Monday 24th november,2003 11379العدد الأثنين 29 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الأمير نايف خلال تشريفه حفل الدكتور الراجح: الأمير نايف خلال تشريفه حفل الدكتور الراجح:
الدولة تعمل على تلافي القصور وترحب بالنصيحة ونحن جميعاً في سفينة واحدة

  * مكة المكرمة - أحمد الأحمدي:
شرف صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية مساء يوم السبت (ليلة الأحد) 28/29/9/1424هـ حفل العشاء الذي أقامه معالي الدكتور راشد الراجح عضو مجلس الشورى، رئيس نادي مكة الثقافي الأدبي، في منزله بحي العوالي، بمكة المكرمة، وحضره عدد كبير من المسؤولين والشخصيات العلمية والفكرية والثقافية والأدبية ووجهاء وأعيان مكة المكرمة (العاصمة المقدسة). وقد ألقى معالي الدكتور راشد الراجح كلمة ترحيبية بهذه المناسبة رحب فيها بسمو الأمير الضيف الكبير وبالحاضرين ونوه بما تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني لقاصدي بيت الله الحرام، من حجاج ومعتمرين من خدمات لتسهيل أداء مناسكهم. كما نوه معاليه بما تنعم به هذه البلاد من أمن وأمان وما تتميز به من تحكيم كتاب الله في كل كبيرة وصغيرة وبثقة أبناء هذا الوطن بقيادته الرشيدة التي تقود البلاد بحنكة وعقل وإدراك.
وعبّر الدكتور راشد باسمه وباسم الحاضرين عن استنكار الجميع للتفجيرات والأحداث الأخيرة التي شهدتها البلاد، التي تشهدها بلاد إسلامية أخرى ولكن استنكارها هنا أشد لأنها بلاد الحرمين الشريفين التي تحكم شرع الله، ومعالجة الخطأ إذا وجد لا يكون بالخطأ وإنما بالحكمة والحوار بهدف الإصلاح والبناء لا الهدم. وأعرب عن ارتياحه لبوادر التوبة والتراجع التي بدأت تظهر ممن قد سلكوا الطريق المعوج ودعوتهم إلى جادة الصواب.. (والرجوع إلى الحق فضيلة) ودعا إلى عدم التعجل بالفتوى والعودة إلى العلماء الراسخين في العلم وأصحاب الرأي السديد والفكر الأصيل.. وقال معاليه: إن الجميع يقفون صفاً واحداً خلف قيادتهم على حماية هذه البلاد من كيد الكائدين وجهل الجاهلين.. داعين الله أن يحفظ لنا ديننا ودنيانا.. وأن يوفق ولاة الأمر لما فيه السداد، والحفاظ على أمن هذه البلاد إنه سميع مجيب.
كلمة المحتفى به
ثم تفضل صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز بكلمة توجيهية أكد في مستهلها على أننا ننعم بأمن في هذه البلاد هو الأفضل بين بلدان العالم ولله الحمد والدليل ما نشاهده في مكة المكرمة والمدينة المنورة وفي كل مدينة من مدن المملكة من أمن واستقرار.
وأشار سموه إلى أن ما حدث من تفجيرات غريب علينا ولكنه ليس غريباً على غيرنا.
ودعا إلى أن تجتمع كلمتنا في هذه الظروف أكثر مما كانت وأن نشعر بأننا في سفينة واحدة وفي بيت واحد. وقال سموه: تعلمون إن الصوت النشاز يؤثر ويسمع أكثر من غيره والثوب النظيف يظهر عليه الدرن حتى لو كان قليلاً..
وقال سموه: كل مواطن يجب أن يعرف أن هذه الدولة قامت على دين الإسلام وشرعيتها هي كتاب الله وسنّة نبيه صلى الله عليه وسلم وهذا ما يعمل به ولاة الأمر في هذه البلاد من أول دولة سعودية قامت من عهد الإمام محمد بن سعود إلى الآن. ونرجو من الله أن يميتنا ويميت من بعدنا ونحن إن شاء الله متمسكين بهذا الدين، كما علمنا به كتاب الله وكما أمرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ودعا الأمير نايف الجميع إلى تحمل مسؤولياتهم كل على قدر طاقته ومن رأى خطأ فلينبه إليه.. (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان). والتغيير باليد يكون للدولة، والدولة قادرة بمشيئة الله وقوية بالله.. وهي تعمل على الإصلاح والتقويم، وفي بلادنا من أهل العلم وأهل الخير من هم قادرون على اصلاح المفسد وتقويم المعوج.
وأكد سموه أن الدولة تعمل على تلافي القصور، وتدارك الأخطاء وتحسين الأمور.. كما أكد على ترحيب ولاة الأمر بالنصيحة وبالآراء البناءة، ولكن دون أن يتحول ذلك إلى المجال الإعلامي المغرض ويوضع في الانترنت لتلميع أشخاص.. وعلى من يريد أن يقول كلمته أن يحسب لكلامه ألف حساب ويقول ما يجب أن يقال، وما يبرئ ذمته أمام الله، ثم أمام هذه البلاد.. (وليقل خيراً أو ليصمت).
وحذّر سمو الأمير نايف من أن نترك للأعداء طريقاً إلينا، داعياً إلى أن تجتمع كلمتنا على الحق، وإلى أن نقفل المسالك والطرق لمن يريد أن يفسد بيننا، ودعا سموه إلى اجتماع كلمتنا وتقوية أنفسنا وذواتنا، وتلمس أي خطأ وتصحيحه.. والاعتماد على الله قبل كل شيء.
وأكد سموه أن ولاة الأمر لا يألون جهداً في خدمة هذه البلاد، لكن كرامتنا تأبى أن يملىء علينا من الخارج نظام معين، فأنظمتنا تنبع من عقيدتنا ومن حاجتنا. وشكر الأميرنايف في نهاية كلمته الدكتور راشد الراجح على تنظيم هذا اللقاء المبارك بأبناء العاصمة المقدسة راجياً أن تتعدد اللقاءات بين المسؤول والمواطن بما فيه الخير والصلاح.
هذا وقد شارك معالي الدكتور صالح بن حميد، رئيس مجلس الشورى وإمام وخطيب المسجد الحرام بكلمة بهذه المناسبة الكريمة نوه فيها بالسياسة الحكيمة التي ينتهجها ولاة الأمر في هذه البلاد، كما رحب بعودة المشايخ الذين أخطأوا الطريق، فكان في عودتهم وتوبتهم الخير الكثير، وإن مواجهة الحجة بالحجة أسفرت عن عودة الشيخين الخضير والفهد إلى الحق.
كما ألقى فضيلة الشيخ صالح الحصين الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف كلمة شكر فيها الله على ما تنعم به هذه البلاد من نعمة الوحدة والأمن والأمان.. والرخاء.. وحذر من الغلو والتطرف الذي ينهى عنه الإسلام.. ودعا إلى الوسطية النابعة من منهج كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
هذا وقد أجاب سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز عما ما وجه إليه من اسئلة بصدر رحب مؤكداً أن هذه البلاد قوية بالاعتماد على الله وبالتفاف أبناء هذا الشعب حول قيادتهم الرشيدة. وودع سموه الكريم بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم.
كما شكر د. راشد الراحج سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز على هذه الكلمة التوجيهية الرائعة.. وسأل الله أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved