Saturday 27th december,200311412العددالسبت 4 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

العشماوي يصدح شعراً العشماوي يصدح شعراً
في رحاب جامعة الملك عبدالعزيز في جدة

* جدة - صالح عبدالله الخزمري:
أحيا الشاعر المتألق د. عبدالرحمن بن صالح العشماوي أمسية شعرية في رحاب جامعة الملك عبدالعزيز بجدة وذلك مساء الثلاثاء 22/10/ 2003.
احتشدت القاعة بالحضور الكثيف بعد صلاة المغرب، كما كان للنساء حضورهن عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة.
شرف الأمسية وكيل الجامعة وعميد شؤون الطلاب.
بداية قدَّم مدير الأمسية السيرة الذاتية للشاعر، فهو من مواليد منطقة الباحة، درس بها، وتخرج من المعهد العلمي بالباحة، ثم التحق بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، وحصل منها على البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، له إسهامات إعلامية ومشاركات، وله العديد من الكتب والدواوين، منها: إلى أمتي، بائعة الريحان، من يا ترى، عندما يعزف الرصاص.
بدأ بعد ذلك الشاعر بمقدمة عن مكانة الشعر في الإسلام، وكيف كانت منزلة الشعراء عند الرسول صلى الله عليه وسلم ومن أولئك: حسان بن ثابت، عبدالله بن رواحة، وكعب بن مالك.
ومن ذلك عندما وقف النابغة أمام النبي صلى الله عليه وسلم يقول:


ولا خير في حلم إذا لم يكن له
بوادر تحمي صفوه أن يكدرا
ولا خير في جهل إذا لم يكن له
حكيم إذا ما أورد الأمر أصدرا
بلغنا السماء مجدنا وفعالنا
وإنا لنبغي فوق ذلك مظهرا

فقال الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أين؟ فقال: إلى الجنة يا رسول الله، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: إلى الجنة إن شاء الله، ثم دعا له: لا فض فوك، فيقال إنه عاش عشرين ومائة سنة ولم تسقط له ثنية.
وعندما وقف كعب بن زهير أمامه عليه الصلاة والسلام، والتي هي صحيحة بسندها يقول:


بانت سعاد فقلبي اليوم متبول
متيَّم إثرها لم يفد مكبول
وما سعاد غداة البين إذ رحلوا
إلا أغن غضيض الطرف مكحول
إن الرسول لنور يستضاء به
مهند من سيوف الله مسلول

بعد ذلك في اختيار بعض قصائده:
لا تقولي، منها:


لا تقولي متى نظمت القصيدة
ومتى أصبحت رؤاك نشيده
ومتى أصبحت قطوفك تُبنى
فوق تل الإحساس قصرا مشيده
لا تقولي متى نسجت القوافي
وجعلت الهوى عليك شهيده
لا تقولي متى جمعت حروفا
بعد أن كان كل حرف وحيده
إنه الشعر ليس نظماً ولكن
هو جمر في القلب زاد وقوده
شعلة من ضرام حزني وحبي
ألهمتني رشداً وشوقاً فريده
أضحكتني حينا وحينا أقامت
من دموعي على جراحي شهيده

قصيدته الثانية: شموخ في زمن الانكسار، منها:


صوت ينادي أمتي ورجالها
جهراً ونيران الضغائن تُضرم
لا تقطعوا رأساً فإن حسامنا
بإزالة الرأس العزيزة مُغرم
وله فيها عن طفل الحجارة:
في كفه حجر وتحت حذائه حجر
ووجه عدوه متورِّم
مَن أنت يا هذا أعدت تساؤلي
والطفل يرمقني ولا يتكلم
من أنت يا هذا ودحرج نظرة
نحوي لها معنى وراح يتمتم
لغة البطولة من خصائص أمتي
عنا رواها الآخرون وترجموا
منذ استدار الدهر دورته التي
عز التقي بها وذل المجرم

الشاعر يعيش هموم أمته، كيف لا وهو شاعر دعوة استشعر الأحداث فجادت قريحته كعادة الأوفياء من أبناء الأمة التي لم يصبها العقم بل ما زالت قادرة على الإنجاب.
العراق وما دهاها من أحداث جسام :


فصل أخير ليس بالآخر
جرى أمام السامع الناظر
فصل عن المسرح إخراجه
يوحي بفن المخرج الباهر
إلى أين وكيف التقى
في المسرح المجنون بالعاقل
في سنن الكون لنا عبرة
تكشف همَّ الحائر الخائف
عدل من الرحمن في فكره
جرى على الأول والآخر
هل علمت بغداد عما جرى
وكيف ألقى السحر بالساحر
وهل رأى دجلة وجه الذي
عطَّشه في الزمن الحاضر

بلادنا الحبيبة استهدفت من بعض الشباب الذين انساقوا خلف أفكار هدامة. تفجير سكن المحيا بالرياض أزعج الجميع، والشاعر ابن مجتمعه وابن أمته الوسطية البعيدة عن الغلو.
يقف ضد الإرهاب والتخريب إيماناً منه أن ذلك ليس من الإسلام في شيء بل هو تشويه لصورة الإسلام المضيئة.


كلاَّ تقول صغيرة بُترت يداها
وتقولها الأشلاء كلا ثم كلاَّ
ويقولها سعف النخيل وكل غصن
في واحة الأمن الوريف يمدُّ ظلاَّ
كلا ترددها المآذن حين يعلو
صوت المؤذن يذكر الله الأجلاَّ
يا من أطل على رياض الحب وحشاً
قتل السعادة والرضا لما أطلاَّ
أيكون تهديم البيوت على الضحايا
في ليلة من شهرك الميمون حلاَّ؟!!!
يا مَن ويا مَن لست أدري مَن أنادي
تعبت نداءاتي ووجهك ما تجلَّى
إني أرى خلف الركام خيال لص
الله أعلم مَن يكون وكيف حلاَّ
لا يعرف الإيمان لا يسعى لخير أبداً
وما عرف الطريق ولا استدلا
من أين جاء وما الذي يبغي
وكيف هوى وضلاَّ

فاصل فرقة نداء وحداء الإنشادية.
أعقب ذلك بقصيدة بعنوان لا تجزعي، منها:


لا تجزعي أمر الإله مقدَّر
ما قدم الرحمن لا يتأخر
كم حاجة تسعى إلى تحقيقها
ولانها لم تقض لا تتيسر
ريان نفس المرء عقل راجح
نحو الشواطئ في ثبات يبحر
هي حكمة نقشت على أعراقنا
حب المضاهي حقيقة لا تُنكر

وكما هي عادة الشاعر لا يبارح هموم أمته وأحداثها الراهنة، «فاطمة المذعورة» من القصائد الأخيرة رمز لكل بريئة ينتهك عرضها، ويهدم دارها، وتفقد أهلها، ويشارك نهارها ليلها في السواد «مشهد من العراق»:


خرجت فاطمة المذعورة
في ليلة بؤس مسعورة
لم تبصر عيناها قمراً
يمنحها في الظلمة نوره
فاجأها رجل في يده
لاقطة تلتقط الصورة
عشرات الصور ستعرضها
قنوات فضاء مشهورة
ستراها عين متابعها
في كل الصحف المنشورة

التوبة باب مفتوح لكل من أذنب، قال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً..} ويقول صلى الله عليه وسلم: «إذا تاب ابن آدم أنسى الله جوارحه وحافظيه وبقاع الأرض جميعاً ذنوبه يوم القيامة».
وأضاف: وأنا أتأمل في هذا الحديث عمن أوتي جوامع الكلم، أتأمل الاختراعات، ومن ذلك آلة تصوير يمكن أن تصور الإنسان بعد مغادرته المكان لمدة تصل إلى سبع ساعات، يعني أن الأرض تلتقط لنا صوراً.
وعند رجوع أولئك الشيوخ إلى صوابهم وتراجعوا عن فتياهم التي افتتن بها بعض الشباب من أمثال الشيخ علي الخضير، فقلت:


ليس ضعفاً أن يعلن المرء عوداً
لصواب وأن يطيب المقالا
إنما الضعف في التعصب لما
يطعن القلب سهمه القتَّالا
إنما الضعف أن تحور خطانا
في رمالٍ حتى تتيه الرمالا
ليس ضعفاً أن يفتح المرء قلباً
للندى أن تمد فيه الضلالا

بعد ذلك وكعادته في كل أمسية يطلب منه العديد ويسأل العديد، فكان صدراً رحباً كعادته.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved