Monday 22nd december,2003 11407العدد الأثنين 28 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

للرياضيين فقط للرياضيين فقط
منتخبنا للشباب وكأس العالم وشيء من الموضوعية..!
د. صالح بن أحمد العبود(*)

ست مشاركات لمنتخبنا للشباب لكرة القدم في نهائيات كأس العالم منذ انطلاق البطولة عام 1977م في تونس، مثلنا في هذه المشاركات أجيال كروية مختلفة من الشباب منهم من واصل المشوار للمنتخب الأول ومنهم من اختفى من المشاركة، وتعاقب المدربون والإداريون والأجهزة المشرفة، وبذلت الجهود الكبيرة وصرفت المبالغ الكثيرة واستضفنا بطولة واحدة عام 89م تعد من أنجح البطولات في تاريخ هذه المسابقة العالمية الكبرى حيث كانت البطولة الرابعة من حيث متوسط الحضور الجماهيري في المباراة الواحدة (20199 متفرج)، كما تعد البطولة الأكبر والإنجاز الأهم تنظيماً للرياضة السعودية وشبابها... ولقد شهدت البطولة الأخيرة في الإمارات خروج منتخبنا من الدور الأول وتأهُّل فريقين عربيين شقيقين للدور الثاني على الرغم من أن منتخبنا هو الفريق العربي الأكثر وصولا لهذه البطولة، وتناولت وسائل الإعلام المختلفة المحلية والعربية من صحافة وإذاعة وفضائيات هذا الخروج المبكر... وانقسمت الآراء بين الرضا بما قدمه لاعبو منتخبنا الشاب من مستويات جيدة ومحاولات واجتهادات لم يقف الحظ بجانبها ولم يحالفها التوفيق، وبين السخط على هذه المشاركة وعدم القناعة بأداء المنتخب وإضاعة الكثير من الفرص المواتية للتسجيل وعدم قدرة المدرب على قراءة خطط الفرق الأخرى وإحداث التغييرات المطلوبة لتحقيق الفوز في المباراتين الثانية أو الثالثة ومن ثم التأهل... وفي صحفنا الرياضية خرج علينا بعض حملة الأقلام الرياضية ليقولوا لنا بهدوء وببرود وبدون مبالاة وتحليل علمي واقعي إن مشاركة المنتخب في البطولة الأخيرة ناجحة، بل ويتمادوا في ذلك ليقولوا إنها مشاركة مشرفة..!! فأين النجاح الذي حققه المنتخب في الإمرازت وما هو التشريف الذي نالته الرياضة السعودية بهذه المشاركة.. فهل الخروج من الدور الأول مجد كروي.. وهل خسارة مباراة تسيطرعلى مستواها بنجاح.. وهل التعادل في مباراة مصيرية يجب الفوز فيها مع منتخب كساحل العاج تتفوق عليه من حيث المشاركة والتصنيف العالمي -ناهيك عن التفوق في الاستعداد والإمكانيات المسخرة لهذا المنتخب من قبل الإتحاد -فهل هذه النهاية والخروج أمر مقنع لا تشوبه خيبة أمل..!؟
فلهؤلاء المسئولين والإداريين والكتاب الرياضيين الذين يتبنون هذا الرأي نقول صح النوم وأفيقوا من سباتكم العميق ولنواجه الإخفاق بموضوعية، فعصر التجارب والمستوى والمظهر الجيد والاحتكاك الذي احترقنا منه منذ قدومنا لهذه الحياة انتهى ولا نرغب الرجوع إليه ونحن نتطلع إلى أمجاد سعودية رياضية وكروية تليق بمكانة هذا الوطن وخصوصيته وتوازي ما يقدمه قادة هذا الوطن للرياضة وما يبذلونه من اهتمام مادي ومعنوي خاص لكرة القدم... فبعد تلقي هزيمة واحدة وتحقيق تعادلين ودعنا البطولة بهدوء ولا حس ولا خبر وأنا أراهن أننا لو سألنا جماهير المنتخبات الأخرى هل شارك المنتخب السعودي في هذه البطولة لتوقف معظمهم كثيراً في التفكير وترددوا قبل الإجابة على هذا السؤال. وربما كانت الإجابة الأكثر وروداً هي لا أعلم أو أنا غير متأكد.. فمشاركة المنتخب في البطولة الأخيرة لا ترضي طموحنا ولا ترتقي إلى تطلعاتنا، فهل ننتظر 20 سنة أخرى للتأهل لذلك الدور الحلم «الدور الثاني» أو أن هذا الحلم أصبح سراباً.
وحتى أكون موضوعياً وواقعياً في تحليلي لهذه المشاركة وبمنأى عن التطرف في السخط وعدم الرضا وحتى لا أظلم فريقنا الشاب وأهضم جهود جهازه الإداري والفني لابد من أن أستعرض إحصائياً مشاركة المنتخب في كأس العالم الأخيرة والبطولات السابقة لتقييم هذه المشاركة بموضوعية وبعيداً عن العواطف والتعصب وأتركك عزيزي القارىء لتحكم على هذه المشاركة بالرضا أو السخط أو الحياد:
* تصنيف منتخبنا قبل بطولة الإمارات هو الثامن والثلاثون عالمياً بعد خمس مشاركات، حيث لعب منتخبنا 15 مباراة، فزنا في مباراتين فقط، وتعادلنا في 4 مباريات وخسرنا 9 مرات، وسجلنا ثمانية أهداف فقط نصفها في مباراة واحدة مع البرتغال (بطل كأس العالم 89م في الرياض)، ودخل مرمانا 18 هدفاً - ففارق الأهداف 10، وعدد النقاط التي جمعناها 8 نقاط من 45 نقطة ممكنة بنسبة 67،26%، ولم نتجاوز الدور الأول في أي بطولة.
* هذا التصنيف العالمي يأتي الخامس عربياً، بعد مصر والعراق وقطر وسوريا التي جاء تصنيفها على التوالي كالتالي (20،29، 30،34)، وتأتي بعدنا كل من الجزائر والمغرب وتونس والإمارات والبحرين على التوالي (47، 48، 57، 58، 59)، أما من حيث المشاركة في كأس العالم وعدد مرات الوصول للنهائيات فنحن الأول عربياً بخمس مشاركات، تلينا مصر والعراق وسوريا بثلاث مرات، ثم قطر والمغرب وتونس مرتين، وتليها كل من الجزائر والإمارات والبحرين بمشاركة واحدة.
* أما ترتيباً قارياً أو أسيوياً فيأتي في المركز السابع بعد كل من اليابان (15) وكوريا الجنوبية (16) والصين (25) والعراق وقطر وسوريا، أما من حيث عدد مرات المشاركة في نهائيات كأس العالم فنأتي في المركز الثاني مع اليابان بعد كوريا الجنوبية (7 مشاركات)، وتأتي الصين وقطر والعراق وسوريا رابعاً بثلاث مشاركات، ثم قطر وإيران بمشاركتين، وتليهما كل من إندونيسيا وماليزيا والبحرين والإمارات بمشاركة واحدة.
* أفضل النتائج لمنتخب عربي هو المركز الثاني الذي حققه المنتخب القطري في مشاركته الأولى في استراليا عام 81م عندما خسر أمام الألمان (0-4)، كما حقق المنتخب المصري المركز الثالث عام 2001م. في الأرجنتين في ثالث مشاركة له، أما أول تأهل عربي للدور الثاني أو دور الثمانية فهو وصول الجزائر لدور الثمانية عام 79م في أول مشاركة لها أيضاً بعد تعادلها مع اليابان والمكسيك وفوزها على إسبانيا ولكنها خرجت أمام الأرجنتين بنتيجة قاسية (0-5).
* أفضل النتائج لمنتخب أسيوي هو المركز الثاني الذي حققه كل من المنتخب القطري عام 81 في مشاركته الأولى، والمنتخب الياباني في مشاركته الثالثة عام 99 في نيجيريا بعد خسارتها من إسبانيا في المباراة النهائية. كما حلت كوريا الجنوبية رابعاً عام 83م في البطولة التي استضافتها المكسيك بعد البرازيل والأرجنتين وبولندا.
* أخيراً، بالنسبة لفرق مجموعتنا في البطولة الأخيرة في الإمارات، فالمكسيك هي أكثر الفرق مشاركة (9 مرات)، يليه متخبنا بخمس مشاركات، ثم المنتخب الايرلندي وساحل العاج بأربع مشاركات.. أما من حيث التصنيف والنتائج فالمنتخب المكسيكي يأتي في المرتبة الثامنة عالمياً حيث لعب 35 مباراة 0فاز في 11 ، تعادل 14 مرة وخسر 10 مرات) وسجل 55 هدفاً ودخل مرماه 37 وفارق الأهداف + 18، وله من النقاط 36 بنسبة 43،51%... وتأتي ايرلندا في المرتبة التاسعة عشرة حيث لعبت 17 مباراة (فازت في 6، تعادلت في أربع، وخسرت 7 مباريات) وسجلت 22 هدفاً، ودخل مرماها 21، وفارق الأهداف 1، ولها من النقاط 16 بنسبة 06،47%.. ثم منتخبنا... وأخيراً المنتخب العاجي في المرتبة الثالثة والأربعين، حيث لعب 12 مباراة (لم يفز ولا مرة، تعادل في 5 مباريات، وهزم في 7) وسجل 9 أهداف وعليه 25 هدف وفارق الأهداف -16، وله من النقاط 5 بنسبة 83، 20%.
* أما أفضل المراكز التي حققتها فرق مجموعتنا في بطولة الإمارات فهو المركز الثالث الذي حققته ايرلندا عام 97م في ماليزيا بعد فوزها على غانا.
فبعد هذا الاستعراض الإحصائي الوصفي لمشاركات المنتخب وتصنيفه وموقعه عربياً وآسيوياً ومقارنته بفرق المجموعة في البطولة الأخيرة ومعرفتك بنتائجها، ترى هل نضمك عزيزي القارئ إلى الراضين عن أداء المنتخب أم الساخطين، أم المحايدين غير المتفاعلين مع الحدث... وعلى أي حال يطرح السؤال نفسه مرة أخرى متى نحقق مركزاً مشرفاً في هذه البطولة أو على الأقل نتأهل للدور الثاني ولو لمرة واحدة يارب..!؟ فما نريده هو شيء من الموضوعية والمواجهة الصادقة مع النفس.. ولنا قبل انطلاق كأس الخليج وقفة تأمل مماثلة إن شاء الله.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved