Thursday 18th december,200311403العددالخميس 24 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

من أين أتينا؟ من أين أتينا؟
الأمن.. فرضية الممكن التي كانت
د.عبدالله بن ناصر الحمود (*)

ربما اعتقد عدد من كيانات الإجرام والإرهاب المتشكلة في الخفاء المجتمعي السعودي، وتحت ستار تم اختياره بخبث ودهاء، أن ثغرةً ما في النسيج الأمني للمجتمع قد تتيح لهذه الكيانات تحقيق مآربها العدوانية، والنجاح في فرض حالة من الانفلات الأمني، لتتعدد بذلك ثغرات هذا النسيج فتتعدد تباعاً إرادات الاختراق وأشكاله وأحواله وعناصره. وربما - أيضا - زاد من اعتقاد تلك الكيانات بإمكانية النجاح لهذه السياسة الإجرامية، حدوث أحداث إرهابية بالفعل ذهب ضحيتها عدد من كيانات أخرى في المجتمع لم تكن تعمل إلا لمزيد من الرقي والرفعة لهذا المجتمع. إذاً، (فرضية الممكن) في تحقيق المجرم النجاح فيما كان يهدف إليه ربما كانت محركاً مهماً من محركات العدوان على أرواح الناس وممتلكاتهم، وعلى العبث بشعور الأمن والاستقرار لدى أفراد ومؤسسات مجتمعية أخرى. وأعتقد أننا قد أتينا من هذا الشعور الذي ربما تشكل لدى المجرمين نتيجة تتابع العقود والأزمنة على مجتمعنا السعودي العظيم وهو يرفل في بحبوحة من العيش ونعمة مسبغة من الأمن والرخاء والاستقرار. فلم تكن أحداث العنف ولا النزعة إليه هاجساً من هواجس المجتمع في أي من كياناته ومركباته وعناصره، ولم يكن يتصور أحد ممن عرف المجتمع وعاش فيه أن يكون مقصداً للمجرمين والقتلة. ربما أتاحت هذه البيئة المستقرة في المجتمع أن يلج المجرمون من باب الغيلة والغدر والخيانة.
ولكن السؤال المهم الآن يتمحور حول مدى بقاء تلك الكيانات الإجرامية تعتقد الاعتقاد نفسه بإمكانية اختراق المجتمع ومهاجمته؟ لعل الإجابة المتكاملة بالنفي المطلق مستقرة الآن في نفوس تلك الكيانات الصابئة. ولعل النجاحات المتكررة والمتتابعة لرجال الأمن في ملاحقة المجرمين وإحباط مخططاتهم دليل واضح على أن الستار الأمني لهذا المجتمع كان ولا يزال وسيبقى بإذن الله حصناً منيعاً ضد أي محاولة يائسة للنيل من الوطن الغالي العزيز على كل نفس أبية. ومما يزيد من هذا التوجه، أن نتائج الملاحظة المستمرة تشير إلى أن واجب الأمن الوطني اليوم بات شعوراً حقيقياً تحمله كل مؤسسة في المجتمع السعودي، ويتبناه كل فرد لم يلوّث يمينه أقطاب الاختراق ومريدوه. وبذلك تشكل مجتمع سعودي أكثر مناعة وأقدر على التوحد مع مبادئه النبيلة ومع قيادته الحكيمة ليبقى الكيان الأهم الذي نحبه ونغليه كيانا شامخاً (السعودية). فتحية لكل رجل أمن همه حماية الوطن، وهنيئاً لكل عين تسهر لينام الناس، وتشقى ليسعد الآخر، وتعمل ليستمر البناء والشموخ، وتستريح لتواصل المسيرة الأمنية وتؤدي الواجب الوطني من جديد.

(*) عميد كلية الدعوة والإعلام بجامعة الإمام

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved