Saturday 27th december,200311412العددالسبت 4 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

كفى بجائزة الفيصل حثاً وتشجيعاً كفى بجائزة الفيصل حثاً وتشجيعاً
د. أحمد بن إبراهيم التركي *

النخلة شجرة مباركة أصلها ثابت وفرعها في السماء وهي محل اهتمام الإنسان العربي منذ أمد بعيد تغذى بثمارها وتفيأ ظلالها وجنى رطبها وتنزه في واحاتها.
لقد تشرفت النخلة بذكرها في القرآن الكريم مرات كثيرة وضربها الرسول صلى الله عليه وسلم مثلا للمؤمن في رسوخ إيمانه وقوة عقيدته. كما كانت النخلة واحة غناء للشعراء والأدباء يزينون شعرهم ونظمهم بوصف جذوعها وليفها وسعفها وظلالها. هذا بالإضافة إلى ما تتمتع به ثمار النخيل من قيمة غذائية كبيرة حيث أن التمر أغنى الفواكه بالطاقة ويحتوي على فيتامينات وأملاح معدنية وألياف ومضادات الأكسدة الأمر الذي يجعل التمر يقلل من احتمال الإصابة بكثير من الأمراض. وفوق ذلك فإن النخلة ذات قيمة اقتصادية كبيرة في بلادنا التي تنتج ما يقارب 17% من الإنتاج العلمي. إن قادة هذه البلاد - وفقهم الله - أدركوا هذه الأهمية الكبيرة للنخيل فأولوها اهتماماً خاصاً يتناسب وأهميتها. تمثل جائزة الأمير فيصل بن بندر للنخيل جزءاً من هذه العناية الفائقة بهذه الشجرة المعطاءة. إن جائزة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة القصيم جاءت بفروعها الثلاثة لتقول لكل طبقات المجتمع إن النخلة تستحق كل تكريم واهتمام سواء على مستوى المزارعين أو على مستوى الجهات الحكومية أو الخاصة ذات العلاقة بالزراعة أو على مستوى العلماء والباحثين.
إن الفرع الثالث لجائزة الأمير فيصل بن بندر للنخيل قد خصص لأفضل بحث عن النخيل ليس على المستوى المحلي فحسب بل على المستوى العالم العربي والإسلامي، وذلك إيماناً من سموه الكريم بدور البحث العلمي التجريبي في رفع مستوى الشجرة الطيبة زراعة وإنتاجاً واقتصاداً، ولتعزيز فرص التنافس الشريف بين الباحثين في مجال النخيل ليبذلوا المزيد من التجارب الحقلية والمعملية لدراسة كل ما من شأنه زيادة إنتاج النخيل وحفظها من الأمراض وتسويق إنتاجها.
إنه بالرغم من أن عدد النخيل في المملكة يتجاوز 22 مليون نخلة، إلا أن ثمة في جوانب في خدمة النخلة لم تكتمل فيه الرؤية العلمية ولم يصل فيها الباحثون إلى صورة واضحة مما جعل كثيرا من المزارعين يفتقدون إلى البرنامج العلمي الصحيح في خدمة النخلة.
ولعل من أبرز الأمثلة على ذلك التسميد وري النخيل. إن معظم المزارعين يضيفون الأسمدة للنخيل بطريقة تقليدية توارثوها من مزارعين آخرين، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى الضعف التدريجي في إنتاج النخيل. ومن المزارعين من يضيف الأسمدة العضوية الخام - أي لم يسبق معاملتها - إلى النخيل مما يؤدي إلى نقل بعض الأمراض إلى النخلة ونمو الحشائش حولها بل ربما واختناق جذورها نتيجة تصاعد كميات كبيرة من النشادر. كذلك بعض المزارعين يرفض إضافة الأسمدة المعدنية إلى النخيل اعتقادا منه أنها تضر النخيل بينما تجد آخرين يضيفون الأسمدة المعدنية بلا حساب. إن هذه الممارسات الخاطئة في تسميد النخيل تتكرر أيضاً في ري النخيل، حيث نفتقر إلى برنامج ري يستند إلى تجارب حقلية طويلة المدى لري النخيل. ففي الوقت الذي تجد في بعض المزارعين يروون النخلة في اليوم الواحد مرتين تجد آخرين يروون كل أسبوع مرة وبكمية غير مقننة من الماء. وهكذا كل يستفتي جاره المزارع.
نعم فكفى بجائزة الفيصل حثا وتشجيعا للباحثين في مجال النخيل. إنني بهذه المناسبة أرفع الشكر والتقدير إلى صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن فيصل أمير منطقة القصيم الذي أخذ على عاتقه دعم البحث العلمي ودفع عجلته قدما إلى الأمام حتى يكون على المستوى الذي يطمح إليه سموه الكريم، والشكر موصول لصاحب السمو الملكي الأمير ماجد بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة القصيم.
كما نشكر كل من ساهم في ترتيب وتنظيم هذه الجائزة سائلاً الله تعالى أن يجعلها طريقا للتقدم والرقي والازدهار لهذا البلد المعطاء.

* وكيل كلية الزراعة والطب البيطري للشؤون الإدارية

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved