Sunday 23rd november,2003 11378العدد الأحد 28 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

لا عليك..!! لا عليك..!!
خالد المالك

كانت ردود الفعل في غالبيتها كبيرة ومدمرة..
وصدى قبول توبته واسعاً وعنيفاً..
بمعنى أن المجتمع تعامل مع ظهوره بحجم قناعة الكثيرين سلباً أو إيجاباً مع ما كان يقوله لهم..
ربما لأن هذا الظهور كان ضربة موجعة للقتلة والإرهابيين وهزيمة قاتلة لهم..
وربما لأن إعلانه لهذا التراجع عن كثير من قناعاته ومواقفه وفتاواه قد تم بغير ما كان يتوقعه أقرب الناس إليه..
***
كانت مفاجأة مدوِّية ولا شك..
بأن يواجه الشيخ علي الخضير مشاهديه بمثل ما أسمعنا إياه من كلام فيه ندم وأسى على ما ارتكبه من أخطاء وإن أبدى متأخراً أسفه على ارتكابها..
وأن يقول لنا دون تردد أو خوف أو وجل إلا من الله ما معناه: ها أنذا أعترف لكم بسوء ما فعلت وأتوب إلى الله توبة نصوحاً وأطلب من الله أن يعفو عني ويغفر لي ومن المجتمع أن يتسامح عن إيذائي وتكفيري لنفر منه..
وبنظري فإن من يفعل هذا وبمثل شجاعة وإقدام علي الخضير انما هو إنسان فيه خير كثير له ولأهله ولوطنه إن شاء الله..
***
أقول ذلك، من خلال قراءة لما أفصح به الرجل من كلام عن سوء تقديره للأمور بعد أن هداه الله وأنار بصيرته لأخذ زمام الموقف المسؤول والشجاع في هذه المرحلة الدقيقة التي تتكالب فيها قوى الشر للإضرار بالأمة والوطن..
وأقول ذلك، من واقع قراءة أخرى وقد أفرحني مثل هذا الندم وسرني هذا التراجع بأن مثله إن شاء الله سيكون موعوداً بالعفو من رب غفور رحيم عن سوابقه وفتاواه وتكفيره للناس دون سند شرعي..
***
وبقي أن أشير إلى أنه لا يجب التشفي من الرجل بمثل ما فعل الكثيرون في مواقع الإنترنت بما كتبوه من آراء أنأى بنفسي وبصحيفتي عن الخوض فيها..
وأنه من الخطأ أن ننال من رجل جاء بطوعه واختياره وقناعته ليقول لنا كلاماً جميلاً أثلج صدور الخيِّرين منا..
وأن علينا أن نقابل تراجعه وندمه على تكفيره لبعض الناس وتحليل قتل رجال الأمن، وبقية الفتاوى الأخرى الجائرة التي كانت تصدر منه بما يستحق هذا التراجع من تقدير وثناء عليه..
***
والأمل جد كبير بأن يكون الشيخ الخضير بموقفه هذا قدوة لغيره ممن غُرر بهم وأن يلتزم هو بكل كلمة قالها لنا..
وأن يتسابق البقية من الإرهابيين المختبئين إلى الظهور وإعلان التوبة بإرادتهم وقناعتهم وندمهم على ما فات من أعمال ارتكبوهاوأن تشجعهم على ذلك..
فهذا بلد التسامح والعفو ولا يجوز أن يمارس العدوان عليه من الآخرين فكيف به من أهله والمنتفعين بخيراته..
***
أحيي الشيخ الخضير على تراجعه..
وأسأل الله أن يقبل توبته..
وأن ينفع بعلمه الصحيح..
وهكذا هو بلدنا يتسامح ويتسامى ولا يحقد ولا يكره ولا يؤذي حتى ولو كان من ارتكب عملاً عدوانياً كبيراً يعد من أبنائه ما دام أنه على استعداد ليعلن عن ندمه وتوبته..
***
وأقول للشيخ علي الخضير..
لا عليك ممن ساءه رجوعك إلى الحق..
ورشقك بما لا يجوز من الكلام..
ومثلك يعرف أن رضا الله هو الأهم وهو مقدَّم على رضا الخلق أجمعين..
وهذا ما أقدمت عليه دون تهيب أو تردد أو خوف إلا من الله وهو عين الصواب..

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved