالسلامة التي تمثل أحد أهم مصادر المعلومات والاستشارة لأي متخصص.
* أين هي قيادة الطائرات منكم الآن وهو الأمر الذي يستوجب المتابعة؟
- ما أزال أمارس مهنتي كبقية زملائي من قائدي الطائرات وإن كانت مهامي الإدارية لا تسمح لي بالتمتع بالمهنة إلى الحد الذي يتوفر لغيري من الزملاء الطيارين حيث تكاد تنحصر رحلاتي في الرحلات القصيرة والمتوسطة التي لا تأخذني لفترات طويلة عن مهامي الإدارية ولكنني أقوم بجميع متطلبات المهنة وأجتاز جميع اختباراتها كغيري من زملائي وأتمتع بصلاحيات رخصتي لمزاولة قيادة طائرتي بدون قيود.
* هل لنا بنبذة عن المهام المناطة تحت إدارتكم مع ذكر المرافق التي تخضع لهذه المهام؟
- مهام إدارة الأمن والسلامة تتمثل في مسؤوليتها عن التأكد من توفر عاملي الأمن والسلامة لجميع طائرات وملاحي وموظفي وركاب ومرافق الخطوط الجوية العربية السعودية في الأرض والجو والداخل والخارج بحسب متطلبات الأنظمة المحلية والدولية مع ما يتبع ذلك من مسؤولية رسم الاستراتيجيات العامة واستحداث الأنظمة والإجراءات الكفيلة بتأكيد التنفيذ وتوفير الموارد البشرية المدربة والتقنيات اللازمة لأداء المهام المناطة بها والقيام بالتنسيق اللازم مع جميع الإدارات المعنية بالمهام التشغيلية داخل المؤسسة والجهات الحكومية في الداخل والخارج والمنظمات الدولية في الخارج بما يكفل أمن وسلامة المؤسسة.
* كم عدد الأعضاء العاملين بالأمن والسلامة بالخطوط السعودية؟
- يبلغ عدد أعضاء إدارتي الأمن والسلامة بالخطوط الجوية العربية السعودية ما يزيد على ثمانمائة موظف واخصائي منهم أعضاء جهاز السلامة وهم جميعهم منتمون إلى الخطوط السعودية ومنهم أعضاء جهاز الأمن الذي ينتمي بعضهم إلى الخطوط السعودية وينتمي البعض الآخر لشركات أمنية متخصصة نتعاقد معهم على توفير خدمات أمنية في مواقع مختلفة في الداخل والخارج.
* أين تقع الخطوط السعودية عالمياً في تصنيف الأمن والسلامة؟
- تقع الخطوط السعودية ضمن من يولون أمور الأمن والسلامة أولويتهم المطلقة قولاً وعملاً بدأ بتبني قيادة المؤسسة ذلك التوجه يؤكد ذلك تنفيذ حرفي ودقيق لمتطلبات الأنظمة الدولية للسلامة والأمن مروراً بالتدريب الجيد لكل المعنيين والاستخدام الأفضل للتقنيات ثم الرقابة الدقيقة على مستويات الجودة النوعية في الأداء، والمساهمة مع المنظمات الإقليمية والدولية على تطوير الاستراتيجيات وتبادل المعلومات من أجل أجواء أكثر أمناً وسلامة.
* بعد كثرة أحداث اختطاف الطائرات كيف كان التعامل معها سابقاً والتغيرات التي حدثت حالياً عالمياً ومحلياً؟
- غيرت أحداث الحادي عشر من سبتمبر فلسفة التعامل مع الإرهاب من محاولة الاحتواء إلى المواجهة المباشرة فبعد أن كان التوجه السائد عالمياً هو تدريب جميع الملاحين العاملين على الطائرات على الانصياع لأوامر المختطف وفتح باب قمرة القيادة له وعدم استثارته ومحاولة بناء جسور للحوار بينهم وبينه بهدف إعادة الطائرة إلى الأرض في محاولة لفتح مفاوضات وحوار يؤدي إلى إنقاذ من في الطائرة أو تحجيم الخسائر بينت الأحداث أن المختطف الانتحاري لا يجدي معه ذلك التوجه وأنه لابد من تغيير الاستراتيجيات الماضية واستخدام وسائل واجراءات وتقنيات تأخذ في الحسبان ما أبرزته الأحداث من حقائق وتطورات جعلت المواجهة المباشرة والتصدي هي الخيار الوحيد بصرف النظر عن النتائج وقد توجه العالم بأسره إلى ذلك الاختيار الذي شكل أكبر منعطفات أمن وسلامة النقل الجوي منذ نشأته وحتى يومنا هذا.
* هل لنا بشرح موجز عن طرق اختطاف الطائرات وأين يمكن الخلل في الأمن والسلامة حتى تمكن الخاطفون من تنفيذ الاختطاف وذلك من خلال خبرتكم ومتابعة هذه الأحداث؟
- باختصار شديد بينت التحليلات أن عملية الاختطاف تبدأ قبل الاستيلاء على الطائرة وركابها بوقت طويل تتراوح مدته بحسب نوع العملية وحجمها وأهدافها ودقة تخطيطها، وفي أسوأ العمليات تخطيطاً تبدأ عملية الاختطاف عندما يفشل آخر خطوط الدفاع في إحباط عملية تمرير السلاح إلى الطائرة من خلال اختراق المختطف لآخر الحواجز الأمنية ونقاط التفتيش في مطار المغادرة حيث تصبح اليد الطولى بعد ذلك لمن يحمل السلاح بحيث يصبح ملاحو وركاب الطائرة تحت رحمة الإرهابي المختطف، وقناعتي إن الخلل يكمن أولاً في عدم نجاح المعنيين بسلامة الطيران على مستوى العالم إلى نقل المعركة مع الإرهابيين إلى الأرض من خلال بناء قاعدة للمعلومات تحتوي على معلومات استخبارية دقيقة قوامها تعاون دولي تتبادل فيه المعلومات عن المشبوهين والإرهابيين أياً كان جنسهم أو دينهم أو انتماءهم السياسي مع رصد اتصالاتهم وتحركاتهم وتعاملاتهم وإفشال خططهم قبل وصولهم إلى الطائرة، وثانياً في تباطؤ التطوير لأجهزة أمن المطارات بشكل عام وحتى في أرقى الدول تقدماً من حيث تدريب العناصر واستخدام التقنيات والوسائل التي تواكب تطور أساليب الإرهاب، وثالثاً: تراخي الأجهزة الأمنية في بعض المطارات كنتيجة طبيعية لمرور وقت طويل في تلك المطارات بدون حدوث اختراقات أمنية تؤدي إلى إيقاظ الجهاز وتحفيزه، رابعاً: تنافس الشركات وإدارات المطارات وجميع المعنيين بصناعة النقل الجوي على كسب الراكب ومراهنتهم في ذلك على عامل سرعة الخدمة وسهولة الحركة في المطارات على حساب المتطلبات الأمنية مع ما يقابل ذلك من قبول جمهور المسافرين للفكرة واستحسانهم لتبسيط الإجراءات الأمنية أو انعدامها خامساً: تمكن الكثير من الارهابيين الجويين من الحصول على ملاذ آمن بعد اقترافهم الجرائم تستوجب تقديمهم للعدالة وتغاضي المجتمع الدولي عن ذلك، وغير ذلك من الأسباب المساعدة التي يطول شرحها.
* ما هي طرق الأمن والسلامة الاحتياطية والتجهيزات المستحدثة مؤخراً الموجودة بالطائرات الآن؟
- إضافة إلى جميع الاحتياطات التقليدية تم تدريع أبواب مقصورة القيادة في جميع الطائرات بما يجعل من غير الممكن اقتحامها أو كسرها حتى بقوة نارية عالية كما يجري تركيب أجهزة رقابة تلفزيونية تمكن الطيار من مراقبة ما يجري في مقصورة الركاب بدون الاضطرار إلى الخروج من مقصورة القيادة أو السماح لأحد بدخولها، كما جرى تحديد دخول غرفة القيادة أو الخروج منها إلا للمخولين بذلك وبتنسيق مسبق بين طاقم الطائرة.
* فيما لو استطاع أحد الخاطفين من اختطاف طائرة الآن، ما هي أساليب السلامة وهل هناك أشخاص خلاف طاقم الطائرة جندوا في الطائرات لمثل هذه الأحداث؟
- الأساليب هي المواجهة مع أي مختطف ورفض الاستسلام له واعتقاله أو قتله إذا لزم الأمر وبدون شك فان أسلوب المواجهة قد فرض على المعنيين بشأن سلامة الطيران في العالم أجمع توفير مستلزمات تلك المواجهة مما استوجب تجنيد حرس أمن للطائرات يختلف مصدر تمويلهم من بلد إلى آخر ومن شركة إلى أخرى فمنهم من يتبع لأمن الدولة ومنهم من يتبع لشركات الطيران نفسها ومنهم من يتبع لشركات أمن تجارية متخصصة تقدم خدمات أمنية لمن يريد أن يشتري خدماتهم، كما تم تعديل الأنظمة الدولية لتسمح لحراس أمن الطائرات بحمل الأسلحة المختلفة التي تمكنهم من أداء عملهم، كما قامت بعض الشركات بالتنسيق مع حكوماتها بتدريب طياريها على استخدام الأسلحة الخفيفة وتزويدهم بالسلاح استجابة لطلبات اتحاد الطيارين العالمي الذي وجد أن المواجهة بين مختطف مسلح وطيار أعزل معركة غير متكافئة مما يفرض تسليح الطيار.
* ما هو الدور المطلوب من الركاب في حال وقوع اختطاف الطائرة؟
- المطلوب من الراكب في حال وقوع اختطاف هو أن يكونوا حذرين ويتجنبوا القيام بأي حركة فجائية أو غير محسوبة بما قد يؤدي إلى تعرضهم للخطر، كما يتوجب على القادرين منهم من الرجال الأشداء وذوي الخلفية الأمنية أو المقدرات الشخصية أن يكونوا على استعداد لتقديم الدعم اللازم لرجال حراسة الطائرة وملاحيها عند طلبهم المساعدة أو عندما تسنح لهم فرصة في المشاركة في المعركة بين الخير والشر.
* هل هناك إحصائيات لعدد الطائرات المختطفة عالمياً وعربياً ومحلياً؟
- نعم هناك قواعد معلومات وإحصائيات ولكنها ليست كاملة بحجة سرية معلوماتها حيث يرفض الكثير ممن يمتلكون المعلومة مشاركة الآخرين من المهتمين بأمن الطيران فيما يمتلكونه من معلومات، ولذلك تجد فيها ضبابية معلومات وتحليلات وأن توفرت المعلومة المجردة مثل أعداد الطائرات المختطفة ونتائج الاختطاف مما يجعل المعلومات المتوفرة للتبادل لا يزيد على ما تناقلته وسائل الإعلام وقت وقوع الحدث.
* هل هناك إحصائيات لعدد حالات إحباط اختطاف الطائرات عالمياً وعربياً ومحلياً؟
- كما ذكرت آنفاً هناك إحصاءات غير كاملة ويمكن العودة لها من خلال الإنترنت على عدة من المواقع.
- ما هي حوادث الطائرات الأخرى التي تستوجب الأمن والسلامة؟
- تاريخياً بينت الأحداث أن كل حادثة تقع لأي طائرة تكون نتيجة لقصور ما في أمر السلامة أو الأمن مما يعمل معه المعنيون بالسلامة والأمن إلى تحديد ذلك القصور واستحداث وتعميم الإجراءات الكفيلة بالحيلولة دون تكرار وقوع ذلك القصور مستقبلاً، ولعل قصدك من السؤال هو ما هي أكبر مسببات حوادث الطيران التي تستوجب العمل من المختصين لتوفير قدر أكبر من الأمن والسلامة، وجواب ذلك هو الاهتمام بالعامل البشري الذي بينت الإحصائيات أنه السبب الرئيس لأكثر من ثمانين في المائة من حوادث الطيران المختلفة، كما يتوجب تحسين مدارج الهبوط والإقلاع في بعض المطارات وتوفير الأجهزة الإلكترونية المتطورة في الأرض وفي الطائرة التي تساعد الطيار على الاقتراب والهبوط والإقلاع والمغادرة لتلك المطارات بأمان وخصوصاً المحاطة منها بتضاريس أرضية عالية من جبال وغيره حيث بينت الإحصاءات أن تسعين في المائة من جميع حوادث الطيران تقع في بحر إحدى عشرة دقيقة من وقت الرحلة منها الثماني دقائق التي تسبق هبوط الطائرة والثلاث دقائق التي تلي إقلاعها كما أن المراقبة الجوية في الكثير من بلدان العالم الثالث تحتاج إلى مواكبة القفزات السريعة لصناعة الطيران وخصوصاً في توفير التجهيزات الأساسية والتقنيات المتقدمة وتوفير التدريب للكوادر.
* ما هي الاحتياطات الأمنية لسلامة الطائرات من الاصطدام ببعضها أو بالمنشآت المعمارية العالية أو المرتفعات مثل القمم الجبلية؟
- هناك عدة احتياطات أساسية منها الاحتياطات النظرية التي قوامها مسؤولية الطيار عندما تسمح له الرؤية بذلك أن يجنب طائرته الاصطدام بأي جسم غريب أو تضاريس أرضية على افتراض أنه يرى ما يقع في طريقه، أما عند انعدام الرؤية بسبب الظلام أو السحب وخلافها فإن المراقبة الجوية والأنظمة المرعية توفر فصلاً بين جميع الطائرات التي تطير تحت سيطرت الرقابة الجوية من خلال مراقبتها تنظيمياً أو رادارياً وعدم السماح لطائرة ما بالطيران في اتجاه معاكس لطائرة أخرى إلا إذا كان يفصل بينهما مسافة عمودية لا تقل عن الف قدم، كما لا يسمح لأي طائرة بالطيران على نفس خط سير طائرة أخرى وفي نفس الاتجاه وعلى نفس الارتفاع إلا عندما يكون بين الطائرتين مسافة أفقية تحول دون لحاق إحداهما بالاخرى تحدد تلك المسافة سرعة الطائرتين، كما أن أحد احتياطات السلامة هو توفير خرائط جوية للطيارين توضح التضاريس المحيطة بخط سير طائراتهم وارتفاع تلك التضاريس وتوضح الحد الأدنى للارتفاع المسموح بالطيران عليه في كل منطقة يطيرون عليها، كما أن هناك احتياطات سلامة إليكترونية متمثلة في جهاز منع التصادم الذي يعمل في حالة إخفاق المراقب الجوي في الفصل الآمن بين طائرتين تطيران في نفس المجال الجوي حيث يقوم جهاز منع التصادم الذي تم اختراعه منذ عدة سنوات بإصدار تحذير متزامن لطياري كلا الطائرتين المتعارضتين يأمر إحداهما بخفض ارتفاعها ويأمر الأخرى بزيادة ارتفاعها بما يمكنهما من تفادي التصادم، وهنالك كذلك احتياط سلامة إليكتروني يتمثل في جهاز التحذير من الاقتراب الخطير بالأرض وهو جهاز يعمل عند فشل الطيار والمراقب الجوي في المحافظة على ارتفاع آمن يجنب الطائرة الارتطام بالتضاريس الأرضية حيث يصدر تحذيراً للطيار عندما يستشعر اقتراب الطائرة من أي تضاريس ويأمره بالارتفاع بطائرته على عجل.
* كيف تجري أساليب التحقيقات حول حوادث الطائرات بصفتكم محققا دولياً معتمداً وعن كيفية تحديد الأخطاء والمسببات ومن يتولى البحث في ذلك وكيف يتم إنهاء الأمر بين شركات الطيران وكيفية تعويض الخسائر في الارواح أو الممتلكات بالمقابل المادي وذلك للشركات أو الأفراد؟
- التحقيق في حوادث الطائرات هو مسؤولية الحكومات التي يقع الحادث على أرضها أو في مياهها الإقليمية، كما أن أنظمة المنظمة الدولية للطيران المدني والمنبثقة عن الأمم المتحدة قد حددت بوضوح حقوق وواجبات جميع الفرقاء المعنيين بأي حادث جوي بما في ذلك الدولة التي وقع الحادث على أراضيها والدولة المالكة للطائرة ودولة تصنيع الطائرة والدولة المصنعة لأي جزء من الطائرة قد يعتقد بعلاقته بالحادث إذا كانت تلك الدولة غير الدولة الصانعة للطائرة «مثل طائرة أمريكية تعمل بمحركات أوروبية أو العكس» والشركة المشغلة للطائرة وكل من له علاقة بالحادثة حيث يتم تشكيل فريق تحقيق برئاسة الدولة التي وقع الحادث على أرضها وبعضوية جميع الأطراف المذكورين آنفاً، مهمة هذا الفريق جمع المعلومات وتحليلها وتقديم تقرير نهائي يحدد مسببات الحادث والتوصيات الكفيلة بعدم تكرار حدوثه ومع أن هذا التقرير فني بحت فانه يمثل القول الفصل في تحديد المحاكم لاحقاً لمسؤوليات الأطراف حول وقوع الحادثة وتحديد من يجب أن يتحمل تبعات الحادثة، علماً أنه يتم التنسيق بين شركات التأمين وشركة الطيران التي تعرضت طائرتها للحادثة بما يؤدي إلى دفع جميع التعويضات بعد الحادث وبدون تأخير بصرف النظر عمن تقع عليه مسؤولية الحادث وحتى قبل استكمال التحقيقات بينما يتم التقاضي بين شركات التأمين بعد صدور التقرير النهائي للحادث حول المسؤولية بما يمكن كل طرف من استعادة حقوقه علماً أن ذلك قد يستغرق سنوات في بعض الحالات.
* ما هي احتياطات السلامة حيال متغيرات الظروف المناخية الجوية قبل إقلاع الطائرة أو بعدها وما إذا كانت على ارتفاع عالٍ؟
- تمثل الظروف الجوية تحدياً حقيقياً للطيار تزيد خطورته كلما اقتربت الطائرة من الأرض وكلما انخفضت سرعتها، ولذلك فمن احتياطات السلامة حيال متغيرات الظروف المناخية أن لكل طائرة مواصفاتها المعتمدة التي تحدد حدود مقدرتها على تحمل الظروف المناخية في أثناء إقلاعها أو هبوطها مثل الحد الأعلى لسرعة الرياح والحد الأدنى لمدى الرؤية الأفقية وكمية عمق الماء أو الثلوج في مدرج الإقلاع أو الهبوط ونوعية وشدة المطر ويتوجب على الطيار عدم الإقلاع أو الهبوط إذا كانت الظروف الجوية أعلى من مواصفات تحمل طائرته كما يمنع منعاً باتاً الإقلاع والهبوط عندما تكون هناك عواصف رعدية في مسار الطائرة خلال إقلاعها أو هبوطها، ويخف أثر تحدي الظروف الجوية كلما زاد ارتفاع الطائرة وزادت سرعتها حيث تصبح التأثيرات أقل خطراً مع أن المنع البات من دخول مناطق العواصف الرعدية يظل ساري المفعول بصرف النظر عن ارتفاع الطائرة، وبطبيعة الحال يمثل رادار الطائرة أحد أهم أجهزة احتياطات السلامة المتوفرة للطيار في الظروف الجوية، كما أن جهاز تذويب الثلوج ومنع تراكمها على فوهات محرك الطائرة وأجنحتها تمثل احتياط سلامة شديد الفعالية للمحافظة على فاعلية قوة الدفع في الطائرة وأنظمة التحكم في طيرانها وكذلك نظام الإنذار من ظاهرة قصف الريح التي كانت أحد أكبر مصائد الطائرات حيث أصبح الآن في مقدور الطيار التعامل بنجاح مع تلك الظاهرة.
* نسمع عن المطبات الهوائية وقد تكون عنيفة في بعض الأوقات وهي تسبب قلقاً للبعض حين حدوثها ما مدى خطورتها وكيف تكون السلامة في ذلك؟
- المطبات الهوائية إحدى الظواهر الجوية التي كانت وستظل مصدر إزعاج لركاب الطائرات ولا يمكن تفاديها بشكل حاسم ولكنها ليست بخطورة الظواهر الجوية القريبة من سطح الأرض ولذلك فالطيارون مدربون على التعامل معها والطائرات مؤهلة لتحملها وإدارات الأرصاد الجوية حريصة على متابعة مواقع تلك المطبات الهوائية ومدى قوتها وإصدار نشرات إرشادية للطيارين حولها وإدارات المراقبة الجوية تتفهم طلبات الطيارين لتغيير ارتفاعاتهم أو خط سير طائراتهم لتفادي مواقع المطبات الهوائية وهي في الحقيقة تمثل مصدر إزعاج أكثر مما تمثل مصدر خطر.
* كيف تستطيعون السيطرة على أمن المحطات الخارجية التابعة للخطوط السعودية؟
- من خلال تقييم مستمر للمخاطر من قبل جهاز أمن الخطوط السعودية يتم بالتنسيق مع مديري فروع السعودية في الخارج من جهة وبين الجهاز والسلطات المختصة في البلدان التي تقع فيها تلك المحطات من جهة أخرى ينتج عن ذلك التنسيق تحديد حجم المخاطر في كل محطة والتعرف على الاحتياجات الأمنية المطلوبة في المواقع المختلفة لمرافق السعودية وعملياتها وتحديد الجهة المسؤولة عن توفير ذلك الأمن، فما كان من اختصاص البلد المضيف يتم التأكد من توفره عن طريق الجهات المختصة، وما كان من اختصاص الشركات المشغلة فإننا نعمل على توفيره عن طريق التوظيف المباشر أو شراء الخدمة من شركات أمنية متخصصة.
* كيف يتم إبعاد التداخل في نظام الأمن بداخل المطارات مع القطاعات الحكومية وغيرها في الداخل والخارج؟
- الحقيقة ما تسميه تداخلاً في نظام الأمن يمثل أحد أساسيات النظام الأمني ونراه نحن المختصين تكاملاً ضررياً ليس من مصلحة العملية الأمنية انفراد أي جهة به دون الأخرى، والحقيقة أن كل دول العالم لديها برامج أمنية وطنية منبثقة من نظام دولي تتبناه وتشرف عليه المنظمة الدولية للطيران المدني «أيكاو» حيث يحدد هذا البرنامج بدقة مهام كل جهة ذات مسؤولية تجاه أمن عملية النقل الجوي سواءً كانت حكومية أو تجارية وتحميل تلك الجهة مسؤوليتها بمعرفة جميع الأطراف الأخرى وبما يمكن أي طرف أن يطلع على مهام الجهة الأخرى ومراقبة جودة أدائها وإبداء ملاحظاته عليها، علماً أن المسؤولية الرئيسة في أمن عمليات النقل الجوي تقع على عاتق الحكومات ويعتبر دور الشركات مسانداً ومحصوراً بتنفيذ ما يخصها مما حددته الأنظمة الدولية وفرضه البرنامج الوطني للدولة.
* للخطوط السعودية الكثير من المنشآت والمرافق والخدمات بالداخل والخارج ما هي الوسائل والطرق الموجودة لسلامة هذه المنشآت؟
- لدينا إدارة متخصصة في سلامة المرافق مهمتها متابعة جميع مرافق المؤسسة منذ مرحلة التخطيط لإنشاء المرفق هدفها التأكد من توفر جميع متطلبات السلامة في المرفق بحسب المواصفات التي تحددها الأنظمة المطبقة في بلد الإنشاء، يتبع ذلك بالتنسيق مع الإدارات المستخدمة للمرفق إعداد خطة إخلاء للمرفق وتشكيل فريق سلامة من الموظفين العاملين في المرفق ويفضل أن يكون الفريق برئاسة أعلى منصب إداري في المرفق يتم بعد ذلك تدريب هذا الفريق على عمليات الإخلاء من خلال القيام بتمارين تحت إشراف إدارة سلامة المرافق بما يمكنهم من القيام بمثل تلك التمارين بصفة دورية وبدون مساعدة في المستقبل مما يحصر دور إدارة السلامة على الاشراف، كما يتم إعداد سجل سلامة للمرفق يقع تحت إشراف إدارة المرفق يتم فيها تسجيل جميع معدات السلامة ومتطلبات صيانتها الدورية ويتم متابعة ذلك من رئيس فريق السلامة بالمرفق.
* ما هي إجراءات الأمن والسلامة فيما يخص الشحن الجوي؟
- إجراءات أمن وسلامة الشحن الجوي لا تختلف عن مثليتها من مرافق المؤسسة فيما يخص المرافق وعمليات التشغيل، أما فيما يخص أمن الشحنات فهناك نظام دولي يحدد مسؤوليات جميع المتعاملين معها بما فيهم الشاحن ووكالة الشحن والشركة الناقلة والسلطات الأمنية بالدولة وبالشركة المعنية وهذا النظام يطبق على الشحن الجوي بالخطوط السعودية بحرفيته ويطور داخلياً إلى إجراءات اكثر تحفظاً بحسب الحاجة.
هل تتعامل الخطوط السعودية مع شركات التأمين لضمان الخسائر المادية في حال وقوع الكوارث لا سمح الله وكم قيمة هذه العقود؟
- نعم، فشركات التأمين اليوم تمثل جزءاً أساسياً من عملية النقل الجوي ولا يمكن لأي شركة طيران أن تحصل على ترخيص التشغيل بدون الحصول أولاً على تغطية شاملة لما يمكن أن تحدثه عملياتها من أضرار للآخرين سواءً كان هذا الآخرون ركاباً في الطائرة أم من عامة الناس خارجها أو منشآت داخل أو خارج المطار أو غير ذلك مما يمكن أن يصل إليه الضرر جراء حادثة جوية، أما قيمة تلك العقود فتمثل معلومات خاصة وليست للنشر ولكن الذي يمكن أن يفيد القارئ أن هناك تغطية تأمينية كاملة وشاملة.
* ما مقدار المصاريف السنوية التي تنفقها الخطوط السعودية عامة لضمان الأمن والسلامة؟
- يمثل إنفاق السعودية على عمليات الأمن والسلامة أحد أهم أوجه استثماراتها، فلدينا أحد أكبر وأكفأ إدارات الأمن والسلامة في أي شركة طيران في العالم ولدينا برنامج تأهيل طموح للعاملين وبرامج متابعة تضاهي أفضل الشركات العالمية كما أن لنا مشاركاتنا في المجال الإقليمي والدولي ضمن جميع المنظمات التخصصية ذات العلاقة بالأمن والسلامة ونحن لا نعتبر ما يصرف على عامل الأمن والسلامة مصاريف بقدر ما نراه استثماراً مجزياً ننوي مواصلة تنميته.
* إذا كان هناك إضافة أو تعليق؟
أشكرك على اللقاء وأهنئك على الإعداد الجيد وأرجو أن يكون فيما تطرقنا إليه فائدة للقارئ العزيز.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved