Saturday 27th december,200311412العددالسبت 4 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

لا بأس... يا مدينة النهار لا بأس... يا مدينة النهار
عبدالله بن ثاني
الإمارات العربية المتحدة

يا سَجَا اللَّيلِ غابَ فيكَ فُؤَادي
مُعْتِمَاً مِثْل كَوْكبٍ في حِدادِ
أو أسيرٍ وراءَ جِلْفارَ يَبْكي
بين سَوْطِ النَّوى ورَسْف السَّوادِ
بجفونٍ يَنْزِفن مَوْتاً فأنبت
نَ بخدِّ الزَمانِ خرْطَ القَتَادِ
بي جروحٌ مِنَ المنايا وَلَيستْ
لي أثافٍ سوى الطَّوى والرَّمادِ
وتراءى لِيَ السَّرابُ بصيفٍ
ذابَتِ الشّعرى فَوْقهُ وهوَ صَادِ
ظامئاً قد قَطعتُهُ والفَيْافي
سَلَّمتني السنينَ مِنْ غَيْر زادِ
إنَّ ما بي قد علَّني وبَراني
وجثا حتى مَلَّني عُوَّادي
حرْتُ في ساعةٍ ثَوَى عَقْرباها
حينَما شُلَّ طَارِفي وَتلادِي
شابَ رَأْسي من الأفُولِ ولَيْلي
حَمَّل العِبْءَ كاهلي وجوادي
فَهَويْنا من حَالقٍ مِثْل صَلْدٍ
ألقِمَتْهُ الرياحُ عَيْنَ الرُّقَادِ
طَوَّحَتهُ الأيامُ تحتَ الدَّياجِي
ضَلَّ حتى استقرَّ بالمِرْصادِ
ضارباً بالحداءِ والعيس أرْضاً
ضَرَبتْني بِغُرْبةٍ وسُهادِ
وَتخضَّبْتُ بالرّضا وأنَا أُهد
ي الرَّدى رُوحاً ضُمِّختْ بالجَسادِ
وطني لا تُؤْذُوه إنَّ الليالي
أسْرفَتْ في حَجْبِ الشُّعاعِ الهادي
أرْيحيٌّ سما بمَجْدٍ يُنادي
للغَدِ الحُلْوِ سالِفَ الأجْدادِ
ولهُ هذِهِ المكارمُ تَتْرى
والمطايا ببابِهِ والأيادي
هذه قَبَّلتْ يَديْهِ وهذي
في الوَقارِ اكْتَستْ رِداءَ التِّلادِ
وَبَدا تاجاً في جَبينِ الثريَّا
فَتَهادَتْ في بُرْجِها بازديادِ
أُيِّدَتْ فيه المكرماتُ ولولا
هُ لجفَّتْ طَلائعُ الوُرَّادِ
ادْلَهَمَّت بنا الرَّزايا عَرَاءً
هَاج بالدنيا كالدُّجى الرَّعَّاد
للرياضِ التي بَكَتْ من عُقُوقٍ
قد وَرَى القيْحَ جَوْفه بِفَسادِ
أيُّهذا الترابُ وقْعُ خُطَاها
يَرْتقي ذرْوةَ السُّها الوقَّادِ
قد بَكَيْنا من الوَغى لِبُكاهَا
واصْطَلَيْنا ضَغِينةَ الحُسَّادَ
عارضٌ مَحرقٌ هَوى من سَحَابٍ
عاملاً تَرْويه العِدَى ببلادي
فَسَقطْنا من صَرْخَة الأرضِ لمّا
أُغْمِدَ البَغْيُ في رِقابِ الوِهَادِ
لَيْتَ مولايَ في القُيودِ يَراها
ويَرَى السَّوْطَ في يَدِ الجلادِ
لو تَراخى عنَّا قليلاً لأجري
نا الأسَى واليَبَابَ في كُل وادِ
والعصافيرُ للحقولِ تَدَاعتْ
صِحْ بها عاجلاً وصِحْ بالجرادِ
وَيحهمْ عاثوا بالدّيارِ خَراباً
واستباحوا الدِّماءَ باسْم الجِهادِ
قَوْمُنا قدْ شَدُّوا الخيولَ وسلّو
ها سُيوفاً لكنَّها للأعَادي
لا نَرى للنفوسِ فينا بقاءً
مِثْلَ صِدْق اللقاءِ فَوْقَ الجياد
ومُثارُ النَقْع الذي حَلَّ فِينا
سائِلوا البأْسَ عنه يَوْمَ الطِّرَادِ
كَمْ بَطشْنا ورايةُ المجدِ قامت
وتَثَنَّى الصَّباحُ بالإنشادِ
كَمْ سَقينا الثَّرى حياةَ كُمَاةٍ
قد سَرَى ذِكْرُها بكُلِّ النَوادي
فَتَوَّلى العَدُّوُّ والنَّصْلُ يَزْهو
شاهداً بالجُموع والأفْرادِ
وسَيَبْقى الإسلامُ عُروتنا الوُثْ
قَى وإن جَارتْ زُمْرَةُ الأحْقادِ
ذاك عَهْدٌ لنا وحقّك يا منْ
رَفَعَ الفَرْقَدينِ فَوْقَ العِبادِ

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved