|
|
هناك مثل روسي يقول «ضعوا الصوف على عيون الأجانب، حتى لا يروا عوراتنا»! وقد طبقنا هذا المثل كثيراً، حتى إن بعضنا، كان ينظر بريبة وشك، لكل من يتحدث صراحة، أو يلمّح، بأن في بلادنا فقراء، وفقراء لا يختلفون كثيراً، عن هؤلاء، الذين تنزل عليهم فرق مكافحة الفقر، بالبرشوت لكي تعالجهم، وتغذيهم، وتضع لهم نظاماً، يعيشون بموجبه في مقبل أيامهم، حتى لا ينهشهم الفقر بنابه، مرة أخرى، وقد تولى سمو ولي العهد تخليصنا من هذا التحفظ، وكأنه يعطينا إشارة لدراسة المشكلة من جذورها، عندما زار بعض الأحياء الفقيرة، ليصدر أوامره بوضع آلية من شأنها الحد من الفقر، الموجود على أرض الواقع، وليس القضاء عليه، فلا يمكن عملياً القضاء على الفقر، خاصة مع تزايد نسبة المواليد، حتى أصبحت المشكلة السكانية، مثل البالون القابل للانفجار في أي لحظة، وما نراه الآن هي المراحل الأولى لهذا الانفجار، بطالة متزايدة، وأزمات في قبول الدارسين، وحالات طلاق متزايدة، ومشاكل أسرية لا حصر لها، بعضها بسبب الفقر، وبعضها بسبب عدم القدرة، على تحمل مسؤولية كمٍ هائلٍ من الأولاد والبنات، إذا وجدوا الأكل والشرب، لم يجدوا السكن، وإذا وُجد الأكل والشرب والمنزل، عزّ عليهم الحصول على مقعد في الجامعة، أو مقعد في مصلحة، حكومية أو خاصة! |
![]()
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |