الخروج من دائرة الإرهاب

سيطرت أنباء التوبة والعودة إلى الحق من قِبَل شخصيات كانت تعتبر ذات أهمية مرجعية للإرهابيين على الأحداث الداخلية، وأشاعت قدراً من الأمل في إمكانية تحقيق المزيد من الإنجاز في القضاء على الأخطار التي شكَّلها هؤلاء المخربون، والتي تأذت منها البلاد والعباد..
وقد بات من المهم توضيح كل جوانب الفكر الذي قاد الارهابيين للقيام بتلك الجرائم، وتفنيد حججهم واحدة تلو الأخرى، وهذا أمر قد بدأ فعلاً من خلال المقابلات مع كل من الشيخ الخضير والشيخ ناصر الفهد فضلا عما أظهره عبدالله السليمي من ندم ونقضه لما أفتى به سابقا فيما يتصل بالتكفير.
إن ورود هذه التوضيحات وعلى لسان مرجعيات سابقة للعمل الإرهابي ذاتها يشكِّل أمراً جوهرياً ومهمّاً وخطوة كبيرة في اتجاه خلخلة البناء الفكري الذي يغذي تلك العمليات الإرهابية ويدفع إليها.
ويبدو من المهم إعطاء المزيد من التوضيح للخلط الذي يشوب مفاهيم مثل التكفير والجهاد وهو خلط متعمد يعكس قصوراً في الفهم أو يسعى لأغراض بعيدة كل البعد عن المفهوم الصحيح لمفهومي التكفير والجهاد.
ومن المهم الإشارة إلى أن أفعال الإرهابيين ذاتها هي التي تنفر الكثيرين منهم وتبعدهم عن الاستمرار في تنفيذ مثل هذه الجرائم، فقد اعتبرت الجريمة التي تم تنفيذها في مجمع المحيَّا السكني نقطة تحول في عمل المجموعة الإرهابية بسبب ما انطوت عليه من بشاعة وفظاعة وقتل جماعي للأطفال والنساء والرجال، وكل ذلك دفع قادة هذه المجموعات المنحرفة إلى إعادة النظر فيما يقومون به، ويؤمل أن يقود ذلك قواعد تلك المجموعة إلى مراجعة مواقفها بعد رؤيتها القيادة وهي تعود إلى الحق وتنبذ ما روَّجت له وما دعت إليه وما أفتت بوجوبه وضرورته.