Friday 5th december,200311390العددالجمعة 11 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

ستبقى مملكتي آمنةً رغم أنوفهم ستبقى مملكتي آمنةً رغم أنوفهم
بدرية ناصر الأحمدي عنيزة(*)

أمر جلل ان يصاب الأمن في مكمنه، وأن تدمى القلوب في مكتنفه، وأمر عضال ان تسدد سهام الأذى لأهله..
والأمرُّ في الأمرين.. أنها لم تكن سهاماً من المتعارف عليها فنتصدى لها بكل ما نملك ونمتلك ديناً وفكراً واقتصاداً وسلاحاً، فنلثم اتجاهها ونكسر حدتها، ونخفي معالمها وكلنا اعتزاز بديننا وبنصرنا.
هذا ما أورثنا إياه صقرُنا «عبدالعزيز» وتوارثته قاداتنا امتداداً لأعظم منهج، وأسمى نهج في شرعنا ومصطفانا عليه الصلاة والسلام، بل كانت سهاماً.. بُترت من آمالنا.. اغتيلت من أرواحنا.. أحرقت من أفئدتنا.. إنها شبابنا «مع قلتهم» إنهم عزاؤنا في فقدنا.. إنهم جبرنا في كسرنا.. إنهم تطلعنا في مستقبل أقعدتنا ظروفنا عن تحقيقه.. إنهم أدمع سكبناها ودعونا الإله أن يحفظهم فيها من كل شر وأذى.
أنذرفها.. مجدداً تحسراً عليهم وأسى لنهايتهم ؟!
أنبكي أعمارهم البيضاء كيف تداعت وانهارت أمامنا بلمح البصر؟!
أنبكي عزاء لأوليائهم وحسرتهم فيهم وطأطأة رؤوسهم أمام أقرانهم وفي مجتمعهم؟!
أنبكي قلوب أمهاتهم اللاتي أثقلها الأنين كمداً وحسرة وألماً..؟!
فما عدنا نسمع صوت دعائهن لهم، وما عدنا نلمح ذاك التطلع المرجو في أعينهن، وما عدنا نستشف تلك الابتسامة الحانية في شفاههن!
بل أضحينا .. نشعر فراغاً في أحضانهن الدافئة.. وكسراً في أفئدتهن المحترقة..
ونلاحق فيهن ملامح قلقة متوترة مخيفة، فنشفق عليهن وندعو لهن بالثبات والاحتساب.
أنبكي وطناً ليس ككل الأوطان.. منبع الهدى منه.. وتدفق الخير فيه.. وانتساب كل سعودي له؟!
لِمَ الإجحاف في حق هؤلاء ؟؟!!
أين أنتم يا شباب من هذا وذاك؟ وأين عقولكم عندما كانت تشحن بأقاويل كاذبة وحجج واهية؟.. وأين اعتزازكم بدينكم ووطنكم، وأين فخركم بأبطالكم وولائكم لهم؟
وأين ذلك من بركم بآبائكم وأمهاتكم؟ هل من مجيب؟!
وأين أنتم حينما استغلكم أعداؤنا وزرعوا الشكوك والظنون في عقولكم ومعتقداتكم وعاداتكم وتقاليدكم.. وصوبوكم سهاماً فينا لتؤلمنا أكثر من الألم نفسه!
ولتكن وسيلتهم مصابَنا فينا!! لا حول ولا قوة إلا بالله.
علينا الاحتساب في مصابنا والدعاء لشبابنا ورجالاتنا الأوفياء بأن يحفظهم الله من كل سوء، ويجنبهم مزالق الحياة، ويرزقهم التبصر في أمورهم ديناً ودنيا..
ويحفظ ولاة أمورنا ويبقيهم عوناً لنا على كل معتدٍ.
وليهدأ كل قلب فيك مملكتي سعودياً كان أم مقيماً.
وان ما حلّ بنا كان وخزاً لن يبلغ من أمننا مبلغاً..
ولن يزعزع من ولائنا قدر أنملة..
كلّنا أمنٌ وولاءٌ وشممٌ لأننا وبكل الفخر سعوديون.. سعوديون !!
ستبقين أمناً مملكتي رغم أنوفهم
عشقتك يا وطني وصبوت بك
وأنجبت أبطالك ووفيت لك
وأعدك وطني..
إن طال عمري.. فهو لك كفاحاً وعطاء وفداء
وإن قصُر .. فعزاؤك بي وعزائي لك
ثمرات قلبي.. وفلذاتُ كبدي.. وقطراتُ دمي
هُمْ كفؤٌ ..
أن يكملوا ما بدأت.. ويجبروا ما كسرت.. ويحققوا ما عجزت. لك يا أغلى وطن.

(*) مشاعر وفية لمواطنة سعودية

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved