Monday 24th november,2003 11379العدد الأثنين 29 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

يارا يارا
عراق جديد
عبدالله بن بخيت

حتى الآن لا يمكن أن ننظر إلى الوجه الآخر للاحتلال الأمريكي للعراق. لأننا نعيش أمريكا بوش الاستعمارية الصهيونية، نرى القتل من جيوش بوش التي يصممها صهاينة عريقون في كراهية المسلمين والأمة العربية، ولكن الشركات الأمريكية لابد أن يكون نصيبها كبيراً في حملة بوش ولابد أن تدخل سوق العراق ولابد أن تعمل وبالتالي سوف يظهر لأمريكا وجه آخر. طبعاً كلنا نتمنى للعراق الازدهار والتطور وكلنا نتمني أن يخرج العراق من محنه التي تكالبت عليه عبر سنين الثوار العرب.
أمريكا تدير العراق بصورة مشروع لا تقرأه كشعب أو كبشر. تقرأه كثروات ومناطق نفوذ وكمصالح وكمنصة انطلاق إلى مشاريع أخرى، لذا تحسب كل شيء فيه بالدولار. حتى القتلى من جنودها هم في جملة المواد المستثمرة.
استطاعت الحملات الإعلامية المتكررة عبر السنين ومقالات الكتاب العرب المليئة بالمرارة على أوضاعهم على أعطاء الغرب هالة من القدسية والمثالية، فالذين ينظرون إلى صفقة حزب الله مع إسرائيل يهولون أن إسرائيل سوف تبادل أكثر من أربعمائة عربي بأسير واحد وثلاث جثث. يأتي هذا الاجراء معززا بالأقلام العربية الساذجة مما يجعلنا نردد أن الغرب يحترم الإنسان يحترم مواطنيه يحترم جثة مواطنيه. وبالمقابل فان الحكومات العربية غير عابئة بمواطنيها. الإنسان لا قيمة له إلى آخر الأسطوانة التي مازلنا نسمعها يومياً. على هذه النغمة وعلى هذا المفهوم ننظر إلى قتلى أمريكا في العراق. المسألة في الأسرى ليس في العدد فأسير واحد أو خمسون أو مائة لا فرق بينهم في التبادل. فما تفعله حكومة إسرائيل ليست لها دلالة حضارية أو ثقافية شيء طبيعي ستفعله أي حكومة بغض النظر عن ديموقراطيتها.
يكاد يكون لدى كثير منا إيمان أن أمريكا بوش تواجه أزمة خانقة جراء الجنود الذين تقتلهم المقاومة العراقية يومياً، نسمع: أمريكا لا تستطيع أن تتحمل الخسائر البشرية، ضغوط الشارع الأمريكي، ضغوط الناخب الأمريكي إلى آخر الكلام الفاضي الذي نسمعه يوميا ويجعلنا ننتظر بفارغ الصبر خروج أو هروب أمريكا من العراق تجرر أذيال الخيبة، نتابع ما يجري في العراق وفي بالنا فيتنام أو مستنقع فيتنام. الدعاية الأمريكية صورت لنا أن هروب أمريكا من فيتنام جاء استجابة لرأي الجماهير والشعب وهو في الأصل كما يعرف الجميع يعود إلى الفشل في تحقيق الأهداف ويعود هذا الفشل لا إلى بسالة الشعب الفيتنامي أو مظاهرات الشعب الأمريكي وإنما إلى صراع الحرب الباردة بالضبط مثلما حصل للاتحاد السوفيتي والمجاهدين الأفغان، فعدد القتلى من الجنود الأمريكان لن يكون السبب الذي سيدفع أمريكا للخروج من العراق. كل يوم جندي أو جنديان لا يمكن أن يشكل ضغوطاً على واشنطن لكي تهرب من المستنقع. لأنهم ليسوا أبناء بوش أو أبناء دك تشيني وليسوا ابناء توماس فريدمان. لقد ألغت الحكومة الأمريكية قانون التجنيد الإجباري حتى تعزل الطبقة المؤثرة الأمريكية عن تأثير صراعات أمريكا الخارجية. فكل هؤلاء الجنود الذين يمثلون الجيش الأمريكي هم أقرب إلى المرتزقة من أبناء الطبقات الفقيرة والباحثين عن لقمة العيش بأي ثمن ولن يجدوا من يسأل عنهم عندما يموتون.
أكمل بعد غد

فاكس 4702162

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved